صحيفة السوسنة الأردنية

   شو بعد التخرج يا نرمين ..؟! وجّه أحدهم هذا السؤال لي ... اكتفيت بابتسامة ساخرة،  وأجبت في قرارة نفسي ... أكيد أكيد أمي رح تبروز الشهادة وتعلقها على الواجهة في غرفة الضيوف ؛ عشان الكل يعرف إنه في البيت في خريج جامعي ...! الحيط المكان الوحيد الذي ستجد الشهادة لها مكاناً عليه .. رجوت والدتي مراراً ، أنّه لا داعي لأن تبقى هذه الشهادة على الحيط " كمسمار جحا " لأنها تقلّب علّي المواجع التي أفرض على نفسي نسيانها .

 

   ماذا بعد التخرّج ..؟! أُجيب ساخرة من نفسي ...يمكن كنترول باص على خط رغدان ، مثل ابن أم أحمد ، إلّي معاه بكالوريوس اقتصاد .. أو يمكن أصير أشهر صاحبة بسطة خضرة أو بالة ، في سوق السبت الشعبي ، مثل أسعد خريّج المحاسبة ... أو يمكن الأحسن من هذا كلّه.. أتعلّم صنعة .. يعني على سبيل المثال .. مكانيكي سيّارات ، مثل البش مهندس علي ابن سلفة بنت خالة أميّ..علي كان معاه بكالوريوس هندسة كيماويّة ..وكان مصير شهادته على الحيط كمان .. وحالياً علي أشهر مكانيكي في نزول المصدار ... أو يمكن أفتح حضانة أطفال في الدار ، مع إنّي ما ليش خُلق على الواع والويع ..مثل سُهاد بنت الجيران ... سُهاد معها بكالوريوس هندسة كتاكيت عفواً رياض أطفال .

 

آخ آآخ آخ ... !! لسّا باقي ست شهور على التخرّج ، يعني لسّا باقي وقت للبحث عن فرصة عمل ، على أحد الإشارات ...أو في أحد الأسواق الشعبية ... أو على بسطة متنقلة هرباً من كبسات الحكومة .