لا بديل عن الحوار في سورية

mainThumb

05-05-2012 01:38 PM

بعد كامب ديفيد مباشرة في مصر, اندلعت الازمة السورية الاولى, وكانت شرارتها اطلاق ضابط اصولي متطرف النار على تلاميذ بعثيين من مدرسة المدفعية في حلب وذلك على غرار اندلاع الازمة اللبنانية عندما اطلق متطرفون "يعملون الآن مع جعجع" النار على باص يقل تلاميذ مدرسة فلسطينية.

وانتهت الازمة السورية بمذبحة حماة وتدمر التي قادها رفعت الاسد وعبدالحليم خدام قبل اصطدام الرجلين على السلطة اثناء مرض حافظ الاسد ..

وبسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بجماعة الاخوان المسلمين جراء المطاردة الحكومية لهم, قتلا واعتقالا, خونت الجماعة كل من يصافح النظام السوري ودعت الى مواصلة العمل لإسقاطه, وتورطت مع الجماعة عواصم معروفة ..

بعد ذلك بعقد كامل من السنوات دخلت الجماعة في حوار مع النظام بوساطة من حركة حماس وقام عدد من قادتها في بلدان عديدة بينها الاردن بزيارة دمشق والالتقاء مع الرئيس والقيادة القومية لحزب البعث بوصف سورية دولة مقاومة وممانعة, حسب الجماعة.

اليوم وبعد اشهر على اندلاع الازمة الثانية, عادت الجماعة لتخوين كل من يصافح النظام مؤكدة سقوطه بعد ايام او اسابيع, كما اكدت ذلك قبل ثلاثين عاما ..

وحيث تحدثت الجماعة عن آلاف القتلى الذين يمنعون مجرد التفكير بالحوار مع النظام, تناست انها سبق وحاورته بعد ان اتهمته بقتل اضعاف اضعاف الارقام الاخيرة.

وبيت القصيد, هنا, ان الجماعة قد تجد نفسها بعد عقد آخر مضطرة للحوار مع النظام كما فعلت من قبل, لكن بعد ان يكون عدد القتلى من الطرفين ومن الشعب بلغ عددا كبيرا, لا سمح الله ...

فالجماعة تعرف ان المسألة السورية مسألة دولية واقليمية بامتياز, وان حلفاءها الذين دعموها قبل ثلاثين عاما, سرعان ما تفاهموا مع النظام في صفقات اقليمية ودولية لا تخفى على احد ..

لذلك, فان المبادرة للحوار والتفاهم في ظل لحظة سياسية ليست سيئة بالنسبة للجماعة بل افضل كثيرا من أية لحظات سياسية قادمة, لا سيما ان النظام لم يعد مهددا, ولم يعد سقوطه او سقوط رئيسه امرا واردا ...

لتذهب الجماعة ومعها المعارضة للحوار بارادتها وحساباتها بدلا من ان يجبرها احد على ذلك او الانكفاء في احسن الاحوال ولتفتح على طاولة الحوار كل الملفات من تداول السلطة وانتخاب الرئيس الى محاسبة كل من قتل سوريا ...

ومن المفهوم ان الرأي العام العربي يريد من الطرفين الحفاظ على ثوابت لا تقبل النقاش ابدا, وهي دعم المقاومة ومصالح الامة ضد الامبرياليين الامريكان والفرنسيين والانجليز, وضد الرجعيين والصهاينة.

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد