مهرجان الكلام !

مهرجان الكلام !

10-08-2012 01:26 AM

 ها قد بدأ المهرجان الانتخابي مبكراً قبل أوانه كما كان بضعة أعوام، وقريباً ستتزين الشوارع والأعمدة بشتى الأسماء وشتى اللوحات وسترفرف ذات الأعلام، وسينتهي كما ينتهي كل مرة، وتزول كل الوعود الانتخابية الحالمة كما تزال اللوحات من الشوارع فتتطاير مع الرياح وتدوسها الأقدام، وستغدو الانتخابات كما كلِ موسمٍ مهرجاناً للكلام !

 
 
 
     سئمنا نواب الخدمات، ومجالس الخطابات، سئمنا ناخبي الوعود الحالمة الزائفة، ومرشحي البرامج الورقية اللا محققة. عاث المال السياسي فساداً فينا، ولملم الديماغوجيون تحت أجنحتهم التياه منا، وتلاعب النفوذيون بإرادتنا، ونحن سئمنا... سئمنا ذاك كله. لا نريد سوى مطلبٍ بسيطٍ جداً مجلس نواب يمثلنا لا يمثل علينا، فهل حقنا ذاك كثير علينا؟
 
 
 
     والله إن نحن أردنا الانتخابات فإن قلوبنا لتأبى نفوراً من المجلس الأخير الذي ما كان سوى ضرباتٍ متلاحقة فوق رؤوس الشعب. المجلس الذي لم يقف في صف الشعب لحظة، ولم يمثله في موقف، ولم يكن عوناً له في محنة، ولم يتخذ قراراً صائباً لأجله، إلا قلة –ممن رحم ربي-، والقرارات تؤخذ في وطني بالكثرة، والقلة بين البقية ضائعة.
 
 
 
     لن أحث أحداً على المشاركة بحجة التغيير من الداخل، فتلك اسطوانة مشروخة مللناها من كثرة ما جربناها، ولن أدعوا أحداً للمقاطعة بحجة اتخاذ موقف حاسم يغير واقع الحال السقيم، ولكن سأترك بين أيديكم سؤالاً واحداً تحكِّـمون فيه المنطق: أتعتقدون أن قانوناً أفرز على مدار عقودٍ ذات النواب سيخرج هذا العام بنتيجة أخرى مختلفة والمعطيات واحدة؟
 
لن يتغير شكل السبيكة الناتجة يا سادة ما دام القالب لا يزال ذاته. كيف تتوقعون من قالبٍ صبَّ نحاساً أن يمنحكم ذهباً؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد