القتل على الحجاب والقلنسوة
أشكال العنصرية, أياً كانت, متعددة ومختلفة, فهي تكون اما لفظية, أو قانونية, أو ثقافية. لكن التمثيل الأبشع لها هو العنف والقتل والتنكيل بناء على الهوية, طائفية, عرقية أو قومية.
انتشر تعبير "القتل على الهوية", خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية, عندما كانت المليشيات تختار ضحاياها على حواجز, فرضتها بقوة السلاح, بناء على وصف هوياتهم الشخصية للدين أو الطائفة, أو بناء على اللفظ أو اللهجة, التي تحدد كون الشخص لبنانياً أو فلسطينياً. لا يعني أن فكرة القتل العنصري, هي ابتكار لبناني, فجرائم التمييز العنصري, للأسف, هي ظاهرة تاريخية, كانت جزءا من توظيف المسيطرة للاختلاف, دينيا كان أم قومياً لبث الفرقة وتبرير سياستها الظالمة, وحتى الظلامية.
لكن ارتباط الكراهية والعداء, بارتداء حجاب أو قلنسوة (السويت شيرت), وبالتالي قتل لابسيها هي تجسيد جديد ومبتكر, أطل برأسه مؤخراً, في جريمتين منفصلتين هزتا شرائح مهمة من المجتمع الأمريكي: ففي ظرف أقل من شهر, قتل مراهق أمريكي اسود, يرتدي القلنسوة, بحيث تغطي جزءا من وجهه, على طريقة مغني موسيقى الراب الشعبية, وأم عراقية, ترتدي الحجاب, تبين من رسالة وجدت بجانب جثتها المضرجة بالدماء, تطلب منها" العودة من حيث أتيت, أيتها الإرهابية."
لا يمكن فصل هذه الجرائم, عن سجل التمييز والكراهية, ضد السود والعرب والمسلمين, لأسباب في أغلبها سياسية. فلم يكن من الممكن استعباد الأفارقة, بعد شرائهم أو خطفهم من القارة السوداء, في رحلة جهنمية, يموت خلالها من لم يستطع احتمال آلام وأمراض البقاء مقيدا بالسلاسل الثقيلة, في قعر السفن التجارية, لأشهر حتى وصولهم إلى الشواطئ الأمريكية, حيث تبدأ حياة جديدة, مليئة بالدموع والعذاب, لإجبارهم القهري على خدمة "أسيادهم الجدد."
العداء ضد العرب, مسلمين ومسيحيين, والمسلمون من جنسيات و قوميات أخرى, كان إظهارهم "كالآخر" الغريب المخيف شرطا, لتمرير السياسات الاستعمارية, واستغلال النفط العربي, والتأييد والدعم الأعمى لإسرائيل. فلم تبدأ جذور الكراهية للعرب مع تفجيرات 11/9 المدانة, ولا مع صعود التيارات الاسلامية, بل قبلها بكثير, كما تبين كتابات ومؤلفات مؤرخين وفلاسفة غربيين, لعل أبرزهم, الاستشراقي برنارد لويس, الذي كان المفكر الفلسطيني, المسيحي إدوارد سعيد, من أوائل وأهم, من فضح, وتصدى لعنصريته ضد المسلمين, المموهة بنظريات التطور الإنساني والحداثة.
بالطبع لا بد من الاعتراف بأننا نحن أيضاً, ساهمنا ونساهم, بتوفير ذرائع لمثل هذه الكراهية, من خلال التيارات المتطرفة دينياً, ودعواتها وأفكارها سواء تجاه المرأة أو الأقليات, التي تقدم وقوداً للعداء الغربي ضد العرب والمسلمين, والأهم انها تهدد مجتمعاتنا.
الاعتراف بأخطائنا وخطايانا, لا يبرر الاستعمار ولا جرائم العنصرية, كما أن لا يوجد أي مسوغات, للجرائم التي ترتكب, وارتكبت ضد السود في الولايات المتحدة الأمريكية, ولكن المهم هنا بالإضافة لمعرفة وإدانة مثل تلك الأعمال الشنيعة, هو التأمل في نتائج التحريض العنصري, والطائفي, والديني, والإقليمي الزاحف, والمتسلق داخل العقول في الوطن العربي.
عندما يقتحم شخص مجهول بيتا في منطقة سكنية وادعة في كاليفورنيا, ويهوي بقضيب حديد على رأس شيماء العوادي, بكل قسوة ووحشية, وعندما يبادر رجل أمريكي, ليس له سوابق أو حتى نزعات إجرامية, بإطلاق النار فوراً, ودون تردد, على تريفون مارتين لمجرد وجوده في حيه, تمثل التعبير الأشد تطرفاً, لتأثير الضخ الإعلامي للخوف من العرب والسود في المجتمع الأمريكي.
أي أن مجتمعاتنا - في العالم العربي, ليست, بالضرورة محصنة, من جرائم الكراهية, فالدعوات التحريضية, من منطلق ديني أو طائفي أو جنسي, والتي أضحت من الإفرازات السلبية لحالات تشوه اخترقت الثورات العربية, والتحريض, بالكتابة أو بالشعارات, ضد أي من المكونات أو الفئات الاجتماعية, هي من أشكال زرع الخوف ضد من نبدأ برؤيتنا كالآخر الذي يهدد حقوقنا أو حتى وجودنا, ومن ثم تصبح الجريمة: كأنه مجرد دفاع عن الذات وهذه مقدمات لأفكار عنصرية تعادي المساواة, قد تقود إلى حالات تصادم اجتماعية أو حتى حروب أهلية.
أمريكا: اختفاء 16 ملفا على الأقل من ملفات قضية إبستين
خزانة الأمل الأردنية تخفف معاناة الأشقاء في غزة
الأردن يعزز مشاريع حصاد مياه الأمطار لمواجهة شح الموارد
مقترح بن غفير بسجون التماسيح يثير السخرية
الذهب قرب الذروة العالمية ويغلق عند 4338 دولاراً للأونصة
لماذا لم تكن الجماهير باستقبال النشامى؟
ليبيا تستيقظ على جريمة صادمة: أب يحبس ابنه 10 أعوام
الولايات المتحدة تصادر ناقلة نفط قبالة فنزويلا
خمس لجان نيابية تبحث قوانين الضمان والمنافسة
استشهاد فلسطينيَين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
كالاس تنفي تصريحاتها علنا بقرار من محكمة استونية
ليفربول يهزم توتنهام ويخسر أمام إيساك
مقتل 3 أشخاص إثر هجوم بسكين في تايوان ووفاة المشتبه به
زيلينسكي: واشنطن اقترحت محادثات مباشرة ثلاثية مع روسيا في ميامي
اعلان توظيف صادر عن المحكمة الدستورية
الحكومة تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة
مدعوون للتعيين وفاقدون لوظائفهم في الحكومة .. أسماء
ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
إحالة مدير عام التَّدريب المهني الغرايبة للتقاعد
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
مهم بشأن الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
صرف 5 ملايين دينار معونة شتوية لأكثر من 248 ألف أسرة

