تحتفل وتبتهج مملكتنا الهاشمية السياج، كل عام في مثل هذا اليوم، وتتزين على يد الشرفاء المخلصين لهـــــــــــا ولملوكها الهاشميين، كعروس جميلة تستعد ليوم زفافها.
هذا الاحتفال السنوي الذي تعاقبت عليه أجيال وأجيال من الأجداد والآباء والأحفاد، معبرين به عن سرورهم بعيد استقلالهم، يمتد ما بين حناجر طلابنا الطرية في ساحات المدارس، مرددين (يحيا الأردن يحيا الأردن) إلى انتهاء الطابور الصباحي ودخولهم إلى صفوفهم بخطوات واثقة على أنغام الأغاني الوطنية، التي تعزز في نفوسهم الولاء والانتماء المتوارث أصلاً في دمائهم.
وقد يأخذ الاحتفال عدة أشكال تتنوع وتتعدد أوجه المراسيم لها، إلا أن هذه الأشكال محاطة جميعها بشريط واحد له من الشفافية والدقة والجمال والبريق والقوة والمتانة في آن واحد، مما يكسبه انعكاس لحالة المواطن التي يعيشها في ظل الحكم الهاشمي، الذي ينظر إلى أفراد شعبه نظرة الأب الحاني على أسرته، متلمساً حاجة كل منهم مهما كانت صغيرة، ينظر إلى قضايا وهموم شعبه ويعالجها بكل شفافية ودقة ويحمي ويعزز أمنهم بين الصفوف وحولها بالقوة والمتانة في ذات الوقت.
حبا الله الأردن بحبات خير تساقطت على مملكتنا الغالية في موسم شتوي خيِّر، انعكس انعكاسا رائعاً بلوحات فنية من صنع الخالق غاية في الجمال، ودغدغت خيوط شمسها الذهبية تلال جبالها، مما أعطاها بريقا ساطعا عكس بانسجام ما يعيشه المواطن من الراحة النفسية والأمان، فلم تكد تخلو رقعة عشبية موردة أو ظل شجرة مخضرة من جماعة خرجوا لاستنشاق رائحة الأرض التي بدأت تبعث الحرارة الساكنة تحت أقدامهم وامتدت نظراتهم إلى فضاء المملكة وقلوبهم تدعو (اللهم اجعلها نعمة دايمه علينا).
اللهم آمين اجعلها نعمة دايمه واحفظها من الزوال حتى يعيش أحفاد أحفادنا كمثل هذا الموسم الربيعي الذي عشناه وعاشه أجدادنا و آبائنا من قبل.
لم يكن موسم الربيع في أردننا الآمن كأي موسم في أي بلد عربي في أرجاء العالم، تزين فقط بملايين الأنواع من الزهور وتصاعد دخان المناقل المجهزة للشوي من بين المتنزهين وعقد حلقات الدبكة والأهازيج تنطلق من حافلات السياح، بل ما ميز وأزهى هذا الموسم الربيعي هو الأمن والأمان الذي أطفا على الجو الربيعي المشبع بعبق الأنفاس المصطفوية الجمال و بريق فلاشات الكاميرات التي انطلقت لالتقاط صور المتنزهين الذين يحملون بين أصابعهم الورود ويقومون بإنزالها على المواقع الإلكترونية المختلفة ليشاهد العالم بأسره الأجواء الربيعية الأردنية الآمنة، في حين يغص العالم الإلكتروني بمقاطع الفيديو والصور الدموية التي يحمل أصحابها بين أصابعهم اللافتات المسمومة ضد حكامهم ويرفعوا بأيديهم الأسلحة المختلفة وتتصاعد ألسنة دخان العبوات الناسفة من حولهم، بينما نحن بعيدين كل البعد عن هذا، نتسابق على تصوير الأزهار المختلفة ونضم بحنان أزهار السوسنة لنتسابق على نشرها ونتنافس في نسج كلمات الولاء والانتماء ونشرها بمختلف الطرق حتى لو كانت على زجاج مركباتنا.
الربيع العربي الأردني، بفضل الله جل جلاله، و طهارة بذوره المصطفوية، تميز عن باقي أنواع الربيع العربي على أي رقعة من رقع الوطن العربي، واستطعنا بفضل شيخ القبائل التنعم والاستمتاع بربيعنا الأردني ولامست جباهنا ترابه في سجودنا وحناجرنا تتضرع إلى الله العلي القدير أن يحفظ هذا التراب الذي بذات الوقت تتنقل عليه أقدام أبنائنا الضعيفة ركضاً وراء الكرة و ضحكاتهم تملئ الأجواء بهجة، حتى تشتد هذه الخطوات وتتحول إلى أقدام قوية تحمي وتخدم هذا البلد الهاشمي الذي سيبقى هاشمي بإذن الله حتى يرث الله الخليقة.
بعد قوة الله القوي، استطاع الملك الهاشمي الذي تولى العرش بعد أجداده الرياحين السمعة، أن يدير دفة السفينة بحكمة بالغة وبفن قيادة تعلمه من سلالة أجداده حتى استطاع أن يرسي بها على بر الأمان في وقت يعصف الموج به بالدول من حولنا واستطاع هذا الملك الفتي العمر الحكيم القيادة، أن يتجاوز جميع العقبات التي حاول البعض زرعها هنا و هناك لجر الربيع العربي الدموي إلى أرض هذه المملكة الحبيبة الآمنة و لم يشأ الله العلي القدير لهذه البذور التي حاولوا زرعها بين البذور المصطفوية أن تنمو لأنها بذور مسمومة وبالعدة لا تنتج الأرض الطيبة إلا الطيب الطاهر.
عيد الاستقلال هذا العام تميز عن باقي الأعوام التي سبقت بأنه يحمل معه بذور ربيعية محسنة إما دفنت تحت التراب أو ما زالت داخل ثمرة طيبة النكهة تنتظر دورة الطبيعة وتعاقب الفصول عليها حتى تعود مـــــــرات ومرات في ربيع عربي أردني آمن إن شاء الله ينعم به كل شريف منتمي على أرض هاشمية.
عيد الاستقلال الربيعي الأردني الآمن هو وسام شرف على صدر كل حر نزيه يخشى على حرمات وطنه لا يحتاج لمن ينعته بهذا اللقب ولكن يكفي أن يشعر بالدماء تسري بعروقه إذا ما سمع أحدهم في وسائل الإعلام أو باحتفال ما يخاطب الشرفاء المنتمين لهذا الوطن فيشد انتباه هذا النداء دون أن يشهد أحد على وطنيته وهو جاهز لأن يكن منجنيقاً يقذف بكرة ملتهبة يحرق بها أي محاولة لإثارة الفتنة مهما كان نوعها وفي ذات الوقت جاهز لري نبتة وردية بدأت بالتبرعم تحت التراب حتى تكون مملكتنا الأرض الجاهزة للربيع العربي الأردني الآمن مهما تعرضت الكرة الأرضية لاختلالات في التوازن البيئي .
احتكاك الكتف بالكتف في مسيرة شعبية تردد حناجر أصحابها هتافات تعلو عنان السماء و ترفع زنودهم بلافتات تعلوها عبارات الولاء والانتماء وصورة لملك هاشمي تزين هذا الجمع أبيات شعرية منسجمة القافية لا مظاهرات لاسقاط حكم أو نظام.
أهدي كلماتي المتواضعة لكل حر شريف على أرض المملكة الحبيبة يحرص على ربيع عربي أردني آمن وأقول له: (كل عام وأنت بخير) بمناسبة عيد الاستقلال وعيد الوطن وكل عام وجلالة الملك المفدى بألف خير.