فوز أوباما يقوّي أخصام نتنياهو

mainThumb

11-11-2012 10:57 AM

 تلقيت اخيراً رسالة الكترونية (email) من متابع اميركي  للاوضاع في الشرق الاوسط ولعلاقة بلاده بتطوراتها، وهو للمناسبة ينتمي الى الحزب الجمهوري، تضمنت تعليقه على نتائج الانتخابات الرئاسية الاخيرة في بلاده. قال في بدايتها "انا لا ازال جمهورياً في قلبي. لكن كان عليّ ان ابتعد عن الحزب الجمهوري لأسباب ثلاثة. أولها ابتعاده عن المعتدلين الجمهوريين وإبعادهم مثل كولن باول العسكري الكبير السابق ووزير الخارجية في الولاية الاولى للرئيس جورج بوش الابن. وثانيها إضاعته روحه، وافتقاره الى "اجندا" اجتماعية تساعد الفقراء والأقل حظاً في المجتمع الاميركي. وثالثها اقترابه كثيراً بتصرفاته وسلوكه من رعاة البقر (Cow Boys) وتحوّله الى الفردية. وهي صفات موجودة اساساً عند البروتستانت البيض في اميركا الذين صار الحزب يمثّلهم اليوم.

ماذا قال المتابع الاميركي نفسه عن آثار نتائج الانتخابات الرئاسية على المنطقة؟
 
قال ان اليهود الاميركيين لم يتخلوا عن الرئيس اوباما. إذ رغم "الارتداد" عند بعضهم فان غالبيتهم التي تمثّل 69 في المئة صوّتت له. ويعني ذلك ان خسارة رومني الجمهوري الذي أيّده بنيامين نتنياهو ستساعد حزب العمل واليسار عموماً في اسرائيل، وخصوصاً انها على بعد اشهر قليلة من انتخابات عامة "مبكرة". وبذلك تكون غالبية اليهود الاميركيين ارادت توجيه رسالة الى نتنياهو انها تدعم سياسة اوباما وتحديداً المتعلقة بالجمهورية الاسلامية الايرانية، وانها تريد ان تعطي المفاوضات والعقوبات الوقت الذي تحتاج اليه لحل المشكلة المزمنة بين واشنطن وطهران "الملالي"، وذلك قبل اللجوء الى الخيار العسكري المباشر غير البرّي طبعاً.
 
ماذا عن اميركا التي تكشف عنها إعادة انتخاب اوباما رئيساً لولاية ثانية؟
 
قال عن موضوع السؤال ان تصويت 60 في المئة من الاميركيين البيض للمرشح الجمهوري ميت رومني يثير قلقاً كبيراً على مستقبل هذا الحزب. فعدد المواطنين البيض في اميركا يستمر في الانخفاض وإن تدريجاً. ومن شأن ذلك تحويل الحزب الجمهوري حزب اقلية، وخصوصاً اذا عجزت قياداته عن الوصول الى الاميركيين من اصول لاتينية (اميركا الوسطى والجنوبية)، ومن اصول اسيوية، ومن اصول افريقية. وإذا عجز عن التواصل مع نساء اميركا وفقرائها. واضاف ان هناك شيئاً أكثر أهمية من الارقام والنسب التي تدل على تضاؤل وجود الجمهوريين عند الاميركيين المذكورين اعلاه، هو ان ثقافة راعي البقر (Cow Boy) وهي للمناسبة بروتستانية في صورة اساسية، مبنية على الفردية وعلى الاحادية ولا تهتم بالجماعة او بالمجموعة او بالمجتمع، ولا تمتلك مخططاً لمعالجة المشكلات الاجتماعية او لا تهتم بامتلاك اجندة من هذا النوع. وتابع: راعي البقر يبقى راعي بقر، ويسوّي مشكلاته أو يحلّها في سرعة بسحبه مسدسه وإطلاق النار على خصمه. اما الاقليات المشار اليها اعلاه فتمتلك خلفيات اجتماعية مختلفة تماماً عن خلفيات "الاقلية" البيضاء الجمهورية. فهي تؤمن بالجماعة والعمل الجماعي وتحبّذ الاهتمام بالفقراء وبالعائلات وباعضائها المحتاجين الى الرعاية. والرئيس اوباما يشارك الاقليات المذكورة قِيَمها.
 
في نهاية رسالته الالكترونية (email) عاد المتابع الاميركي نفسه الى المنطقة في ضوء إعادة ترئيس اوباما لاميركا فقال: اعتقد ان الرئيس سيستمر في محاولة معالجة مشكلاتها وأزماتها وفي مقدمها ايران الاسلامية بالوسائل السلمية أي بالتفاوض والعقوبات، وذلك حتى يصل في النهاية اي في الوقت المناسب الى اقتناع تام بأنه لا مفر من اعتماد الوسيلة العسكرية. واقتناع كهذا ستدعمه الاقليات الاميركية او التحالف غير الرسمي الذي يجمعها، بما في ذلك الاقلية البيضاء (40 في المئة) التي صوتت له. انطلاقاً من ذلك اعتقد ان المنطقة (الشرق الاوسط) ستبقى مضطربة. لكنني لا اتوقع عملاً عسكرياً قبل الربيع المقبل او اوائل الصيف الذي يليه. وآمل ان يفهم الايرانيون ان الوقت يركض في سرعة ويكاد ان ينفد. طبعاً لا يعني ذلك ان نتنياهو قد يمنعه اي شيء من التصرف كراعي بقر، وتالياً عن تنفيذ ضربة عسكرية آحادية لإيران. وسيُغضِب ذلك اميركا ورئيسها اوباما طبعاً لأنها لا توافق على عمله، ولأنها ستكون مضطرة في الوقت نفسه الى المسارعة لمساعدته. وبذلك ستجد نفسها في حرب اخرى هي التي انهت حربها في العراق، وتعمل لإنهاء حربها في افغانستان، ولا تريد ان ترى نفسها متورطة في حرب ثالثة وإن من أجل قضية عادلة (سوريا مثلاُ).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد