طفح جلدي سياسي

mainThumb

19-05-2012 11:01 AM

السوسنة - يُقال, فلان لديه أكزيما "حساسية" او بارانويا "خوف" من المصاعد او الطائرات او العطور او بعض الالوان او العتمة او الاضاءة او البيتزا او الموسيقى او فريق مدريد او برشلونة ... الخ.

وهناك من لديه هذه الحساسية او البارانويا من افكار وتصورات سياسية محددة, ومنها على سبيل المثال:-
 
1- القومية والوعي القومي, فما ان يسمع بذلك حتى يشعر بحك جلدي سياسي يعبر عنه بالهرش السياسي ايضا ...
 
وينقسم هؤلاء الحكاكون الى قسمين: قسم ضد القومية ابتداء سواء من موقع أصولي سلفي متطرف او من موقع "ليبرالي رأسمالي" او من موقع "يساري" .. وقسم يلجأ الى الازاحة "توصيف فرويدي لهذا المرض المزمن, فيستخدم تعبيرا عربيا مثلا بدلا من قومي ولا يرى في الاخير إلا تعبيرا شوفينيا ضد ما يسميه هو نفسه بالأقليات "القومية" الاخرى فيصبح مشروعا عنده التوصيف "القومي" لهذه الأقليات وليس مشروعا بالنسبة للأكثرية, ولا يعرف هذا القسم من الحكاكين اليساريين ان ماركس وأنجلز ولينين استخدموا "التعبير القومي" مرارا وتكرارا ومن ذلك كتاب لينين (حق تقرير المصير القومي) كما لا يفرقون بين الظاهرة بحد ذاتها "الامة" وبين الظاهرة لذاتها "الوعي القومي بها" وهكذا ...
 
وللعلم ايضا فحيثما وردت كلمة وطنية في الادبيات الاشتراكية فالمقصود بها "القومية".
 
من التصورات الاخرى والافكار المثيرة للبارانويا والطفح الجلدي السياسي, سورية الطبيعية او الهلال الخصيب او الحوض السوري ... الخ
 
وكما الظاهرة الاولى تأتي مصادر او اسباب الحك السياسي حولها من مواقع مختلفة: أصولية سلفية متطرفة, ليبراليون, يساريون, وبعض القوميين العرب. ويخلط الجميع عن قصد او لقلة المعرفة بين سورية الطبيعية والمصطلح السياسي المتداول "سورية الكبرى" علما بأن انطون سعادة مثلا, حذر مبكرا من هذا الخلط, فالمصطلح الثاني مرتبط بمشاريع سياسية محددة, أسقطت الاسكندرون من سورية الطبيعية التاريخية, وكانت من نسختين, النسخة المعروفة ونسخة الكتاب الازرق بعد التعديلات التي اجراها نوري السعيد على مشروعه الاول وأسقطت اضافة للاسكندرون جبل لبنان ..
 
ايضا, وعلى اهمية مشروع انطون سعاده نفسه الذي وضع الشرق العربي بين خيارين يخافهما بعض الحكاكين ويجعلهما حكاكون آخرون "سورية الطبيعية مقابل اسرائيل الكبرى" فان سورية التاريخية المطلوبة ومعها الحوض السوري هي الرافعة الضرورية لمشروع النهوض القومي العربي برمته بما يستدعيه ويتطلبه من التأكيد على جوهر الصراع العربي- الصهيوني وخطاب المقاومة بالنظر الى خصوصية الجغرافيا السياسية لهذا الصراع ولهذا النهوض, الذي يستدعي ايضا توسيع هذا البيكار ليشمل الهلال الخصيب كله كهلال عربي مقاوم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد