ايها الجاحدون العتاة تلك سنة الحياة

mainThumb

02-03-2012 12:08 AM

ولد طفلا.. استقبله صدر أمه وحنان والده، شب وكبر، أصبح شابا فتيا، درس تعلم توظف، تزوج شريكة لحياته تؤنسه تحبه، تنجب له ولده، تقاسمه حياته، تخفف وحدته، أنجبت له أولاد، ملاؤا الدار عليه صراخا صخبا سعادة، لهوا ركضا شقاوة، تقدم به العمر ، مر سريعا من بين قبضة يديه،وإغماض عينيه عن سلطان الزمان وعقربيه، تزوج الأولاد أنجبوا الأحفاد، العدد في البيت تضخم وزاد، ضاق ذرعا ضاج غضبا، سئم الحياة تأفف تذمر، عن ساعديه شمر، مسك عصي ضرب به الأكبر، برجليه الثقيلتين المتعبتين لحق الأصغر، زمجر استشاط غضبا تأثر، انفصل الأولاد، آثروا الرحيل والابتعاد، تزوجن البنات مني وهند وسعاد, بقي في البيت الكبير هو وزوجته أم الأولاد، بعد فترة حن لضجيج الأطفال وصخب العيال، صار يسمع قهقهاتهم في أرجاء البيت ، يتذكر ركضهم لهوهم، جلستهم موائدهم ، كلامهم تعليقاتهم براءتهم، أحس بالوحدة وهدوء الدار بلا صغار، نزل دمعه سخيا، تصبب عرقه علي جبينه نديا، آه لو يعود الشباب يوما بهيا، زادت مآسيه وجاءه مايبكيه، ماتت زوجته رفيقة حياته، بقي وحيدا حزينا، بقي بدون من منحته الحب والسعادة والاحترام والخدمة بكل رعاية و اهتمام، ، بقي في البيت وحيدا ولا أنيس ولا ونيس لوحده متألما كسيرا مفطورا بكيا، حتي لو وضعوه في الجنة تحته أقدامه نهرا سريا، أصبح يري طيف زوجته يمر أمامه في الردهات، تجلس أمامه علي الكنبات، يحس ان زوجته المخلصة الحنونة في المطبخ تعد له الوجبات،،او في غرفة نومه تسمعه رقيق الكلمات تناديه بااجمل العبارات ،ناجاها رد عليها ولكن هيهات هيهات، ان ترد عليه فلقد ضمها إلي حضنه ثري الفراق و الممات، بقي ينظر إلي السقوف والجدران ، إلي الخزائن يشم كل فستان، يقف علي النوافذ يبحث عنها في كل مكان، لعله يراها،فهي إنسانة أحبها وأحبته، وملأت عليه الزمان والمكان، ، لكن الزمان غادر خوان، مجنون من يأمنه ،لايقصم ظهره إلا العبادة والطاعة والإيمان ، ليلقي العبد وجه ربه الخالق الرحمن، فلا ينفعه ابن أو ابنة ومال أو عقار أو عمران.

توضأ الرجل صلي الفجر بالمسجد ،سجد بخشوع وبكاء ودموع ، لم يرفع رأسه فمات بأمان، وسكينة واطمئنان، حمله المصلون ودعوه بدمعة فهو رفيقهم بكل أوان،حضر أبنائه وأحفاده من كل مكان، كفنوه بكوه شيعوه دفنوه كرموه ترحموا عليه بالغفران والإحسان.

عاد الابن الأكبر وسكن هو وأولاده في البيت الكبير، عادت الحياة له هرج ومرج وصخب كثير، دارت دورة الحياة من جديد، لحياة إنسان آخر هو ابنه، والأعمار بيد الله، الموت ليس عنه ببعيد، بل هو اقرب إليه ولنا من حبل الوريد.

اخواني وهنا أوجه الحديث للجاحدين العتاة، الذين ينكرون سنة الحياة، من منكم ومنا ينكر بدايتنا ومسيرتنا وحياتنا ونهايتنا،وأن العمر ماض لامحاله ،فلاتغرنكم مظاهر الدنيا فهي زائلة كلها بهارج وزيف وضلاله، لذا أيها الإنسان استغل واستثمر الحياة بفضائل وأخلاق الدين بكل هدى وتقي وعناية،وكسب العيش الحلال تتحراه واجعله لك غاية ، هذا ماأمرنا به في دستورناالالهي قرآننا الكريم المرتل و كذلك الإنجيل السماوي المنزلين من ا لخالق المعبود رب الإيمان والهدايه


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد