ليون الافريقي في تونس مجدداً

mainThumb

14-04-2012 11:32 AM

لا اقصد رواية أمين معلوف, بل الشخصية الحقيقية التي استقى معلوف توظيفاته الروائية منها, ومحاولة وسائل اعلامية تسليط الضوء عليها مجددا في سياق يخدم الفرنكفونية الفرنسية على طريقة معلوف ايضا, وهو فرنسي من اصل لبناني, مختص تقريبا في مقاربات تاريخية لاستشراق "مقلوب" كما في حدائق النور وسمرقند وغيرها من اعماله الروائية ...

وبالعودة الى ليون الافريقي, فهو مواطن عربي من عائلة عاشت في غرناطة قبل سقوطها وسقوط الاندلس معها تحت سيطرة الملوك الاسبان والكاتالونيين المتعصبين ...

وقد هاجرت عائلة ليون, وبالاحرى عائلة الوزان الاسم الحقيقي لها الى مدينة فاس حيث ترعرع ليون او محمد الحسن الوزان ودرس في جامعة القرويين, وقام بعدها بواحدة من اهم الرحلات المعرفية التي لا يشار لها على غرار ابن بطوطة او ابن فضلان.

وكانت افريقيا اهم رحلته خاصة جنوب الصحراء الكبرى ومدنها مثل تمبكتو في مالي, اهم خزائن معرفي للكتب التي هربها العرب من الاندلس .. وشاءت الاقدار ان يستولي القراصنة على سفينة كان على متنها الوزان, ولم يكونوا سوى محاربين من فرسان مالطا التابعين للبابا ليون العاشر, الذي اهتم بالوزان واقنعه بالكاثوليكية او هكذا بدا, واعطاه اسمه الجديد "ليون" وهنا بيت القصيد الثاني من قصة الوزان.

فبعد حياة عائلته في غرناطة وحياته في فاس حيث كانت الحضارة العربية الاسلامية تشرق على اوروبا وتعلمها الفيزياء والرياضيات والعلوم والصابون والموسيقى, كان البابا يحضر لحملة جديدة ضد الشرق بعد سقوط الاندلس, وكانت معلومات الوزان مهمة جدا له بما يؤشر على اول دور خطير "للاستشراق" المعادي للشرق والعرب ودورهم الريادي السابق ...

وليس بلا معنى ان اول كتاب لجواسيس الاستشراق الفرنسي بعد غزو مصر حمل اسما مشابها لكتاب الوزان وهو "وصف مصر" قياسا بكتاب "وصف افريقيا" ..

اما بيت القصيد الثالث فيربط بين نهاية الوزان وبين ما تشهده تونس هذه الايام وفاس ايضا ...

فالوزان, كما تقول بعض الروايات هرب من روما الى تونس واختبأ في جامعة القيروان التي خرجت آلاف الزيتونيين "نسبة الى جامعة الزيتونة" التي اصطدمت مع السلفية المتشددة مبكرا وراحت تدعو لانبعاث إسلام مدني جديد بأمجاد تليدة جديدة .

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد