حفنة دولارات

mainThumb

08-04-2012 11:05 AM

ليس بعيدا كثيرا عن الفيلم الامريكي الشهير (من أجل حفنة دولارات ) فقد قامت الامبراطورية الامريكية على حفنة دولارات , وبالتحديد خمسة الاف دولار , نصفها اشترت به وول ستريت من الهنود الحمر , وصار اليوم مركزا للامبريالية المالية وبورصة الذهب واللصوصية اليهودية العالمية.. ونصفها الاخر , اشترت به جزيرة جوانتانامو أو أستأجرتها من طغاة كوبا ,1903 وصارت رمزا للبطش وايديولوجيا وسيكولوجيا القتل والتعذيب والهمجية الامبريالية الامريكية, كما لاحظت مقالة للزميل نبال خماش......وول ستريت , من جهة , وغوانتانامو من جهة ثانية , المال والقتل , هما أركان الامبراطورية الامريكية وفلسفتها , قولا وفعلا , مما يذكرنا أيضا بفلسفة العهد القديم التوراتي اليهودي (إنهب وأقتل , فالعالم غابة وحيوانات ضارية لا مكان فيها للرحمة)....

وبقليل من التمعن في أركان هذه الامبراطورية ليس ثمة مبالغة أو استعارات أو كنايات لغوية :

1-من آدم سميث الى وليم جيمس وما يسمى بالليبراليين المحافظين فإن فلسفة السوق المفتوح والربا والحق المطلق للملكية الخاصة هو قوام المعمار الاقتصادي , الاجتماعي الامريكي ,الذي لا يمكن ان يستمر بلا قبضة أمريكية على أسواق العالم وموارده , بلا القتل.....

2- على المنوال نفسه يظهر شتراوس وتلاميذه في البيت الابيض والبنتاغون من روزفلت الأول الى ريغان الى بوش كحاملي بلطات في جيش يهوه رب الجنود اليهودي , الذي لا تهدأ روحه الا برائحة الشواء البشري وليس بلا معنى , هنا ان السيوف لا تصدأ ,حسب الأساطير, هي التي تعمد بأجسام (الغوييم) وأسرى الشعوب المغلوبة....

ولا معنى لتعذيب هؤلاء الأسرى كما لا حظت مقالة الزميل خماش إذا لم يرتبط ذلك بالاذلال والاهانة والحط من كرامة الاخرين باعتبارهم حيوانات مروضة مثل الكلاب ....ولمن لا يعرف فالعهد القديم اليهودي وأرباب الرأسمالية الأوائل يتعاملون مع النساء باعتبارهن (كائنات) تم تدجينها وترويضها لخدمة (الذكور اليهود) وكان بوش وريغان من أنصار هذه النظرية.....

3- لا تقتصر هذة النظرة (الدونية) للاخرين عموما وللنساء أيضا على الفلسفة الامريكية وجذورها اليهودية , ففي دراسات الفرنسيين فوكو وفرانز فانون ما يعمم ذلك على مجمل الثقافة الرأسمالية ,الأول بدراسته عن التعذيب والجنون , والثاني بدراسته المعروفه (معذبو الارض) وكان طبيبا نفسيا انتقل من الجيش الفرنسي الى مقاتلي الثورة الجزائرية.

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد