من يصدق التحذير الروسي الثاني

mainThumb

10-05-2012 11:13 AM

في مثل هذه الايام من عام 1916 اجتمع في مدينة بطرس بورغ الروسية ممثلون عن قيصر روسيا (قبل سقوطه) وعن بريطانيا وفرنسا وقرروا وراثة الامبراطورية العثمانية في الشرق العربي والاسلامي واقامة حكومات اسلامية موالية لهم في مناطق النفوذ الخاصة بكل منهم?

ووقعوا معاهدة باسم »معاهدة بطرس بورغ« وكان نصيب الاستعمار الفرنسي الساحل السوري من الناقورة الى الاسكندرون وكيليكية وجبل لبنان, في حين اخذت بريطانيا كامل السواحل المصرية والسورية حتى الناقورة اضافة الى الاراضي الممتدة من العراق الى الخليج الى البحر الاحمر, ووضعت فلسطين تحت ادارة بريطانية خاصة لغايات وعد بلفور.

اما روسيا فاحتفظت بالمجالات الحيوية لحدودها مع ايران والبحر الاسود وكردستان وارض روم (التركية).

لكن هذه المعاهدة سرعان ما انكشفت بعد الثورة الشيوعية 1917 في روسيا, وارسل قائد الثورة, لينين مبعوثين الى البلدان العربية ليحذرهم من تمزيق بلادهم ومن اكاذيب بريطانيا وفرنسا للعرب باقامة دولة عربية اذا ساعدوهما في الثورة على الاتراك.

ولم يصدق العرب ما نقله المبعوثون الشيوعيون بينما شنت الصحف البريطانية والفرنسية حملة على روسيا التي تريد الايقاع بين العرب وحلفائهم الانجليز والفرنسيين ... الخ الى ان وقع الفاس في الرأس وانتهى العرب الى ما انتهوا اليه على يد الاستعمار الفرنسي والبريطاني..

قبل ايام اعادت الاعلامية الروسية يلينا نيدوغينا نشر ما تداولته صحف روسية عن معاهدة سرية بين امريكا والفرنسيين والانجليز والاتراك وتل ابيب لتمزيق ما تبقى من الشرق بما في ذلك تمزيق سورية والعراق الى كانتونات مذهبية وطائفية متناحرة. فهل يصدق العرب مؤامرة التمزيق الثانية بعد ان اقنعهم الانجليز والفرنسيون بان معاهدة بطرسبوغ الاولى, مجرد اوهام في رأس المتطرفين من اصحاب نظريات المؤامرة?.

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد