أزهار الشر

mainThumb

29-04-2012 11:24 AM

انحنى أحد القتلة المشهورين في لبنان لالتقاط زهرة فأخطأته رصاصة قناص, وأياً كان وجه الصحة والحقيقة فيما قال, فثمة (أزهار للشر) بالاذن من الشاعر الفرنسي, بودلير, صاحب هذا العنوان....

ويبدو ان بعضهم الذي اخذته (موضة) (موديل) اسماء الورود في توصيف ما يعرف بالربيع العربي وأطلق على ربيع ميدان التحرير ثورة اللوتس, كان على حق تماما دون ان يدرك ما يقول...

فالذين اختطفوا ثورة الشعب المصري ضد الفساد والاستبداد, كانوا صدى او صورة لأزهار اللوتس, التي يخفي جمالها وعطرها الفواح الأخاذ ما لا تحمد عقباه.. استبدال الذاكرة الحية بالنسيان والتخيلات المريضة...

وفي مصر تحديداً, ليس اللوتس وحده يخادع العشاق والراغبين والحالمين, فثمة ما يعرف بأزهار النيل أو زنبق الماء, قاتل الانهار الارجواني, الشفاف الجميل..

ومن حرب الورد على النيل, والجثث القاتلة ومصاصي الدماء عند بودلير, الى حرب ذاق الانجليز فيها الأمرين وهم يقتلون بعضهم تحت راية وردتين, حمراء (عائلة لانكستر) وبيضاء (عائلة يورك) بما يذكرنا بما نحن فيه من عائلات ايديولوجية وطائفية.. الى ازهار الشر في روايتين, هما العطر للألماني زوسكند, واسم الوردة للإيطالي إيكو, والى ازهار الشر في عهدين من اشد العهود بشاعة ضد الانسانية, وهما عهد الرئيس الامريكي, ريغان, وعهد بوش, وكانا مغرمين بالورود, ومثلهما مادلين اولبرايت (الديمقراطية للغاية!!) والمغرمة بأزهارالدفلى..

وفي كل ذلك, يعرف المهتمون بالأساطير ان الشرور في صندوق باندورا (صندوق الشر) مغلفة بالورود التي يحث عطرها المتطفلين والملعونين على فتح الصندوق, فما أن يفعلوا ذلك, حتى يغرق العالم من حولهم بالدم والمجاعات والحروب والجرائم والأوبئة وغيرها من مظاهر الرأسمالية, ويكون الملعون كما المتطفل حول عش الدبابير, تأتي على القرى والحقول ولا تستثني صاحبها...

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد