السيجار والكافيار وأهداف شريرة

mainThumb

23-06-2012 02:53 PM

 هي بكل وضوح حرب معلنة على سوريا أطرافها قوى معروفة بتاريخ طغياني استغلالي مصلحي مقيد  بقيود العنصرية التي كتبت تاريخها في مراحل مبكرة من تاريخ العالم المتكون من مجموعة من الدول التي خاضت حروبا قاسية ضد بعضها عندما وجدت أن مصالحها مرتبطة بالسياسات الإمبريالية المتعجرفة فأذكت العصبيات الطائفية والعرقية في مجتمعاتها , ولمااستيقظ فيها ضميرها المحلي على هول ماأصابها من دمارفي البنى التحتية والهياكل البشرية ,ارتدعت باللجوء إلى الديمقراطية وقواعدهاالإلزامية في داخل مجتمعاتها,ولكنها عملت من خلال سياسياتها الاستعمارية على أيقاظ مكامن الفتن وتحفيزالدوافع الطائفية والعرقية في المجتمعات الأخرى التي تعاني من تخلف فكري,أولنقل مجتمعات لم يكتمل عندها من البناءات الفكرية متعددة المشارب والموضوعات المتنوعة في مساقاتها وفي مرجعياتها العلمية والأدبية سوى ما تعلمته بالتلقين والسماع  والحفظ والتكراروالتقليد فظن الواحد منهم,والحال على ما هو عليه, نفسه فيما يراه عن الآخرين وما تجده من عندهم وتتبجح به وتتباهى باقتنائه,فأمعنت تلك القوى الاستعمارية في ترسيخ الاعتماد على وجودها وإتمام فعلها التبعي على العقول التي ترى الديمقراطية في   بلاد تلك القوى  فتظن نفسها غارقة بممارساتها , دون أن تميز حالة الانفصام الديمقراطي وسلوك الانفكاك عن قيم  الحرية  وممارسات الانقسامية التعددية  تلك المصطلحات الدينامية التي تتشكل منها مجتمعاتها بتشريعاتها وقوانينها ودساتيرها, وتبني على أسسها منجزاتها الحضارية الفكرية والتقنية    والعلمية والمهنية. ولهذا فهي تعمل على تشويهها في المجتمعات التي وجدت فيها فرص استغلال  ليس     فقط ثرواتها الطبيعية, وليس فقط ثرواتها البشرية , وإنما مصادرالمعرفة البنائية لقيم التحرروترسيخ  التعددية وتبني الديمقراطية. وجعلت من الحرية صراعا داميا بين مكونات الشعب وطواقمه السياسية ومرتكزاته العقائدية تستبعد فيه قوى القوى الأخرى, تعمل فئة تقتيلا بالمعارضين لها, تحجرعلى الرأي الآخروتخرسه,وحولت معاني التعددية وثقافتها من كونها مصدرا من مصادرقوة المجتمع وتماسكه إلى سبب من أسباب تقسيم مكوناته وتصارعها الذي لن يقود إلا إلى تكسيرأعمدة الدولة وتفكيك أجزاءها وتبديد  ثرواتها وبعثرة قواها ومكامن بقائها, فهم يرسخون التعددية وقيمها في وحدة مجتمعهم ويعملون على تقسيم مجتمعاتنا بحجتها , وجعلت من الديمقراطية وسيلة تسلط فئوي بغيض ومكشوف النوايا والأغراض.

 
ولعل أخطرما يمكن أن تصل إليه حالة مجتمع ما إلى ما ترسمه لها قوى الاستعماروما تخططه بعناية مجمعات القوى الامبريالية بتوجيه قواه وحشرها في زاوية الفردية الذاتية - الأنانية (الأنا المرضية) متوجة بحملة تضليل إعلامي مكثفة مجند لها من الكفاءات والأدوات العصرية عقول ودعاة وصحف ومدونات وفضائيات لا حصر لها لتصمم الرأي العام فيها وإعادة تصميمه كلما شاءت وكيفما أرادت خدمة لمطامعها وجشعها وإلى توجيه مساره الوطني حسب رغبتها التي لا مجال فيها لمصلحة وطنية إلا ما تجنيه هذه   القوى لأوطانها.
 
ولكن يظل لقاعدة الأخلاق المهنية أثرها الذي لم تتمكن كل تلك الإمكانيات من أن ترتكب كل الخطايا  دون   أن تتكشف ليس فقط النوايا الشريرة القابعة في ثناياها وبين سطور مقالاتها ومداولاتها وإنما أطرافها    وذيولها وأشخاصها الذين إن باعوا أنفسهم مرة فلن يجدوا من يبتاعها مرة أخرى.
 
اعتمدت سياسات العقاب الأميركية التي لم تنقطع يوما ما بأساليب الحصارالاقتصادي والمالي والسلعي لمعاقبة الحكومات !! ( وليس الشعب ) هكذا وبكل استهانة بعقول الناس وتقديرهم لأثر العقوبات على   الناس دون الحكومات, ويقعون في هذا التبريرفي وحل النفاق المكشوف لأن الأصل في مثل هذه العقوبات  أن يتضررالشعب بمصالحه من نتائجها ويتضورجوعا ليثورعلى حكوماته التي لا ترضى على نفسها ذل التبعية للسياسات الأميركية وسياسات حلفائها التابعين لها.وهكذا فإنها موجهة بالأصل إلى الشعب, وهي على ما تحمله من إيقاع عقاب جماعي لم تنجح في معظم حالاتها وجاءت على الدوام بنتائج عكسية على ادعاءات القيم الإنسانية في سياسات الإدارات الأميركية, ولكنها أي هذه السياسات لم تتعظ ولم تتوقف لأن فيها إيذاء جماعيا يتفق وحنق العنصرية الذي لا يمكن لهم تفجيره في داخل مجتمعاتهم فهم منتخبون ديمقراطيا وينتظرون الفوز في الانتخابات القادمة  فيفعلون ذلك بغيرهم. وكان آخر فشل لهذه السياسات في سوريا التي أعطت بمواقف قواها العسكرية و الوطنية التي اشتهرت عنها تاريخيا دروسا عدة في مرحلة ظنت قوى الشرأن فرصتها مواتية لها ,أهمها أن وقفة الشعب – الجيش في مواجهة العدوان متعدد    الأطراف المالكة للمال والسلاح والإعلام لا تفوقها قوة في كسرشوكة قوى الشر والطغيان , وإن مساندة القوى الصاعدة الجديدة في العالم وجدت في وقوف الدولة السورية بهذا الشموخ فرصة كي تساهم في دعمه لأنه مرادف لقيم أخلاقية ومتماه مع واجبات وطنية هي مصدرالتفاخروالتباهي.
 
وكان آخرما تفتقت عنه الذهنية الإمبريالية منع == السيجار والكافيار == عن الشعب السوري,فإذا كان   منع مثل هاتين السلعتين عن السوق السورية سيؤجج حالة غضب الشعب السوري لافتقاده لها,فأنا   وحفيدتي الطفلة سلمى غاضبون معهم!!!.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد