صورة المؤسسات الوطنية : مسؤولية الدولة ودور الإعلام .. (حالة الجامعة الهاشمية)

mainThumb

24-05-2012 01:03 PM

ابراهيم العظامات
 
 
يدور في الجامعة الهاشمية الواقعة إلى الشرق من مدينة الزرقاء المكتظة بالسكان والتلوث، حوار غير أكاديمي في بعض تجلياته مناطقي/عشائري، يطفو ويختفي، طرفاه أكاديميون وإداريون هم أسرة واحدة، وهنا مكمن الأزمة، ولكنه ظهر في الفترة الأخيرة بصورة ردود صحفية على شكل مقالات وتعليقات، جاءت كرد على جملة أخبار سلبية لكاتب مجهول، نشرت في موقع إخباري إلكتروني مغمور، ويديره شخص لديه مصلحة خاصة مع الجامعة. ملخص ما جاء فيها: محاولة الضغط على الجامعة، وابتزاز صريح لرئيسها، وتعمد الإساءة إليه، ونقطة وفقط. 
 
جرى الاتهام بالمناطقية في هذا الأخبار فتم الرد على المتهِم بتهمة مشابهة من خلال التعليقات وبعض الردود. ما أود مناقشته هنا هو مسؤولية الدولة بشكل عام من التجاذبات ما دون الوطنية ودورها في معالجة الاتجاهات المتعصبة، وموقف الأكاديميين منها، إضافة إلى اختلاط النقد بالتشهير بالمؤسسات، وصورة التعليم العالي والجامعات في الإعلام، وواقع إعلام الجامعة بشكل خاص.
 
في البداية لابد من الاعتراف أن الدولة بأجهزتها كافة تغذي التعصب العشائري/المناطقي/الجهوي...الخ، وتعمل على إدامته، بمعنى أن الدولة اختارت أن تكون دولة عشائرية، ولا تعمل بما يكفي لتنمية مسار الدولة الوطنية التي تقوم على أساس المواطنة، وتقف متفرجة لنقل العنف الطلابي إلى مستويات أعلى، وعوضا عن قيام الدولة كمؤسسة راشدة بـعقلنة العصبية العشائرية، يتم عشرنة الأكاديميا أي تحويل الأكاديميا من مؤسسة علمية، بحثية، نقدية، عقلية، فكرية، معرفية، تربوية إلى واجهة عشائرية أو تنظيم عشائري عصري سريع التجمع والغضب والانفعال مستعد للاشتباك، وتصبح فيه الرتبة العشائرية أكثر وجاهة من الرتبة الأكاديمية. فكيف لـموظف بسيط أن يقتنع بـالكفاءة أو الخبرة وهو يرى الدولة توزع مقاعد عشائرية ومناطقية في مجلس الوزراء، ومجلسي النواب والأعيان، وتعتمدها كأساس أحيانا في الوظائف العليا وحتى الدنيا، وتمنح مقاعد طلابية عشائرية/مناطقية في الجامعات، فيتشجع للمطالبة والمباهاة بحصة مدير أو عميد وما دون ذلك.
 
كما جرت رعاية رسمية للعصبية العشائرية عوضاً عن الاهتمام بالمؤسسية الأكاديمية وصيانة الحرية الأكاديمية والطلابية، وإتاحة حرية شتم الجامعات الأردنية كمؤسسات والأكاديمين كنخبة مجتمعية، وعدم القدرة على التلميح لأي سلوك سلبي صادر عن فرد من عشيرة/منطقة ما.
 
وبدلاً أن ترتقي/تقود الأكاديميا المجتمع، يجرى العكس، وبدلاً أن تجري المناظرة -في مؤسسة أكاديمية- حول البرامج والخطط والأفكار والآراء يجري تراشق الاتهامات للشخص القادم أو المغادر بمحاباة المنطقة أوالعشيرة مما يؤدي إلى متاهات العصبية القبلية والمناطقية.
  وأصبح من واجبات المسؤول الرسمي ومهامه الحديثة - وأمام أنظار الدولة- استخراج شهادة منشأ له، بالرغم من أن هذا مستجد في عرف الأردنيين وبدأ يظهر منذ سنوات قليلة فقط، لكن من نماه؟ ومن عليه واجب معالجته؟. ورضيت الدولة أيضاً أن يتحول موقع المسؤول الأول في مؤسسات علمية كبرى تدريجيا ليصبح كـقاضي صلح أو كـمختار قرية يدير الأمور بالـملاقاة والـمرضاة. 
 
 ومن جانب آخر، وحلو دور الأكاديميين، فليس مقبولاً ولا جائزاً من أكاديمي او إداري في صرح علمي خاصةً شيخ مُعلم ومثقف درسته الدولة الأردنية في أرقى الجامعات الأمريكية والأوروبية أن يتصدى للدفاع عن منطقته أوعشيرته - بغض النظر عن السبب- ولا يتصدى للدفاع عن سمعة المؤسسة وصورتها أو سيادة القانون أو حق المجتمع أو حماية الطلبة والفئات الأضعف في المجتمع (معاقين/أطفال/مسنين/أيتام/فقراء/عاطلين عن العمل/مرأة..الخ)، أو معالجة المشكلات الإجتماعية من بينها التعصب والتمييز، أو يحجم عن الدفاع عن الوطن بأكمله، أو يتحرج بالمطالبة بتصحيح مسار الدولة الذي يعبث به كثير من السياسيين والفاسدين، وإهمال أولوية التعليم العام والعالي وقلة الدعم والرعاية لهما، ويدفعه ذلك لأن يهجو الربيع العربي الذي أخرج الناس من جور الدكتوريات إلى طريق الحريات، نعم كيف للبعض أكاديميين وإداريين: أن يستمتعوا بكل هجاء الصحافة المحلية والإلكترونية والاجتماعية والمجتمع بمختلف فئاته لواقع التعليم الجامعي المتردي والعنف الطلابي المستشري ولا يُثار أحد إلا عندما تصل التمتمات/التعليقات إلى عصبيته/منطقته.
 
ومتابعةً: كيف يقبل مجموع الأكاديميين بخاصة وهم يمثلون عقل الدولة وضميرها أن تتجاهلهم كل الحكومات الأردنية بلا استثناء، لا اجتماع معهم، ولا لقاء بهم، ولا استنارة وحيدة برأيهم، الغريب أن بعضهم يتحفونا بمشاركات دفاعية/هجومية (وليست بحثية أو نقدية معرفية) مثيرة وليست وقائية أو علاجية...وبدلا أن يقف الأكاديميون ويجأروا بصوت مرتفع ويقولوا: أوقفوا العبث بالتعليم العالي، عقل الدولة-هُنا- في الجامعات وليس في مكان آخر، أوقفوا أسس القبول الظالمة وغير الدستورية، ولن نقبل بـالقبول الاستثنائي القاتل لمستقبل الوطن، أين حقنا يا وزارة التعليم العالي كـنخبة مفكرة بالمشاركة في صنع القرار الجامعي ثم الوطني؟، وبـصمتٍ يقبلون أن يتم التعامل معهم كموظفين درجة ثالثة جل همهم تحسين وضعهم المعاشي، وعليهم واجب الامتثال والتنفيذ للقرارات (المؤقتة) لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، وسماع نصائح المسؤولين بضرورة تحسين التعليم. كيف لـعقل الدولة وضميرها أن يُعاين ثمار الفساد ولا يحاول اقتلاع جذوره، ويجاهد لاقتلاع تعليق في قاع موقع إخباري إلكتروني مهمته التحرش بالمسوؤلين. 
الدولة درستكم في الجامعات المتقدمة...لتغضبوا لـحقوقنا لا لتغضبوا علينا...نريد من الأكاديمي أن نعرفه من خلال جامعته التي تخرج فيها، وكتابه الصادر عن دار نشر عالمية، ومترجمه الأخير، وبحثه الإشكالي، وآراءه النقدية، وأعماله التطوعية...الخ. كما يجب أن نتعرف إلى الإداري على أساس عمله وانجازه وإخلاصه للعمل وفي العمل.
 
المجتمع درسكم في أمريكيا لا لتعيدوا إنتاج جهله بشكل علمي، وتطوروا عصبيته لتصبح أكثر عصرية، ما يطلبه المجتمع منكم أن تقودوه والوطن إلى المستقبل حيث الديمقراطية وقيمها، والتنمية وثمارها، والعدل وسموه، والمساواة ومحاسنها، والحرية وجمالها.
 
بالتأكيد أن كل واحد منا يَسمع ويُسمِع كلاما مؤذيا وعبارات جارحة بحقه شخصيا أو حق زملائه أو منطقته أو عشيرته أو أهله ولكن من قال: إن علينا أن لا نتسامح ونتسامى عن ذلك، أين تعاليم ديننا الحنيف، وقيمنا العربية، وتراثنا المجتمعي الإيجابي، ولماذا تعلمنا أصلاً؟. وأضيف أن هناك -أحياناً- كلاماً متداولاً في التعليقات وغيرها ماساً بالكرامات وتمييزياً ومتعصبا ربما يوصل مطلقيه إلى السجون، ولكن من قال إن السجون هي أماكن التأهيل الوحيدة، وأين دور المؤسسة الأكاديمية؟ وهل نُُعالج التعصب بتعصب؟.
 
نريد دفاعا عملياً (تنموياً) علمياً (بحثياً) عن مسقط رأس الجامعة: الزرقاء المدينة الحزينة المظلومة والمحافظة التي تعاني التحديات والتلوث، السؤال كيف لمدينة بحجم الزرقاء أن تعيش هذا الواقع المأساوي: البيئي، الصحي، التعليمي، التنظيمي، الخدمي، الاقتصادي، الثقافي، والسياحي، الاجتماعي، الرياضي...الخ، ولا يُثار أحد...(قدمت الجامعة الهاشمية في هذه المجالات الكثير، ولكنها بحاجة إلى أن تقدم المزيد).
 
جرت تلك الردود بحجة الدفاع عن موقع رئيس الجامعة الذي يشغله الدكتور كمال بني هاني، ببساطة شديدة...لو لم يفعل رئيس الجامعة سوى ما أنجزه في كلية الطب فقد قدم وأنجز مقارنة مع آخرين سبقوه وأُعطوا وقتا أطول، ربما هو أُعطي حرية أكثر لكنه قدم رؤية ونفذها بنجاح...مع التأكيد أنه قادر على تنفيذ إنجازات نوعية، ولا يريد أن يسجل في مسيرته إنجاز توقيع (15) ألف معاملة بريد وفق ما يؤكد.
ما يعمل على تنفيذه بإصرار هو إنجاز ما خَطَطَ له من وضع الجامعة في موقع متقدم عالمياً، وإنشاء مشاريع كبرى في البنية التحتية والاستثمار، وتجويد التعليم، وتحسين بيئة العمل للأكاديميين والإداريين، والبيئة الجامعية، وزيادة عدد الطلبة الوافدين، وتطبيق القانون بعدالة وحزم. بالتأكيد رئيس الجامعة بهذا الطموح سيهاجمه البعض...ويُغضب آخرين. مع الإشارة لحق الرئيس أن يأخذ الوقت الكافي، وحرية الحركة، ودعم الجميع، والسماح له بالاجتهاد. 
 
أعي أن شخصا متميزا علميا وطبيا يجد صعوبة بالغة في قبول الإساءة لسمعته كما كل شخص طبعاً. لكن من يحمي المواطنين والمجتمع والمسوؤل من الابتزاز والإساءة واغتيال الشخصية، الدولة...بتشريعاتها ومؤسساتها وأجهزتها...بكلمة واحدة: القانون يحمي الجميع...مع التأكيد على حق الناس المطلق بالنقد وحرية التعبير...وحق الناس المطلق بالمطالبة بالتنمية والتطوير والإصلاح...وحق الناس (بداخل المؤسسة وخارجها) بـالتساؤل عن أي قرار يصدر وعلى أي خلفية صدر... وحقهم بـالمعلومات الكافية لتبرير القرار.
 
ورئيس الجامعة ليس بحاجة إلى أن يدافع عنه أحد، من سيدافع عنه في المستقبل، من يهاجمه اليوم، عندما تثمر مشاريعه عندها سينصف -إن تعرض لظلم- الرجل قدم أداءً يحسب له خلال عام ونصف العام وحفر في صخر كلية الطب، ليبني صرحاً طبياً، لكن هناك تحسس من النقد...نقول: النقد على قد المحبة. 
 
ويَطمح الرئيس أن تكون الهاشمية: هارفارد الأردن، وهنا نقول: هارفارد لا يمكن أن يهزها شبه مقال، لـنصف كاتب، وسلوك انتهازي بـالكامل، أو علو نبرة مذيع غاضب، أو صاحب موقع إلكتروني يريد أن يعين شقيقه، ولا موظف يريد حصة عشائرية. ونضيف: موقع مهجور...ويكتب كلاما انتهازيا...لا يمكن أن يثير عَالِم في أكاديمية عريقة...تماما كطفل يشتم طائرة فيتوهم بكفها عن التحليق!.
دعوني أوضح... ما يثير الجامعة أو الجامعات بشكل عام وهو صورتها وسمعتها في وسائل الإعلام...هو كلام فهد الخيطان بمقالة في يومية الغد بعنوان الفشل بعينه ويدعو من يريد معاينة الفشل الذي بلغناه كدولة فعليه بالجامعات وهو يتناول الفشل من ناحية سياسية وحياة طلابية ربما ليست أكاديمية خالصة، ولكنه كلام قاسٍ ومؤلم. والدكتور جمال مقابلة في الدستور: امتحان الـOnline في مادة اللغة العربية (99) في الجامعة الهاشمية لا يتيح للطالب أن يقرأ أو يكتب، والدكتور عمر فجاوي في ذات الصحيفة: أن العنف الموجود في جامعاتنا إنما سببه في المقام الأول اللغة، فما دام الطالب أو الأستاذ لا يمتلك ألفاظاً من أجل أن يفكر بها، ويركب منها جملته، فربما تحل اللكمة محل الكلمة.
 
والدكتور يزيد السورطي الذي يقول في كتاب حاصل على جائزة: أن التربية العربية عامةً تعيد إنتاج التسلط، وتقتل الإبداع، ويزيد الدكتور سلطان المعاني: إن أفراد مجتمع المعرفة من أكاديميين وإداريين وطلبة يعيشون في أجواء اتصال منبتر قائم على الخوف أو الاسترضاء خشية دفع فاتورة حرية التفكير والتعبير والاختلاف، وننقل عن رئيسة تحرير الغد جمانة غنيمات ما يلي: تشير نتائج استطلاعات (بدون تحديد الجهة) إلى أن الشركات تنأى بنفسها عن تعيين خريجي (الجامعات الأردنية) لضعف مستوياتهم ومهاراتهم. وما صرح به الدكتور محمد القضاة: بأن نسبة الرسوب في امتحان الكفاية في اللغة العربية لطلبة الماجستير والدكتوراة في الجامعة الأردنية الذي أجري في 19/4/2012 بلغت نحو (44%) من عدد المتقدمين البالغ (1400) طالباً. أي أكثر من (600) طالب رسبوا بامتحان اللغة الأم في الجامعة الأم، وهي نسبة أفضل من العام الماضي!.
  ويكتب الدكتور موسى الكيلاني حول المعضلة في التعليم العالي في يومية الرأي: الكل يُجمع على حقيقة واحدة أن التعليم العالي في الأردن في حالة تراجع عما كان يُخطط له المؤسسون الأوائل. فقد تردى مستوى الخريجين خلال السنوات الأخيرة، وكشفت الجامعات الأمريكية حقيقة صاعقة عن طلابنا الذين التحقوا ببرامج الدراسات العليا هناك، فقد تبين أنهم متخلفون (طلابنا متخلفون وعن من!- الكلمة الجارحة للكيلاني) بثلاث سنوات عن مستوى غيرهم من الطلبة الأوروبيين أو الأتراك أو بعض الأفارقة. 
 
وما يؤكده الدكتور حمود عليمات نائب رئيس الجامعة الهاشمية في صحيفة الرأي بقوله: لم تفلح الجامعات في صياغة شخصيات الطلبة بمكونات وسمات العلم، والخلق، والمدنية، والتحضر، والأمانة العلمية، والروح الوطنية. رغم إن الطلبة يقضون فيها سنوات عديدة أربعة فأكثر. في حين إن من ينتظم في سلك الجندية يكتسب الشخصية العسكرية والانضباط بوقت أقصر وتستمر معه تلك الشخصية وسماتها طوال عمره. فلماذا تخفق الجامعات في هذا الأمر؟
 
وما حذر منه الدكتور عاهد الوهادنة نائب رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا عبر صحيفة الرأي: من أن بقاء الوضع على ما هو عليه (في الجامعات الأردنية) سيؤدي إلى تراجع جودة التعليم العالي، وهجرة المزيد من الكفاءات الأكاديمية المؤهلة، ونقص المختبرات والتجهيزات (هذا ما نشرته اليوميات خلال أقل من أسبوعين) واستدرك لأقول إذا جرى إخراج العبارات عن سياقها أو سوء تأويل فهي مسؤولية الناقل. 
 
ما يهز الجامعات، صورةً وسمعةً، ويعيق تقدمها ما تؤكده نتائج تقرير حملة ذبحتونا ليس عن تزايد العنف الطلابي في الجامعات فحسب بل بدء اعتبارها مُصدِر للعنف إلى المجتمع...ما يمس كراماتنا كأسرة جامعية حقاً هو خروجنا من الترتيب الـ(500) لأوائل جامعات العالم...ما يثير الناس هو أي قرار غير مبرر ومقنع، وشعورهم المزمن بـغياب العدالة، وتجذر ثقافة الفساد، ولدغهم من الجحر ذاته عشرات المرات. 
الجريمة أن تقع مشاجرة في حرم جامعي أفرادها طلبة علم، الجريمة الأكبر أن يجري الصلح لإنهاء المشاجرة مع شيخ أو وجه أو زعيم طلابي، لا مع الطلاب أو من يمثلهم، ما يغضبنا حقاً أن الطالب يتجرأ على جُرم تدبير واسطة من أجل زيادة علامة.
 
نريد غضبة منا جميعا أكاديمين وإداريين للهاشمية الجامعة لحرمانها من قبل الحكومة ووزارة التعليم العالي من حقها بـ(16) مليون دينار على مدار أربع سنوات بحجة أنها جامعة ناجحة وليس عليها ديون. وغضبة أخرى للمؤسسة للجامعة للكيان الأكاديمي التي تُعَقُ من أبنائها، ولا يُحتفل بتاريخ تأسيسها كمؤسسة وطنية بناها الملك الحسين طيب الله ثراه. نريد تعليقا قاسياً ضد بطء الاجراءات الإدارية الجامعية وتعقيدها...وكأنها مسابقة قفز حواجز.
 
وحتى ننصف الجامعة الهاشمية كمؤسسة هناك فعل جيد أكاديمي/بحثي/علمي/طلابي/تطوعي/إبداعي/تطويري حقيقي مضيء وفاعل وبعضه جوهري جرى ويجري فيها. لكن ما يؤخر الجامعة هو إعلامها السيء وأحيانا البليد وتخليه عن دوره في شرح فعل المؤسسة الحقيقي بسلبياته وإيجابياته، بحياد وموضوعية، وتركه الباب مفتوحاً لحجم الإشاعات التي ينميها غيابه الفاعل...الذي لا ينشر سوى بحث سبل التعاون التي بُحثت للمرة الألف، والتأكيد على المؤكد، وشعائر السعي اللانهائي بين التميز والريادة...وحديث التثمين والإشادة...وتكرار ذات المعلومة للمرة العاشرة...وغياب البحث العلمي الرصين عن أخباره...والاستهانة بانجازات الأساتذة وعملهم، ومواهب الطلبة ومبادراتهم وحقهم في الإعلام الجامعي، وحق المجتمع بمعرفة الجامعة كما هي بدون تزيين، وتغييب حق جمهور الجامعة الداخلي بالإعلام، والإكتفاء بالتغطيات الإعلامية الفلكلورية لـحفل الافتتاح في مؤتمرات دولية وندوات قيمة.
 
ربما جزء من مشكلة الجامعة الهاشمية إعلامية نشر معلومات تبين فعل الجامعة باستمرار وليست دعائية ونكرر ليست دعائية أو شخصية، وربما يساهم أحيانا- إعلام الجامعة- عن كسل وقلة خبرة وجرياً على عادات الإعلام الرسمي في زيادة قتامة الصورة الرمادية للتعليم العالي والجامعات، بغياب وتأخر إيصال المعلومات والحقائق والأرقام لـالمتلقي، واختيار السقف المتدني للحرية الصحفية، والركاكة في الصياغة الإعلامية، وقلة التواصل الفاعل مع الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني والاجتماعي والوجاهي؛ ربما ذلك ما يشوش السمعة ويشوه الصورة أحياناً.  
 
 
gaammeedd@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد