قنديلٌ في مصر وآخر في لبنان وكبريت في عمان

mainThumb

08-07-2012 12:11 AM

نأسف على حالنا وما آل إليه , فحالنا لا نحسد عليه , فالحال الذي نعيش يعكس بطبيعة الحال حال نشأتنا وتربيتنا , تلك التربية التي تعمل على إقصاء الآخر .رأيي نافذ وإلا يدٌ على الحذاء وأخرى على الزناد.
 
دعونا نقرأ المشهد لنشهد لماذا نأسف على حالنا .
 
المشهد الأول: عبد الحليم قنديل 
 
مصري الجنسية طبيب صحفي معارض وهو المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير( كفاية) ذو اتجاه قومي معارض , محاورٌ له رأيه المدعم بالدليل من مؤلفاته : الأيام الأخيرة – الرئيس البديل – كارت احمر للرئيس, يأتيك بالخبر والحُجة فترضى كلامه بل أسلوب عرضه ويستحق منك الاحترام حتى لو كنت غير راض عن مبادئه وأفكاره لأن الآخر عنده مقدر بأفكاره يتعامل معه كصاحب فكر لا ينظر إلى عشيرته أو جنسه أو جنسيته , مذهبه أو طائفته , فيطيب لك أن تقرأ له أو تسمعه أو تحاوره فتشتاق لرؤيته كقنديل رمضان المصري.
 
المشهد الثاني : ناصر قنديل 
 
لبناني من مدينة صور صاحب شبكة توب نيوز الإخبارية يحمل شهادة الدكتوراه التقديرية في علوم الاستشراق , له مؤلفات تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي والديني لغته طائعة فارهة كحياة اللبنانيين أفكاره شامخة كالأرز لسانه عذب كعذوبة العيش في عاليه وجونيه , يطرح المسألة فيحللها ويُمنهجها ما كان وما هو كائن ورؤيته التحليلية لما سيكون يبدأ الحديث بابتسامة ويودعك بابتسامة حتى لو لم تلتق معه , لأنه ليس مناطقياً ولا فئوياً بل ينظر إلى الفكر الذي في العقول , تسمع إليه وكأنك أمام صحن تبولة زينتهُ يدُ لبنانية اغتسلت بقصائد نزار.
 
المشهد الثالث : النشمي ابن النشامى 
 
عاقد الحاجبين عريض المنكبين الشجاع ذو الحذاء صناعة الصين , إنه المثقف الأردني المحاور الذي ينير دروبنا بأفكاره على شاشة التلفاز يأتي مُتجهماً يحاور بيديه لا بفكره, رأيهُ الصحيح بل الأصح سياسته إلغاء الآخر يباغتك بصوته العالي مُستجدياً إسكاتك وإن تجرأت ورفعت حدة صوتك يباغتك بحذائه ويده الأخرى على الزناد , لا ينطق إلا كفراً حتى لو كان على الهواء مباشرة أو حتى تحت قبة البرلمان يسأله المحاور عن مسألة واضحة الدلائل , فيهرب بصوته النشاز فيقول : ابدأ هاظ مش صحيح دون أي سند أو دليل , تجلس أمام التلفاز ساعةً لعلك تسمع الجديد المفيد , فتلعن الساعة التي برمجت فيها تردد القناة على شاشتك .
 
اكتب ذلك وأنا العن نفسي فأنا أردني مثله نشمي تربيت على ثقافة ولك لا مش هيك , ولك ليش , ولك لا تروح , ولك خلص .
 
باختصار ثقافتنا كمقصف مدرسة البنات يبيعون العلكة داخل مقصف المدرسة والمعلمة المناوبة توبخ الطالبة التي بفمها العلكة على جريمتها.
 
إنها نهايةٌ مأساويةٌ لهذا المشهد, ما زال القلم بيد الكاتب ليرسم نهايةً سعيدة ولعل الحبر لم يجف, وإلا كانت بداية النهاية .
 
ولكن انتبهوا حيطنا مش واطي واردنيين وما ننظام واللي يعادي أردنا نخلي عظامه تطقطق ويلك ياللي تعادينا يا ويلك ويل .
 
كبريت ... نار ... الله يُستُر .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد