قصة إنسان

mainThumb

06-11-2012 10:44 AM

 كان ياما كان … في زمن من الأزمان ... كائن حي يُسمى الإنسان ... كان هذا الإنسان يعيش كباقي الجيران ، عنده أُسرته الصغيرة ، ودخله المتواضع ، إلّا أن هذا الإنسان ، كان راضي وقنعان .

 
   في الصباح ، يعلو صوته على إبنه أحمد ، لأنه نسي كيس القمامة عند أول الحي فاستاء الجيران لرائحته ، ولأن أبو أحمد إنسان فهمان ، وعلى مصلحة غيره غيران عاقب أحمد أشدّ عقاب .
 
    بدأ أبو أحمد يحصل على ترقيات وعلاوات بسبب تفانيه في العمل ومحبّة الناس له ، وجاء ذلك اليوم الذي أصبح فيه وزيراً ... و مرّت الأيام ... وبدأ أبو أحمد يتغيّر على الأهل والجيران ، فما عاد أبو أحمد ، يرد السلام الذي كان يبادر به الجيران ... ما عاد أبو أحمد ذلك المتفاني المتمسك بمبادئه ، أصبح أبو أحمد يسير خلف بريق المال ، أبو أحمد لم يعد ذلك الغيور على مصلحة وطنه ، أصبح همّه الأوّل والأخير المال والكرسي .
 
   تغيّر أبو أحمد في جوهره ومظهره ، ففي كل يوم بدلة يلبسها لمرة ولا يعود لها في أُخرى ، وحذائه اللامع بعد بعد أن كان ذو حذاء عتيق ذهب لمعانه لكثرة استعماله على جسد أحمد .. دارت الأيام ... ورجع أبو أحمد إلى الحي والمنزل القديم ، بعد أن أفلس وطُرد من منصبه ... يتسائل أبو أحمد في نفسه : " مال الدنيا تغيّرت ..؟ " ... "شو مال الناس ما بترد السلام ..؟! " وكأنّه لا يدري من الذي تغير..دنيا دوّارة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد