حراك طبربور- أول دخلة على اليمين

mainThumb

19-03-2012 02:24 PM

حسب أحد الأصدقاء الإعلاميين –وعلى ذمته- فإن عدد الحراكات في الأردن تجاوز ال125 حراكاً، وبالتأكيد جل هذه الحراكات هي حراكات شعبية شبابية. وتختلف أسس ومباىء تسمية هذه الحراكات، فبعضها تصنف وفقاً لمناطقها (كرك، طفيلة، اربد ..الخ)، وبعضها تصنف عشائرياً (بني حسن، عباد، العياصرة، .. الخ)، وتصنف أخرى وفقاً للاتجاهات الأربعة (شمال، جنوب، شرق وغرب)، فيما تصنف حراكات تبعاً للتقويم الميلادي (24 آذار، 17 نيسان، 15 تموز، .. الخ).

أسباب كثيرة أدت إلى ظهور هذا الكم الهائل من الحراكات، ففي المحافظات حيث الوجود الحزبي والمنظم الضعيف، لم يكن أمام الناشطين في الحراك سوى أخذ زمام المبادرة وإطلاق حراكات كانت في بداياتها نموذجاً يحتذى به من ناحية المطالب وسقفها والنشاطات وتنوعها (وأخص هنا بالذكر الحراكات في الجنوب)، وكما لعب ضعف الأحزاب في الأطراف دوراً في بروز كم من الحراكات، فقد لعبت العقلية الفردية في العمل دوراً هاماً في هذا السياق، إضافة إلى حملة التشويه المنظم الذي مارسه الإعلام الغربي وتابعه العربي في تشويه صورة العمل الحزبي وبخاصة مع انطلاقة الثورات العربية، ولا بد من التأكيد على الدور الهام الذي لعبته الأجهزة الأمنية في "تفقيس" حراكات واختراق أخرى من على قاعدة "ما حدا أحسن من حدا".، وأخيراً وليس آخراً تجدر الإشارة إلى هواية بعض القوى في خلق حراكات لتكون غطاءاً لها في الميدان .. يا حميدان
 
قبل ما يزيد على العام، قام البلطجية بالاعتداء علينا في مسيرة لم يكن يتجاوز عددنا فيها ال150 شخص، كما أن الاعتداء علينا لم يتعدى العشرين حجراً مع سبع قنوات وعدد آخر محدود من العصي و "الشلاليت". ورغم الهجمة "البلطجية" المحدودة، إلا أن ردة فعل الشارع كانت فوق التصور، فقد خرج في الجمعة التي تليها وتحت شعار "لا للبلطجة" ما يزيد على العشرة آلاف مواطن في مسيرة هي الأكبر منذ انطلاقة الحراك وحتى اليوم، مع ملاحظة أن الحراكات في تلك الفترة كان عددها لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ومعظمها تابع لقوى منظمة حزبية أو غير حزبية.
 
في المقابل، ومع اعتقال سبعة من قيادات حراك الطفيلة، وفي ظل وجود أكثر من 125 حراك، وبالتأكيد على مركزية المسيرة، وبشعارات "سقفها السماء"، لم يخرج في مسيرة "الحرية لأحرار الطفيلة" أكثر من ألف مواطن مع غياب لعدد كبير من القيادات الوطنية والسياسية والنقابية ؟؟؟
 
عندما يصبح علمنا الوطني مجالاً للمزاودة، وعندما تصبح رايات الأحزاب القومية واليسارية والإسلامية تهمة، وعندما يصبح "عهد الولدنة عم يغلى ع ألبي"، وعندما تقوم الأجهز الأمنية ب"البعبشة"، أقول عندما يجتمع كل هذا فلا بد لنا من تقديم الاعتذار لسائد وقيصر ومجدي ورفاقهم بأننا خذلناهم بما يكفي ... تصبحون على معتقل .. والحدق يفهم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد