د. محمد صبحي ابو غنيمه

mainThumb

06-05-2012 11:11 AM

بين يدي سيرة واعمال الدكتور محمد صبحي ابو غنيمه كما صدرت في مجلدين, وقد حصلت عليهما من ابنته الدكتورة هدى ابو غنيمه, وهما سفران حافلان بالروح القومية والوطنية وبثقافة موسوعية وبنصوص ادبية مجهولة او مفاجئة لجيلنا على الاقل.

وعلى اهمية الدكتور ابو غنيمه ودوره ومساهماته الفكرية والثقافية والسياسية فمن الغريب حقا ان لا يتذكره الوطنيون والمثقفون والاعلاميون كما يجب وينبغي, فهو بحق من قادة العمل الوطني والقومي لعقود مديدة, وهو ايضا من رواد القصة والصحافة والمقالات العميقة التي تنتسب الى الحداثة بكل معنى الكلمة ...

يعود الدكتور ابو غنيمه وعائلته الى اصول عربية من مصر عاشت بين الشام وفلسطين وكان من الجيل الذي عرفته مدرسة عنبر في دمشق 1908 »اهم مدرسة عربية في ذلك الوقت« وما ان تخرج منها, حتى شارك في مؤتمر »قم« الذي احتشد فيه اهالي اربد وعجلون والرمثا والكورة واخذوا قرارا بمقاومة الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية, وقادهم في معركة سمخ الشيخ كايد مفلح العبيدات الذي استشهد في تلك المعركة .1920

بعد ذلك, غادر ابو غنيمه الى المانيا حيث درس الطب وتخرج عام ,1928 واصدر خلال دراسته »مجلة الحمامة«. وقد لعب بعد عودته الى عمان دورا كبيرا في تأسيس المؤتمر الوطني الاردني بزعامة حسين الطراونة 1928 ثم في تأسيس الحزب العربي الاردني وجريدة الميثاق, وقاد من خلال كل هذه الهيئات حملة واسعة ضد المعاهدة البريطانية والخطر الصهيوني »سمته الحركة الصهيونية بالمحرض الكبير« وكذلك من اجل حياة ديمقراطية برلمانية ودستور حديث, وعدالة اجتماعية.

كلف عام 1946 بتشكيل الحكومة لكن الضغط الخارجي حال دون ذلك بل وسحبت الجنسية منه ...

اما على الصعيد الابداعي فقد اصدر كتاب »نظرة في اعماق الانسان« ونشر عشرات القصائد والقصص القصيرة منها: برجاس - الله محبة- العواطف »شبه رواية« ومن الذين اشادوا بهذه الاعمال الابداعية, عيسى الناعوري, ومحمود سيف الدين الايراني.

والمفاجئ اكثر في سيرة الدكتور ابو غنيمة سلسلة المقالات التي نشرها باسماء مستعارة »نزار- فهر« او باسمه الصريح في جرائد ومجلات عربية مختلفة في الشام ولبنان وفلسطين ومصر والاردن ومنها مجلة المضحك المبكي, وجريدة الايام لصاحبها »نصوح بابيل« ... فقد كانت مقالات سلسلة عميقة مشبعة ومحملة بمواقف »غير مباشرة« وكان كثير الاستشهاد بالادب العالمي والعربي كما في مقاله »العزاء الاخير« وهو اسم قصة للروائي الالماني تزفايغ ومقاله عدو الشعب المأخوذ من مسرحية ل¯ هنريك أبسن ... وهكذا


mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد