لكل حكاية مغزى

mainThumb

16-09-2012 08:19 PM

 غريبة هي الحياة بمفارقاتها وغرباء هم البشر باختلافاتهم ، بالتأكيد فإنّ الحياة لن تُنصف البشر جميعهم بعطائِها لهم ، فتبتسم في وجه أحدهم ، وتعبس في وجه آخر إلّا أن الإنسان الإيجابي ، هو من يصنع نفسه رغم أنف الحياة ، ويتكيّف مع ظروفها

 
 
 
   أمّا بالنسبة لوجهة نظري في البشر وبالرغم من صغر سني إلّا أنّه أصبح لدي الإطّلاع الّلازم الّذي يجعلني أصدر أحكامي التالية : .. البشر كصفحة ممتلئة بالكتابة في جريدة ما ، من البشر من هم معطائين بسخاء ، وهؤلاء لا يقبلون إلّا أن يكونوا في الصدارة ، فهم كالعنوان الّذي احتل ونال على اهتمام كل القراء ، هذا الصنف من البشر لا يقبل أن يكون صفراً ، بل رقماً ذا قيمة في مجتمعه ... أمّا الصنف الآخر من البشر فهم المتردّدون في تقديم عطائِهم ، لأوطانهم ويميلون للحصول على مقابل لكل شيء يقدمونه ، هؤلاء كالسطور التي كُتبت بحجم صغير واندرجت تحت العنوان ، ولا يعطيها الكثيرون إهتمامهم ، وإن ألقوا عيها نظرة خاطفة .
 
 
 
   أمّا الصنف الثالث من البشر فهم البخلاء جداً في عطائهم ، هؤلاء كالهوامش الّتي تكون أسفل الصفحة وبخط صغير لا يكاد يكون واضحاً ، ونادرون من يقرؤون الهوامش ... أمّا الصنف الأخير من البشر الّذين ليس لديهم أي عطاء يقدّمونه  فهؤلاء لا شيء في مجتمعاتهم ، وليس لهم وجود على صفحات الجريدة ، حتى لو في الملاحق ، هذا الصنف من البشر اعتتقد أنّهم وُلدوا أمواتاً ، منذ أن خلقوا وإن كانت قلوبهم تنبض بالحياة ... هؤلاء ليسوا بحاجة لمراسيم جنائزية ، ولن يجدوا أحد يقيمها لهم ؛ لأنّهم ماتوا منذ القدم ، وعلى العكس تماماً البشر المعطائين الّذين تمّ تشبيههم بالعناوين البرّاقة ، فهم يتركون بصمة لا تُمحى خلفهم ؛ لذا يحزن الجميع عند موتهم ويحرصون جميعهم على إكرامهم والقيام بواجبات جنائزيّة تليق بعطائهم السخي ، وبالنسبة للبشر المتواضعين أو البخلاء  في عطائهم والّذين تمّ تشبيههم بالسطور والهوامش سيكون هناك قلّة من يذكرونهم وستكون لهم مراسيم جنائزيّة متواضعة كعطائهم المتواضع .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد