نصيحة الى المعارضة الوطنية في سورية

mainThumb

21-04-2012 11:12 AM

لماذا بدأت اوساط شعبية متزايدة في سورية والوطن العربي بتغيير مزاجها وموقفها, بعد ان ظلت لشهرين تقريبا شديدة التعاطف مع الحراك الشعبي السوري من اجل الديمقراطية وتداول السلطة وتعددية حزبية حقيقية.

هل فكرت المعارضة الوطنية السورية في ذلك, وهل ترجمت هذا الادراك في برنامج عمل يؤكد سلمية واستقلالية الحراك ...

مما لا شك فيه ان من الاسباب المهمة والحاسمة والقاطعة التي تقف وراء تحول الاوساط المذكورة وعزوف بعضها وسكوت بعضها الآخر, وانقلاب آخرين انقلابا كاملا من التعاطف مع الحراك الشعبي الى التشكيك به, الاسباب التالية:-

1- تبني هذا الحراك والدفاع عنه في محافل رسمية دولية وعربية من قبل قوى ودول وعواصم وانظمة كانت ولا تزال في المعسكر المعادي للأمة والمقهورين في كل العالم .. فمن يصدق دموع الامريكان والفرنسيين والانجليز والالمان على الديمقراطية والشفافية وحقوق الانسان ...

ومن يصدق حماس قوى وعواصم لم تعرف البرلمانات والاحزاب والنقابات وتداول السلطة, للديمقراطية في سورية, ناهيك عن ارتباطها المعروف بالامبرياليين والمستعمرين ..

ومن يصدق دموع سمير جعجع ومافيات عكار على الشعب في سورية ..

2- غياب مصداقية مجلس الامن والامم المتحدة في ضوء تاريخها الاسود مع القضية الفلسطينية, بل وتواطؤ امريكا وفرنسا وانجلترا مع العدو الصهيوني كلما تقدمت روسيا او الصين وغيرهما بقرارات ادانة لهذا العدو ...

3- رائحة القاعدة والجماعات الارهابية المماثلة التي تشكل قوام الجماعات المسلحة, رغم التضخيم الاعلامي لحالات الانشقاق المحدودة في الجيش السوري ..

4- تقرير البعثة العربية التي كشفت النقاب عن الطابع العسكري للصراع في سورية »سلطة ومسلحون سواء كانوا منشقين او متمردين او مخربين«.

وبعد, اذا ارادت المعارضة الوطنية السورية استعادة دورها وتفويت الفرصة على »المعارضة« المشبوهة وتحشيد الرأي العام الوطني السوري والعربي حولها كما كان الوضع في اول شهرين من الحراك الشعبي الواسع والشجاع, فهي بحاجة الى التأكيد على انها جزء من المعارضة الوطنية العربية وبرنامجها وثقافتها وتقاليدها مما يستدعي وبصورة حازمة واضحة قاطعة:-

1- الطلب من امريكا وفرنسا وانجلترا وتركيا والقوى العربية التابعة لها رفع اليد عن القضية السورية وعدم ابداء أي شكل من اشكال التضامن مع الشعب السوري. فإعلان دولة او جماعة من هذه الدول والجماعات تعاطفها مع الشعب السوري, هو تهمة وإهانة له وتشكيك بنظافة وشرعية احتجاجاته.

2- ادانة كل اشكال العمل المسلح بل والتشكيك به باعتباره يخدم أجندة خارجية لتحطيم »سورية الدولة« وليس النظام, كما يخدم الرؤوس الحامية في النظام نفسه التي نجحت باستدراج الحراك الى الحقل الذي لا يمكن ان تربح فيه ابدا ... ومن نافل القول هنا ان دعوات التدخل الخارجي دعوات مشبوهة بكل اشكالها ومسمياته

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد