العزوف عن الزواج .. الى متى ؟

mainThumb

15-07-2012 09:36 PM

إن ارتفاع  نسبة الطلاق والعزوف عن الزواج  في الاردن أصبح يحتاج الى وعي حكومي والى دراسات مستفيضة في هذه القضية لأخذ  التدابير المناسبة لمعالجة هذه القضية  التي راحت تتغلغل في مجتمعنا مثل النار في الهشيم .
 
فهل هناك من يساعد ويبدأ بخطوة رحلة الألف ميل ؟
 
وهل هناك من يوقف النزيف قبل أن يتحول الى جميع انحاء الجسم ويصبح العلاج مستحيل ؟
 
إن مشكلة ارتفاع نسبة العزوف عن الزواج و نسبة الطلاق والتي أصبحت تؤرق كل المجتمع  لأنها صارت تعني الكل ولم تعد محصورة بفئة دون  غيرها ولذا وجب على الجميع المشاركة لوضع الحلول لها وأن يتساعد ابناء المجتمع مع أنفسهم من جهة ومن جهة اخرى أن تساهم الحكومات في وضع الحلول لهذه القضية لم لها من أهمية كبيرة في صلاح المجتمع أو خرابه .
 
وذلك نظرا للإرتفاع المتزايد في نسبة العزوف عن الزواج وارتفاع نسبة  الطلاق أدى الى زيادة  نسبة العنوسة بين كلا الجنسين   (الذكور والاناث )  في الاردن واذا ما اعتبر الاردن بلد متقدم في مجالات شتى فالسؤال الذي يراودني أين اسهامات الحكومة في حل هذه القضية التي ترزح فوق اكتاف كل  اردني سواء كان ( شاب او فتاة او أب أو أم )  فالضرر يطول الكل  ولم يعد مقصورا على أحد بعينه بل إن الضرر يطول المجتمع برمته  سواء شاء ام ابى .
 
وكما تعلمنا أن المجتمعات الراقية والمتقدمة في العادة دائما تفكر وتخطط لمستقبلها البعيد  لسنوات عدة فنحن ماذا أعددنا 
لمستقبلنا في ظل التزايد السكاني الرهيب في الاردن بعد أن طالعتنا  الصحف بعدد سكان الاردن الجديد وهل فكرنا ماذا سيحل بنا بعد عشر سنوات مثلا وماذا ستكون المعادلة والنتيجة ؟
 
المعادلة هي: (ارتفاع في نسبة العزوف عن الزواج + ارتفاع في نسبة الطلاق) = زيادة مفرطة في نسبة العنوسة (ذكور , إناث )
 
النتيجة : كارثة تحل في المجتمع ونكون نحن من صنعناها بأيدينا سواء (مواطن أوحكومات)
 
لأن من ويلات هذه الكارثة ستؤدي الى زيادة نسبة الانحراف والانحلال عند نسبة كبيرة  في المجتمع 
 وقد يكون هناك عدة أسباب لهذه الكارثة قبل حدوثها 
 
أولا : عدم الفهم الكافي من قبل الزوجين لمسؤولياتهم في الحياة وبأنهما يؤديان رسالة سماوية وليس الأمر مجرد إشباع رغباتهم فقط 
 
ثانيا : عدم إستيعاب فلسفة الزواج من قبل المقبلين عليه أو أن سنهم قارب الزواج ولم يتزوجوا وكأنه أصبح بأيديهم خيارات اخرى ابعدتهم عن الزواج 
 
ثالثا : عدم الاسهام الكافي  والجاد من الحكومات في معالجه  هذه القضيه  كأن تعطي قروض ميسره  للزواج وأن  تساعد الحكومات  في بناء مساكن لقطاع الشباب وتكون هذه المساكن مدعومه من الدوله ومقسطة عليهم ليستطيع المواطن دفعها بأقساط شهريه مناسبه  وذلك لتأكل الدخل الشهري  
 
رابعا : عدم الوعي الناضج عند أهالي  المقبلين على الزواج عند  بدء ابنائهم بتكوين بيتهم الأسري الجديد  فيبدؤوا بالنظر الى الامور الشكلية عند اختيار الزوج لإبنتهم ولا ينظرون الى جوهر الزواج بحد ذاته فما زالوا يصرون على شراء الذهب التي بلغت اسعاره حد الجنون  وعلى أن يعملوا فرح ابنتهم في أرقى الصالات لإشباع رغبات إجتماعية حان الوقت لإندثارها بقرار جماعي يكون بمثابة ثورة مجتمعية تلغي كل أوهام وشكليات الزواج التي يصلح الزواج بدونها لأنه في هذه الحالة لا يترتب على المتزوجين أية ديون ومصاريف حفلات لا داع لها .
 
 فبمثل هذه الخطوات يتشجع الشباب على الزواج ونكون قد  أسهمنا بالتقليل من مخاطرالعزوف عن الزواج وبأن يبدأ الشباب في بناء البيت الأسري دون اية مصاعب ومشاكل مالية من جراء ديون الزواج وبهذا نكون قد ساعدنا في التخفيف من نسبة الطلاق لأن اغلبها تأتي من مشكلات مالية وديون على الاسرة الجديدة التي تفقد الزوج والزوجة ساعة الرشد لتنتهي بهم الى الطلاق ولتعود القضية من حيث ما ابتدأنا .
 
وبمثل هذه الافكار التي لا تكلفنا اي جهد ولا نخسر من وراءها اي شيئا إلا أن يلتف ابناء المجتمع حول قضاياه وان يتساعد كل منا في بناء مجتمعه الحديث نحو فكر ارقى وحياة يعمها النور والصفاء .
 
 وأن يثور كل منا على نفسه للتغيير نحو فهم افضل للحياة وأن يودع فصلا من فصول التقليد الأعمى  لأبناء مجتمعه ويقول أنا هكذا أرغب وهكذا أريد .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد