إخوان الدم والخراب

mainThumb

28-01-2013 01:21 PM

 بالدم تحاول جماعة الاخوان المسلمين تثبيت حكمها لمصر, وبالدم وأشلاء الضحايا أبحرت سفينتها من بورسعيد لتجول شوارع المدن المصرية حاصدة المزيد من القتلى حيث تضرب قبضات احتكار السلطة أبواب الحرب الاهلية بقوة مرددة قول معمر القذافي في مواجهة الثورة الشعبية في فبراير عام 2011 :" انا او الحرب الاهلية", وفيما صدقت مقولته وأدخل ليبيا دهليز الخراب والقتل والدمار, الا أنه خسر سلطته وحياته وقتل أولاده وتفرق ما تبقى من أسرته أيدي سبأ, وهو الدرس الذي كان يجب ان يتعلمه الرئيس المصري محمد مرسي ومن خلفه مرشد جماعته أقله لحفظ ماء الوجه اذا كان لدى قادة تلك الجماعة ماء وجه وطني وديني يغلّ يدها عن الامعان في القتل والقمع تمسكا بالسلطة, لكن يبدو ان الديكتاتورية تعمي البصر والبصيرة, وتمنع المصاب بمرضها التعلم من العبر. 

ليس غريبا على تلك الجماعة الآخذة من النموذج الايراني مثلا أعلى لها ان تقيم سلطتها على القتل والدم, فعندما يقول خليفة محمد مرسي في رئاسة حزب العدالة والتنمية ان:" الثورة الايرانية مصدر إلهام الربيع العربي", عندها لا يعود مستغربا كل ما يفعله الاخوان المسلمون في مصر, لان "الخفافيش" على أشكالها تقع, واذا كان نظام الملالي الذي أقام سلطته على المجازر والقتل والسجون والتجويع طوال العقود الماضية مصدر إلهام لحكام مصر الحاليين, فهذا يعني أننا نقرأ في كتاب دموي مقيت مستقبل أرض الكنانة, وهو الكتاب نفسه الذي على جميع العرب التمعن في كل كلمة فيه, حتى لا ترسم خريطة الشرق الاوسط الجديد بدم أولادهم وفق مزاج المخرج الاميركي الذي اختار جماعة "الاخوان" لتأدية دور البطولة في فيلم رعب وخراب حبكت الادارة الاميركية السيناريو له لمنطقتنا. 
 
ليست السفينة المصرية وحدها مبحرة في بحر الدم هذا, فها هي تونس تغرق في ذلك البحر, وما يجري في ليبيا لا يحتاج الى توضيح, واذا كان الحكم الاردني عرف كيف يقضي على المؤامرة في مهدها, فان الامارات أحبطتها قبل ان تخرج فصولها من الاذهان المريضة الى الواقع, لكن كل ذلك ليس نهاية المطاف, فاذا نجحت جماعة الاخوان المسلمين في إفلات غول طمعها في السلطة فلن يروي عروقه, حينذاك, الدم المصري فحسب, بل سيصبح العالم العربي لقمة سائغة له. 
 
مصر اليوم في عامها الثاني من الثورة تندب لحظة مغامرة جعلتها تحت قبضة من عاشوا ثمانين عاما على الانتقام والاغتيال والتفجير والتخريب والكذب, وربما أيقنت اليوم ان تحذيرات الرئيس السابق حسني مبارك من تلك الجماعة كانت صادرة من ضمير وطني حي. 
 
واذا كنا نصلي ليلا ونهارا كي لا تصبح مصر صومالا آخر, فاننا نطلب من الكويتيين جميعا ان ينعموا النظر في مواقف أذناب جماعة الاخوان المسلمين لدينا, ويدركوا ماذا يعني تسويغهم قتل الابرياء المصريين الذين رفضوا حكم المرشد, وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما تصدت قوات الأمن لتظاهراتهم غير المرخصة لأنهم يسعون عبر الفوضى والانقلاب والدم الى السلطة, وليسوا سعاة إصلاح كما يدِّلسون على الشعب.
 
* السياسة الكويتية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد