الادارة المستنيرة

mainThumb

12-09-2012 12:28 PM

 يعد مفهوم الادارة المستنيرة من المفاهيم الادارية الحديثة التي ادخلت على اساليب الادارة والتي تعني الادارة القوية، المنفتحةٍ، المرنةٍ، المتعاضدةٍ، المتطورةٍ، والمربحة للجميع. السؤال الذي يبرز هنا هو: هل هذا النمط من الادارة يظهر بشكلٍ طبيعيٍ وتلقائيٍ أم بناءً على خطةٍ مرسومةٍ تهدف إلى هذه الغاية؟.

 

ما من شك أنَّ الصدفة لا يمكن أن ينتج عنها تركيبةً كهذه، ولكن يمكن أن يبني شخصٌ ما مؤسسةً من هذا النوع دون الوعي الى المسميات مدفوعاً برغبةٍ فطريةٍ نحو شئٍ خَيِّرٍ، خاصة في القطاع الخاص الذي يسعى لتحقيق اهداف واضحة ومحددة. ولكن في الغالب ما يكون مثل هذا النمط الاداري المسمى بالادارة المستنيرة ناتجاً لخطةٍ واعيةٍ، أو نتيجةً لخطة إصلاحٍ واعيةٍ لإدارةٍ جديدةٍ لمنظمة قائمة.
 
ان الدوافع لمثل هذا النمط من الادارة بالغالب اقتصادية لكسب المزيد من الربح للجميع (العاملين والمتعاملين) لأن فرص النجاح وحجم النجاح أكبر في ظل هذا النمط من الادارة، ولا يمنع أن يكون هناك مزيجٌ من الدوافع المجتمعة لاتباع مثل هذا النمط من الادارة.
 
ففي هذا النمط من الادارة يتوفر كل ما يدعو إليه الدين والأخلاق من خيرٍ وعدلٍ وإحترام الناس وإعطاءهم حقوقهم والتعاون فيما بينهم. كما أنَّ هذا الخيار يناسب الذين يميلون الى الإبتعاد عن أجواء التوتر والتآمر والكذب السائدة في كثيرٍ من المنظمات التي تسودها ثقافاتٌ مغايرة. كما أنَّها تعمل وفق اليات وروح الفريق التي توصل لأفضل إنتاجية وأعلى كفاءة وبالتالي أكثر ربحية.
 
لكن المهم كيف نطبق هذا النمط من الادارة في منظماتنا العربية؟ المهم في ذلك توفر الرغبة المبنية على القناعة لدى القيادات والعاملين. وإذا ما أُنيطت الإدارة الى واحدٍ منهم فعليه تقع مهمة إختيار وتعيين وبناء الفريق الأساسي (Core Team) للاستعداد وقبول التغيير والاهم من ذلك التدريب والتطوير المستمرين اضافة الى المشاركة الشاملة والعمل الجماعي البعيد تماما عن النزعة الفردية والانانية وكل ما ينافي فكر ومباديء الادارة المستنيرة. إن هذا النهج لم يعد ترفاً. إنما ضرورةً أساسية.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد