لعبة ولاد صغار

mainThumb

27-12-2012 03:37 PM

ولاد حارتنا من جديد ... نظراً لما يسمعونه ويُشاهدونه في الشارع الأُردني ؛ أصبحوا يُمثّلون أدوار المرشحين ويلعبون لعبة الإنتخابات " انتخابات برلمان حارتنا " .
لأنه وحسب عُرف الحارات من يمتلك " الفطبول " يتزعم فيلق ولاد حارته ،علي كان يقود فريق حارتنا ، ويُمثل الدائرة الإنتخابية عن حارتنا .. طبعاً لأنه من يمتلك الفطبول... وعن الحارة التي تُجاورنا ...عصام يقود فيلق حارته ... كمان لإنه يمتلك الفطبول .. بنت أبو أحمد "سعدة" آخر العنقود... على الكوتا النسائية ... سعدة تقود شلة بنات الحارة يمكن لإنها تمتلك الحبلة التي لا تسمح إلّا لقلائل اللعب بها .... الغريب في عُرف الحارات إنه من يمتلك الفطبول يقود الآخرين ، حتى لو كانوا رجليه الثنتين شمّاليّات ، ولا يعرف فنون اللعب بالكرة ... ويتسمّر باقي أولاد الحارة كالمساكين أمام صاحب الفطبول الذي يكون "نافش" ريشه عليهم ... ويبدأ صاحب الفطبول باختيار اللعيبة الذين سيكونون معه في الفريق بناءً على القرابة .. الوسامة ... وممكن الضخامة ... ويستبعد " الخيخة " من فريقه ..؟! وكذا الحال في وطني من يمتلك المال سيشتري مقعداً حتى لو لم يكن يمتلك الكفائة ليمثل الشعب ... المهم .. كل واحد من " المفاعيص " الثلاثة .. علي ، عصام وسعدة راح يتخذّ زاوية في الحيّ ، ويحشد الحشود ويُعلن عن استعداداته للحصول على أعلى نسبة أصوات ... سعدة أعلنت في بيانها الإنتخابي أنها ستقوم ببناء " درع صاروخي " ؛ لحماية بنات الحارة من " دفاشة " ولاد الحيّ ، ولن تسمح لأي ولد أن يضرب أي بنت من بنات الحارة ... علي يقول إنه الأكفء ، وسيقود فريق حارته ويتغلّب على فريق عصام .... أمّا عصام فقد ردّ في بيانه الإنتخابي ، أنه سيوقع هزيمة نكراء في فريق علي بالإضافة إلى أنّه سيعمل " زعيم " ولن يسمح لأي ولد غريب يعتب باب حارته .
   كل واحد منهم راح يرفع لافتاته وشعاراته ، ويتبع مُختلف الأساليب حتى لو كانت ملتوية ، للحصول على أعلى نسبة أصوات ... سعدة تحاول أن ترشي بنات الحارة وتشتري أصواتهنّ مقابل اللعب في الحبلة مجاناً علماً أنها كانت ترفض مشاركتهن اللعب سابقاً ...عصام عرض على الأولاد الذين كان يمنعهم من اللعب في فريقه سابقاً لإنهم " خيخة" يعرض عليهم الدخول إلى فريقه وأخذ المواقع الحساسة مقابل أصواتهم أيضاً ... " نص نصيص" علي .. استقبل ولاد الحارة المجاورة عنده على البلاستيشن علماً أنه كان يرفض الإحتكاك بهم سابقا لإنهم من خارج حارته ... سياسة جديدة لإستقطاب الأصوات من خارج دائرته عفواً حارته  وبعد يوم مليء وحافل بالمشاكسات الصبيانية ... إنتهت لعبة " الإنتخابات " الغريب في الموضوع أن أحد الأطفال الثلاثة لم يتبنى في برنامجه الإنتخابي حملة لتنظيف الحارة أو مساعدة كبار السن ... كان كل همّهم الفوز بمقعد في برلمان الحارة إنتهت لعبة الاولاد الصغار ... لكن السؤال الذي يدور في نفسي الآن .... لعبة الكبار " الإنتخابات النيابية " هل ستأخذ حارة  الوطن بأم عينها ، أم أنها ستكون كـــ " لعبة الصغار " ..؟!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد