احذروا حراك ( أوكتان 90 )

mainThumb

13-06-2012 10:10 PM

عندما قرأت قرار رفع بنزين (أوكتان 90) لم أتفاجأ مطلقاً، وانما ازداد ظهري تقوسا إلى حد ملامسة جبيني ظهر الأرض، وصرخت (كالعادة متأوهاً من الخازوق الجديد أخ خ خ ...) ولا يعد ذلك ضعفا أو انحناءاً مهيناً؛ لأن هذا (التقوس- الطوبزة) حولني – كما حول غالبية أفراد الشعب – إلى خبير جيولوجي دائب البحث والتنقيب.
 
 ولأنني أنتمي إلى بلد يتصف بشح الإمكانيات والموارد، صرفت نظري عن التنقيب عن أية خيرات قد تحتويها الأرض، ولذا رحت أنقب  باحثاً في قرار الرفع الأخير الذي يمس بشكل كبير الطبقة التي أنتمي إليها (طبقة أوكتان 90) فوجدت الخير كل الخير في ذلك، وجدت فيه قراراً يعكس عمق الفهم وعمق العناد المتشحة بهما حكومتنا، فعنادها عناد مدروس، عناد من أجل الحق، ومن أجل الوطن، ومن أجل طبقة الأوزون، لا كما يظن البعض، بأنه من أجل استفزاز الخصوم أو الحراكيين والآن سأسوق لك – أخي المتقوس - ايجابيات ذلك القرار فقط من زاوية واحدة ( السيارة):
 
- الحكومة تدرك تمام الإدراك بأن المواطن هو حكيم مثلها وحكمته ستملي عليه ضرورة اقتناء دراجة هوائية، بدلاً من السيارة، وركوب الدراجة من الرياضات المفيدة جداً للإنسان.
 
- الحكومة تدرك بأن بعض المواطنين، ونتيجة (خوازيق) الرفع المتكررة سيلجأ - ليس فقط إلى بيع سيارته وانما سيلجأ أيضا - إلى بيع دراجة ابنه الهوائية وبالتالي ليس أمامه إلا رياضة المشي، وهذه تعد من أفضل أنواع الرياضات في العالم.
 
- الحكومة تدرك أن غالبية الشعب تنتمي إلى (طبقة أوكتان 90) وبما أن هموم الطبقة الواحدة متشابهة، حتما ستكون قراراتهم كذلك ، ولأن كل فرد في النهاية سيقرر التخلي عن سيارته، إذن وقتها ستضمن الحكومة لشعبها جوا خاليا من التلوث وبيئة نظيفة، وربما تدخل الحكومة في كتاب (جينيس) في مجال المحافظة على طبقة الأوزون.
 
- الحكومة تدرك أن الأردن حقق أرقاما قياسية في عدد ضحايا حوادث السير ولذا جاء القرار ليحدّ من عدد الوفيات، فما دام لا يوجد سيارات معنى ذلك لا يوجد وفيات بأعداد كبيرة.
 
- الحكومة تدرك أن الشعب الأردني ( نخوجي) ولذا سيتكاتف أبناء الحي، أو أبناء الجيران، أو أبنا العائلة الواحدة على اقتناء سيارة واحدة، وبذلك تكون بثت روح التعاون بين أفراد الشعب.
 
إخوتي المتقوسون: الإيجابيات التي ذكرتها غيض من فيض ولكنني سأتوقف عن سرد ما تبقى منها تاركاً لكم المجال لتعدادها (وأكتنتها) وأما أنتم يا أصحاب المعالي رغم كل الإيجابيات التي تحسب لكم، والتي تحسدكم عليها كل حكومات العالم، فإن واجبي (الأُوكتاني) يملي علي القول لمعاليكم ناصحاً: 
 
احذروا حراك (أوكتان 90) لأنه ... "أخ خ خ "  معذرة يبدو أني تعرضت لخازوق جديد ويبدو هذه المرة لا علاقة له بالأوزون وإنما أصارحكم (فَرَط البنطــ ..... ) طبعاً من شدة التقوس. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد