طعام الفم

mainThumb

21-01-2013 09:05 PM

 حاولت جاهداً أن أبقى بعيداً عن العرس الانتخابي ، وأبقى متفرجاً ذا نية طيبة ، ومنتخباً ذا صدق وطني ، ولكن ما أنتجته الأيام من معلومات تسيء إلى هذا العرس الوطني ، دفعني أن أتحدث ، وأن أكون على قدر المسؤولية التي أُحمـّلها لنفسي .

 
 بداية ، وأنا في موقع المتفرج ،صاحب النية الطيبة ، كنت أقول : بارك الله برجال ، ونساء الوطن النشامى ، والنشميات الذين سوف ينذرون أنفسهم من أجل خدمة الوطن ، وكنت أراهم يدقون على صدورهم وكأنهم يقولون : الوطن أمانة عندي ، لا تخشوا شيئاً ، أنا خادم الوطن الأمين على مصالحه ، وعلى أحلامه ، وأمانيه ، لم أكن وقتها ساذجاً ، ولكن طيباً ، وكم فرحت بهؤلاء الذين سوف يضحون بالغالي والرخيص من أجل الوطن ولكن ...
 
 مع الأيام ، ومع مرور الوقت ، بدأت اللجان المختصة بمراقبة النزاهة ، والشفافية عند المرشحين تكتشف العجب العُجاب ، فقد أحالت هذه اللجان مجموعه من المرشحين إلى دائرة الفساد لاستخدامها المال السياسي ، وبالعربي الفصيح ( الرشاوي ) وشراء الأصوات ، والذمم ، والنفوس ، والذين اكتشفتهم اللجان لا يمثلون كل الفاسدين من المرشحين ، فهناك من اكتشفتهم اللجان ، وهناك من ينتظر ، وهناك من لا تستطيع اللجان كشفهم لاحترافهم بدفع الرشاوي . 
 
وهناك صور كثيرة لم تكن ضمن بند اللجان لمحاسبة المرشح على فساده، أهمها نصب الخيم الخمس نجوم ، وتوفير الغداء ، والعشاء ، والحلويات يومياً ، فهل هذه حقيقة ضيافة خالية من الشوائب ؟ هل كنت ساذجاً عندما فكرتُ بالنشامى والنشميات بأنهم صادقون ؟؟ وكيف سأصدق من ينجح بأنه سوف يخدم الوطن وهو الذي دفع ثمن منصبه أكثر من مئة ألف دينار ضيافة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد