أهكذا تدافعون عن الدين؟

mainThumb

19-09-2012 11:21 AM

 أن ندين الفيلم المسيء للإسلام هو اقل الواجب، لان حرية الرأي والتعبير يجب ان تقف عند حدود الآداب العامة واحترام الآخر في معتقده وفكره وانسانيته، ومرفوض ان يمس احد بأي ديانة يتبعها الناس ويؤمنون بها، لان التطاول على معتقدهم هو تطاول على انسانيتهم ايضاً، والحرية الدينية هي في أساس الحريات كما قال البابا قبل ايام. لكن اسمحوا لنا بتوجيه بعض الاسئلة الى جميع المعنيين، وخصوصاً الى "حزب الله" عن التحركات ومسيرات الاعتراض وردات الفعل المثيرة:

 

1 - ما الرابط بين "حزب الله" وحركة "امل" وخصوصاً احتكارهما شجب الفيلم الذي يسيء الى الدين الاسلامي وربطه بأحفاد الحسين؟ الا يعني الامر المسيء جميع المسلمين، وايضاً جميع المؤمنين، خصوصاً انهم جميعاً كانوا سيتضامنون في هذه القضية؟ فلمَ حصر الدعوة بأحفاد الحسين، كأن النبي ايضاً، وربما الله، صار مادة للتناتش والانقسامات؟
 
إن مطالبة لبنان، عبر وزير خارجيته عدنان منصور، المتفرد من دون اي اعتبار لرئيس الجمهورية وللحكومة، بقرار يدين التعرض للديانات السماوية، مردداً دعوة السيد حسن نصرالله، يجب ان تتم عبر تحرك شامل يجمع ابناء الطوائف والديانات بعيداً من السياسة، لان الاساءة الى المعتقد تعنيهم جميعاً. 
 
فيا ليت الدعوة الى التحرك تكون على كل المستويات، عبر الحكومة اللبنانية اولاً، وعبر ممثلي الطوائف والديانات ثانياً، وعبر المجتمع المدني ثالثاً، لكي نبقي اجواء الوحدة التي عشناها مع زيارة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر لبنان قبل ايام.
2 - ثم ما الرابط بين صور الرئيس السوري بشار الاسد والاعلام السورية ومسألة استنكار الفيلم والدفاع عن نبي المسلمين؟ اذ رأينا في المسيرة متظاهرين يرفعون صور الاسد. فهل ان النظام في سوريا هو الضامن لاحترام المعتقدات والاديان؟ وهل ان الاسد من احفاد الحسين؟
 
3 - واحدة من النقاط التي  أثيرت في الفيلم المشكو منه ان الاسلام دين عنف وقتل، فهل يجوز، لاستنكار ربط الاسلام بالعنف، ان يقتل السفير الاميركي في ليبيا؟ وان تحرق السفارة في مصر، وان يعتدى على مطعم في شمال لبنان وتنهب محتوياته؟ وان تكون ثمرة الاعتراض عشرات القتلى والجرحى في أكثر من بلد في العالم؟ أهكذا تواجه التهمة بالعنف؟ واذا كان انتاج الفيلم اميركياً فهل يحمل جميع الاميركيين المسؤولية؟ واذا كان المنتج قبطياً فهل يقتل الاقباط جميعهم؟
 
إن الدفاع عن قيم الاسلام يجب ان يكون برفض الارهاب، وباستنكار الأعمال العنفية، لا بالتحريض على اكثر منها، وبالتهديد والوعيد بعظائم الامور.
 
هذه الاسئلة متروكة لقيادة الحزب ومن يعنيهم الامر، لاننا نرفض الاساءة الى الاديان، لكننا ايضاً نرفض التسييس والتشنج والاستغلال، ونرفض العنف والارهاب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد