العرب بين (نموذجين) تركيين

mainThumb

04-05-2012 12:44 PM

منذ خمسة قرون وحتى اليوم لم يتحرر العرب ابدا من الاتراك فاضافة الى قرون الركود الطويلة تحت الحكم التركي, وكان حكما عائليا للسلاجقة واحفادهم, دخل العرب القرن العشرين اما بضباط تخرجوا من الكلية الحربية العثمانية او كانوا اعضاء في مجلس المبعوثان العثماني (نائبان عن كل منطقة) ومن ابرز الضباط والسياسيين المذكورين الذين حكموا العرب وكانوا من اصول كردية او تركية نوري السعيد ورضا الركابي وجميل المدفعي وغيرهم.

بيد أن التأثير الكبير للتجربة التركية ما بعد الحرب العالمية الاولى, هو التأثير الذي تركه الانقلاب الذي قام به مصطفى كمال او اتاتورك (ابو تركيا) واطاح من خلاله بالخلافة العثمانية واعلن جمهورية علمانية باقتصاد خليط من رأسمالية الدولة ورأسمالية السوق.

فقد شكل الانقلاب المذكور (نموذجا) لحالات عربية عديدة بدأها بكر صدقي في العراق ثم ثورات تموز في مصر 1952 والعراق 1958 وقبلهما الانقلابات العسكرية في سورية 1948-1950 قادها كما بكر صدقي ضباط من اصول كردية وتركية.

منذ اشهر, ومع استنزاف التجارب الانقلابية العربية, بل والتجربة التركية نفسها وعودة تركيا الى الاسلام السياسي في طبعة جديدة ليبرالية مقبولة اومدعومة امريكيا. دخل العرب القرن الجديد كما القرن السابق من البوابة التركية ايضا, وعبر موديلها الاسلامي الجديد كما يمثله اردوغان وعبدالله غول وقد يمتد بهم الحال الى بوابة تركية اخرى مع مطلع القرن المقبل.

نعرف ان تركيا امة جارة في التاريخ والجغرافيا وتحكمنا بها وشائج عديدة, وان الانقلابات العسكرية ظاهرة عالمية, ولكن آن الاوان للعرب ان يخرجوا من هذه العباءة وأن يتذكروا انهم عندما كانوا سادة العالم لم يكن الاتراك قد ظهروا بعد.. وفي التاريخ العربي ما يكفي من الدروس والعبر لاستلهام تجربة خاصة قومية القلب واللسان.


mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد