إرحموا وطني الصغير

mainThumb

02-10-2012 08:57 PM

 منذ القِدم عُرِف عن الأردن ، أنّه ملجأ للقريب والبعيد ، يحتضن بدفء كل من يأوي إليه ، وما زال إلى الآن ، فعندما احتلّ اليهود فلسطين ، كان الأردن أوّل من احتضن اللاجئين الفلسطينيين ، حتّى اختلطت دمائهم بدمائنا ، وأصبحوا منّا ، كما أخبرني جدّي وكما قال لي أبي ، وعند حدوث أزمة الخليج ، واحتلال الكويت استقبل الأردن ، الكثير من الإخوة الهاربين من ويلات الحرب، وعندما قرّر أخو العرب ، " جورج بوش " ، احتلال العراق بحثاً عن خُزعبلاته ، و وساوسه ، بوجود أسلحة الدّمار الشّامل ، فإنّ وطني الأردن ، كان أوّل من احتضن الإخوة العراقيين ، الفّارين من مآسي الحرب الأمريكيّة ، والصراعات الطّائفيّة  .

 
    واستمرّ الأردن في موقفه الإنساني ، واليوم ها هو يحتضن الإخوة السوريين، رغم شحّ موارده ، وأنّاته من حُمّى الأزمة الإقتصاديّة ، والمديونيّة ، لكنّه مع ذلك يُصّر على القيام بواجبه الإنساني ، تجاه كل من يأوي إليه .
 
    الغريب في الأمر ، أنّ وطني الصّغير ، رغم كل ويلاته ، إلّا أنّه يُصّر على أن يتحمّل واجبه الإنساني ، والأغرب من ذلك ، أن ترى أصنام بلاد العُربِ أوطاني ، لا تُحرّك ساكناً تجاه تحمّل واجبها الإنساني ، حريّ بهم أن يدفعوا الملايين الّتي ينفقونها من أجل أنجلينا جولي ، أو ليبكوا على أطلال  ذكرى أم كلثوم ، لمن سيموتون جوعاً ، وبرداً ، حريّ بهم ان يدفعوها ، لتساند وطني الصّغير ، الّذي ما عاد قادراً على كتمان أنّاته ، أرجوكم إرحموا وطني الصّغير ، فالظّغط لن يولّد إلّا الإنفجار .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد