اوباما الفائز يضرب ايران السنة المقبلة

mainThumb

12-09-2012 12:41 PM

لا يزال الرئيس الاميركي باراك اوباما يرفض إعتماد الخيار العسكري في مواجهة ايران الاسلامية النووية قبل الانتخابات الرئاسية في بلاده. التي هو احد أبرز المرشحين الوحيدين فيها. ويعني ذلك انه لن يأمر القوات المسلحة الاميركية بتنفيذ ضربة عسكرية لإيران. ويعني في الوقت نفسه انه سيستمر في رفض قيام اسرائيل بضربة كهذه، رغم الحاح رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها ايهود باراك على ذلك. طبعاً لا يمكن استبعاد دور العامل الانتخابي في قرار اوباما المشار اليه اعلاه.
 
لكن في الوقت نفسه يمكن القول انه لا يزال يأمل في ان يسود التعقل والحكمة دوائر القرار النهائي في النظام الايراني، وفي ان يبتعد عن الرهانات العقيمة والأوهام، وأخيراً في تلافي غرور القوة.
 
والدافع الى امله هذا اقتناعه بأن تفاهماً نهائياً بين اميركا وايران سيحمي مصالحهما، وخصوصاً في مرحلة الغليان والتفجر الاقليميين، كما في مرحلة إعادة ترتيب المنطقة لاحقاً او ربما إعادة تركيبها. لكن المعلومات الواردة من واشنطن تفيد ان حالاً من الإحباط أو التشاؤم من تحقيق اي تقدم سلمي في المواجهة الاميركية والدولية والعربية مع ايران الاسلامية قد بدأت تدخل قلب اوباما.
 
ولا يعود ذلك فقط الى الرفض المتعالي الايراني لكل محاولاته السلمية، بل الى تأكده ومن مصادره الاستخبارية ان النظام الاسلامي الايراني مصمم نهائياً على امتلاك كامل التكنولوجيا النووية، والمواد اللازمة لتطوير القدرة النووية السلمية والعسكرية، كما كل المعرفة التي تمكّنه من صنع سلاح نووي خلال وقت قصير إذا دعته الحاجة الى ذلك. أي يريد النظام المذكور ان يصبح الوضع النووي لبلاده مشابهاً تماماً لأوضاع دول اخرى مهمة صارت نووية باعتراف العالم من دون ان تكون مالكة حالياً اسلحة نووية، وذلك جراء قدرتها على صنعها عند حاجتها اليها. وهذا وضع لا تستطيع اميركا قبوله اياً يكن رئيسها. ومنهم اوباما رئيسها الحالي الساعي الى ولاية رئاسية ثانية.
 
ولا احد يؤمن بأن روسيا التي تضع العصي في دواليب اوباما واميركا تستطيع قبوله ايضاً. في اختصار، تشير المعلومات نفسها الواردة من واشنطن الى وجود اقتناع على أعلى المستويات الرسمية والبحثية في واشنطن بأن اميركا ستجد نفسها مضطرة لتوجيه ضربة عسكرية كبيرة جداً الى ايران النووية السنة المقبلة (2013). وهي قد تنفّذها وحدها كما قد تشارك فيها اسرائيل. والاضطرار سيفرضه عجزها عن قبول الامر الواقع الذي تريد ايران الاسلامية ان تفرضه عليها وعلى المنطقة والعالم.
 
هل من جديد في موقف نتنياهو رئيس حكومة اسرائيل من كل ذلك؟
 
المعلومات اياها تُذكِّر بأن علاقته باوباما ليست سوية، وبأنهما لا "يحبان" بعضهما، وبأن خلافهما هو على موضوعين هما ايران وعملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. ولنتنياهو مشكلات كبيرة مع الضباط الكبار في جيش بلاده ومع الضباط الاميركيين الكبار. فهؤلاء كلهم مع اوباما في موقفه من طريقة معالجة مشكلة ايران النووية. إلا أن هذا الوضع بدأ يتغير تدريجاً. فالجميع في اميركا واسرائيل صاروا مقتنعين بأن ايران "تَكذِب"، وبأنها مصممة على عبور "الخط الاحمر"، وبأن عملاً حاسماً يجب ان يُنفذ لمنعها من ذلك، وخصوصاً بعدما فشلت العقوبات الاميركية والاوروبية والدولية عليها في اقناعها بالتخلي عن "طموحاتها" المستحيلة رغم الاذى الكبير الذي سببته لها. والمسألة الآن هي مسألة توقيت الضربة لايران. فاوباما يفضّل، إذا اعيد انتخابه طبعاً، القيام بها في الربيع او الصيف المقبلين (2013). علماً ان نتنياهو قد يُنفّذها منفرداً قبل ذلك، وخصوصاً إذا انتخب الجمهوري رومني رئيساً لاميركا. ذلك انه حصل منه ومن حزبه سابقاً على وعد بدعم كبير له إذا قرر الضربة.
 
أما الايرانيون، تؤكد المعلومات اياها، فإنهم لا يتصرفون بحكمة. إذ قالوا انهم لن يميزوا بين اميركا واسرائيل في اثناء ردِّهم على الضربة العسكرية وإن اسرائيلية فقط. وقد يكونون ظنوا ان تهديداً كهذا يدفع اميركا الى الضغط على اسرائيل للإحجام عن تنفيذها، لكنهم اخطأوا. فالإدارة الاميركية تحشد كل ما قد تحتاج اليه في الخليج وجواره، وذلك للرد على اي عمل عسكري ايراني وعلى نحو ساحق. علماً ان تهديدات كالمذكورة اعلاه تخدم المرشح الرئاسي رومني. فهل تريده ايران فعلاً رئيساً لاميركا وهو ابن حزبٍ محافظ جداً صار اخيراً أكثر ميلاً الى المغامرة منه الى التخطيط الحكيم؟
 

في النهاية تشير المعلومات نفسها الى ان نتنياهو يستطيع ان يحصل على ضوء اميركي من اوباما خصوصاً لضرب ايران في سهولة اذا توقف عن تعطيل عملية السلام مع الفلسطينيين بل إذا دفعها قدماً وبجدية. فهل يفعل؟ 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد