صحيفة السوسنة الأردنية

بيتر ولس .. أخونا في الله .. سائح من بريطانيا .. موظّف في إحدى القنوات البريطانيّة .. على متن طائرة ستحطّ عمّا قليل في الأردن ، التي ستكون بداية رحلته السياحية ، ومنها ستكون إنطلاقته لباقي الدول العربيّة ، وصل لأرض الأردن بسلام ، وفي طريقه للفندق ، في التاكسي ، السائق مسرع ، والسيجارة بثمّة ، وفنجان القهوة من الشّبّاك ..!!! أوّل صدمة يتلقّاها أخونا بيتر " عزيزي السّائق وحسب تعليمات المملكة المتّحدة ممنوع التدخين في الأماكن العامة ويرجى الحرص على سلامة من هم حولك دون أن تُزعجهم بشيء حتّى لو بسيجارتك " بس السائق ما فهم أي شيء من المستر بيتر ؛ لإنّه غير مستوى العربيّة العاميّة ما بيفهم ...! خلّص باكيت الدّخان وسرطن أخونا بيتر ..! " البيئة يا عزيزي أنت تنتهك حقّ البيئة " هكذا قال المستر بيتر لسائقنا الأردني باللغة الإنجليزيّة ، لكن السائق الأردني تمتم وقال : " شو بورطن هاظّ ...؟!  " في بريطانيا أخي السائق ، هناك عمادة شؤون البيئة ، التي تُحاكم وتُقاضي كل من ينتهك حقّ البيئة " هيك كمّل بيتر كلامه .

 

    وصل حفيظ السلامة للفندق ، ومليح إنّه نزل في فندق خمس نجوم ؛ لأنّه ما خفي أعظم في الفنادق الشعبيّة ، وبعد الراحة من تعب الطريق ، قرّر بيتر أن يمشي في شوارع عمّان ...!! نزل على البلد .. وعند أحد المخابز وقّف نصّف ساعة وهو بصوّر ..؟! طبعاً مشهد نادر بالنسبة للأجانب ...؟! كان السيّد بيتر مذهول عند المخبز ..!!! حتّى الطابور عمرنا ما بنعرف عنّه غير الإسم ..!! هجوم من قِبل المواطنيين ، على المخبز وست مية مشكلة  على قصّة دوري ، ومشّ دورك ، قمّة التناقض بين العرب والنّظام ، ههه والأحلى من هيك إنّه المستر بيتر ، قرّر يعمل برنامج الكاميرا الخفيّة في الأردن ، لصالح القناة الّتي يعمل بها ، في بريطانيا  ..!!! وين عايش يا مسكين يا بيتر ..!!! الكاميرا الخفيّة وفي الأردن كمان ..!!! الأخ بيتر  نرجو منكم أخذ الإحتياطات اللازمة خوفاً من أن يتكسّر رأسك ، قبل الكاميرا  ..!! ههه كاميرا خفيّة عند أكثر الشعوب تكشيراً ..!

 

     وكانت الفاجعة للمسكين بيتر ، عندما أخذ موعد مع أحد أصدقائه العرب في أحد المقاهي ، ساعة وهو بنطر ، تــ شرّف العريس ، لو اتأخر خمس دقايق عشرة ، مش مشكلة ، لو إنها أكبر مشكلة بالنسبة للأجانب ، شو بدنا نعمل يا مستر بيتر ، العرب أضاعوا حضارة بسبب إهمالهم للوقت .

 

      مضى إسبوع على جولة المستر بيتر في الوطن العربي ، وأصبح بيتر يتكلّم مع نفسه ؛ لذا قرّر المهستر عفواً المستر بيتر ، أنّ أوّل ما عليه القيام به عند وصوله لموطنه ، هو زيارة الطبيب النفسي ، وهكذا أنهي المستر بيتر برنامج الكاميرا الخفيّة بنجاح ، بعد أن أُصيب بعدد من الّلكمات ، والعضّات ، والكاميرا المسكينة ، الّتي لم يبقى فيها شيء صالح سوى الشريط الّذي يحمل ذكريات المهستر بيتر ، مع إخوانه العرب ، نتمنى لكم العودة بسلام لموطنكم ، وننتظركم في زيارة أُخرى إن بقي في عمركم بقيّة .