تراجع الحراك والإسلام الامريكي

mainThumb

03-05-2012 11:05 AM

مثل قوى عديدة, تأخر الاسلاميون عن الحراك الشعبي في كل مكان قبل ان ينخرطوا فيه ويحصدوا ثماره.

ففي تونس, فان اوساطا شعبية ونشطاء ديمقراطيين وراديكاليين هي التي فجرت الثورة الشعبية, وكذلك مصر.

وفي الاردن, بدأ الحراك الشعبي بمبادرات فردية لقوميين ويساريين ووطنيين مستقلين, وما حدث في معركة نقابة المعلمين وحراك الطفيلة وذيبان والكرك والمسيرات الاولى في شارع المسجد الحسيني يؤكد ذلك.

وكانت النتائج صورة لما حدث في نيسان 1989 ونقابة المعلمين. حراك شعبي مستقل بمبادرات قوميين ويساريين وانتخابات يفوز فيها اسلاميون.. وهكذا...

بالاضافة لما سبق فان رائحة الصفقة بين الامريكان وقوى اسلامية معروفة, تساهم منذ اشهر في تراجع الحراك الشعبي ليس في الاردن وحده, بل في كل مكان تقريبا, واسطع الامثلة هنا, ما حدث في سورية, فبعد حراك شعبي سلمي في اكثر من منطقة تراجع هذا الحراك كثيرا لصالح اشتباكات عسكرية ومناخات مذهبية, وحضور امريكي في كل المؤتمرات والقرارات الرسمية العربية والدولية..

وقد ادى القلق العام الناجم عن ذلك وتراجع الحراك الشعبي في بلدان عديدة الى ان تعود السلطات الى الامساك بزمام المبادرة واعادة الحياة في قواعدها الاجتماعية, ذلك ان التدين العام لدى الجمهور لا يعني القبول بسلطة تأويلات سياسية مدنية غير مقنعة لجماعات اسلامية محددة, تفتقد الى ثقافة النفير ضد الغزاة كما كان يحصل عندما تتعرض الامة للخطر, فما يحدث اليوم مساومات مع الغزاة وليس اطلاق الامة ضدهم.

يضاف الى ذلك الخوف العام على مكاسب شعبية في الانفتاح الثقافي والقطاع العام والاحوال الشخصية.. الخ في ضوء دعوات بعض الاوساط السلفية لمحاكم تفتيش على الثقافة والادب والفنون, واعلان قوى اسلامية اخرى انها مع اقتصاد السوق (بتأويلات غير مقنعة) جربها العالم فيما يعرف بالسوق الاجتماعي, ناهيك عن تجارب ماثلة للعيان في السودان والباكستان .

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد