سوريل يحاكم سقراط

mainThumb

28-04-2012 09:45 AM

جورج سوريل, راديكالي عمالي نقابي فرنسي, عاش النصف الثاني من القرن التاسع عشر وعقودا من النصف الاول في القرن العشرين, وكانت حافلة بالصراع بين الرأسمالية والحركة العمالية.

اصدر سوريل, مجموعة من الكتب اهمها محاكمة سقراط - تأملات في العنف - اوهام التقدم.. وعلى ما عاشه من تطورات في ثقافته ومواقفه الا انه حافظ على الافكار التالية, التي نستعيدها هذه الايام لعلاقاتها بما نحن فيه وبما تعانيه الحركة العمالية مع ضعف اليسار خاصة اليسار العربي:-

1- تحت تأثيرات مختلفة, نيتشه, فرويد, برجسون, حذر سوريل من دكتاتورية (العقل) النظري ومحاكماته المجردة (الوقار الخادع المثبط, الجاف..) وحاكم سقراط انطلاقا من ذلك مركزا على دور (الحدوس) ولكن في اطار الممارسة والوقائع.

2- انطلاقا من ذلك ايضا, مجد البطولة والروح الملحمية واشتق فكرته عن الاضراب العام للعمال كشكل من اشكال الارادة والاسطورة.

3- وميز سوريل بالاستناد الى افكاره السابقة بين الاسطورة كارادة ملحمية واليوتوبيا كخرافة سلبية, كما ميز بين الاضراب العمالي والاضراب السياسي الذي تستخدمه الاحزاب والنخب السياسية صاحبة (العقل المخادع) لتحقيق مصالح انتهازية في اطار الصراع على دولة يقف سوريل ضدها كما ضد الاحزاب..

وبالايقاع نفسه ميز بين الاشتراكية السياسية والاشتراكية العمالية. فالحركة العمالية النقابية الثورية لا برلمانية ولا حزبية ولا تحدث الاشتراكية في اطار اعادة توزيع الثروة من خلال الدولة (البيروقراطية بالضرورة) بل من خلال ما يشبه الحكم الذاتي.

4- تحت تأثير شوبنهاور (ارادة التشاؤم) وفيكو (دورات التاريخ نزولا وصعودا) وبرودون (الاقتصادات الانتاجية التعاونية) حاكم سقراط الذي ادت تصوراته (العقلية) الى ضرب ثقافة الملاحم والبطولة والمحاربين والمنتجين في اثينا القديمة, ورأى في الاسطورة والتشاؤم الهاما للكفاح الشعبي سواء ضد (عبودية الامل) او ضد انتحال (رواد العقل المراوغ) لتمثيل الجماهير. واشتق من ذلك موقفا نقديا (مع وضد) من كل الذين تأثر بهم وخالفهم: فكان مع ماركس في مجمل افكاره لكنه رفض الحتمية في المجتمع والطبيعة (فالانسان ارادة).

وكان مع برودون وضده في فكرته عن العدالة الطبيعية.. كما عارض فكرة التضامن البيولوجي العضوي عند برجسون واعتبر (العقل المحض) البارد من سقراط الى ديكارت (ايديولوجيا صالونات).

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد