طيب الكرم وطيب النصب

mainThumb

03-06-2013 02:05 PM

يحكي إن هناك قبيلة تسكن في بلاد الشام والحجاز قبل مئات السنيين وهي عشيرة الجربا وكانت تتنقل في الصيف والشتاء في مناطق توفر الماء والربيع وكان لهم شيخأ اسمه (الشيخ أجود الجربا رحمه الله ) وهو من أجود العرب وأنبلهم طيبا وكرما وحسن الخلق وكان العرب كلما ذهب منهم احد بالصحراء من اجل إيجاد الماء أو الرحيل أو إيه غاية أخري إلا وان يمرون علي الشيخ أجود الجربا لكرمه  وجوده والشيخ أجود لايمكن إن يأتيه ضيف إلا وان يقيم عنده ثلاثة أيام من الضيافة ومعروف لدي القبائل ان أجود الجربا  أكرمهم في ذلك الزمان.

وهناك وفي قبيلة أخري كان شخص يدعي المشيخيه ويباهي بنفسه من كثر ماله وهو ( اجرد ) وهذه يختلف تماما عن الشيخ أجود  حيث لا يقدم الطعام ولا الشراب إلا لمصلحه أو غاية وفي يوم من الأيام جاء احد الشيوخ من قبيلة أخري يبحث عن أجود الجربا في قبيلة اجرد ولم يجده وقال له اجرد ماذا تريد به فقال سمعت العرب به وبكرمه وانأ أريده من اجل ضيافته والتعرف عليه عن قرب فغضب اجرد لأنه ليس له من الصيت يذكر فاستشاط غضبا وقال للضيف ان الشيخ أجود الجربا طيبه طيب نصب وآسرها في نفسه حتى لقاء أجود الجربا وبعد أيام وصل الشيخ الضيف آلي مضارب الشيخ أجود الجربا واستضاف عنده ثلاثة أيام وبعده قال له بعد عرف الحقيقة  ان الشيخ اجرد يقول عنك ان طيبك وكرمك هو نصب .

وباليوم التالي رحل الشيخ أجود الجربا بثوب بالي وابنته الجميلة وزجته العجوز ببيت مقطع وراسين من الماعز وابلغ من وراءه انه غائب لمدة ويعود لأمر هام وسكن بالقرب من مضارب الشيخ اجرد وقال لابنته الحسناء انثري شعرك وضعي العود والعطر والكحلة لأنني عازم علي كشف حقيقة هذا الشيخ وهو اجرد وان اعرفه انه طيبه طيب نصب ووضع علي نفسه السواد حتي لا يعرفه احد .

وفي المساء نظر الشيخ اجرد الي إطراف القبيلة ونظر الي بيت بالي وسأل عنه وقالوا له انه إعرابي وفقير الحال ويبحث عن الماء والطعام وليس له احد ولم يكترث الشيخ اجرد لهذا الكلام وباليوم الرابع وهو يتجول بإطراف القبيلة شاهد فتاة جميلة جدأ وبالشعر الطويل حتي الخاصرة وبالعيون السوداء المكحلة وبالوجه مثل البدر الساطع وسألها من أنت  لم أراكي من قبل فقالت إنني إنا وأبى وأمي العجوزين جئنا إليكم منذ أربعة أيام ولم يلتفت لنا احد وعندما رآها جيدا ذهب مسرعا الي بيته وأمر بذبح ثلاثة من الغنم اكرامأ لهذه الفتاة التي سحرته   وبتبدل بيتهم ببيت أخر جديد وأرسل إليهم الماء واللبن  وعند العشاء جاء الشيخ أجود متخفيا بلباس عجوز فقير وثياب بالية واعتذر عن حضور أهله بين النسوة وأمر الشيخ اجرد بإرسال الطعام من اللحم الخالص الي بيت العجوز وبالليل قال الشيخ أجود لابنته وزوجته أحفظي اللحم بالجف أي الوعاء الكبير الذي يوضع فيه اللبن وباليوم الثاني والثالث والرابع قدم الشيخ اجرد مثل ما قدم باليوم الأول كل ذلك من اجل هذه الفتاة التي أذهلته وسحرته وبالليل رحل الشيخ أجود  وبعيدا عن الانظار وعاد الي قبيلته ومعه أربعه أكياس من اللحم .

وبالصباح أرسل الشيخ أجود الجربا فرسانا الي جميع الشيوخ ووجهاء العرب وقاضي العرب ومن بين المدعوين الشيخ اجرد   وأمر ان يأتوه عند ما يكون الهلال بدرا أي موعدا لايختلف عليه احد .

وعندما اكتمل الحضور وقف الشيخ أجود الجربا ومجهزا وليمه غداء للضيوف وقال :

أسألكم بالله العظيم وبرسوله الكريم انها أربعة أكياس من اللحم هذه طيب نصب والأكرم فرد الجميع واجمعوا ان كانت لجماعة كثيرة فهي طيب كرم وان كانت لشخص وشخصين فهي والله طيب نصب فجلس الشيخ أجود الجرباء إمام القاضي وقص عليه قصة الضيف وقصة سفره الي مضارب الشيخ اجرد وطلب من الحق وفجأة قام الشيخ اجرد بالتدخل لأحد الشيوخ وقال له أنا بوجهك ياشيخ وانا اقعد للحق وفعلا اعتذر واستهزأ به امام الجميع وظهر طيب الكرم بوليمة للجميع وتعهد اجرد الجرباء ان لا يذكر الشيخ أجود الا بالخير ولا يحاول ان يجعل من نفسه شيخأ وهو معروف بالنصب والخداع من اجل النساء ورحم الله الشيخ أجود ومن معه ...؟؟؟؟؟

وهنا استنتج من هذه القصة الحقيقة ما يلي :

1.    كم موجود ألان مثل اجرد .

2.    قليل ألان من أمثال الشيخ أجود الجربا

3.    هل تقدم ألان المساعدات والعون للناس طيب كرم وجود إما نصب واحتيال

4.    لاحظوا كيف ان اجرد اعترف فورا بذنبه وتتدخل علي الشيوخ لأنه يعرف نفسه جيدا واليوم أول ما يقول السارق انا برئ والله  ياسيدي وبعد أشهر يطلع حرامي

5.    لاحظوا حكمة الشيخ بالتصرف والتأكد من صحة المعلومة واثر بنفسه وأهله بالتعب والسفر من اجل ان لايظلم احد.

6.    لاحظوا كيف اجتمع الجميع باكتمال البدر وهذه التاريخ والزمان موجود بالسماء لايحتاج الي  تحديد ساعة أو  يوم واليوم 100 فاكس و100 رسالة و100 اتصال و100 سيارة ومشوار وبالصورة والصوت ولا احد يستطيع الجواب .

واترك لكم التعليق واعتذر عن التفصيل بالدقة للقصة لان الكثير من القراء يجهل إحداث الأمس فلا بد من المعرفة والمعرفة كنز لا يفني ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد