الإتقان في ذكر من أسمه هرماس من العربان

mainThumb

06-06-2013 01:51 PM

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد :

لقد أحببت أن أجمع ما وقعت عليه ممن أسمه ( هرماس ) من قبائل العرب ، وأتكلم على أنسابهم وأوضح بعض المسائل المبهمة التي قد يقع فيها الإشكال ، وقد جعلت مقالتي على الأقسام التالية :

1ـ معنى هرماس .

2ـ من أسمه هرماس من الصحابة الكرام ورواة الحديث.

3ـ من أسمه هرماس من شيوخ القبائل العربية .


وأسأل الله أن يوفقنا لكل خير .


باب 1ـ ( معنى هرماس ) .


قال ابن منظور في ( لسان العرب ) (2/342) : (هرمس : الهرماس : من أسماء الأسد ، وقيل : هو الشديد من السباع ... ).


باب 2ـ ( من أسمه هرماس من الصحابة الكرام ورواة الحديث ) .


1ـ هرماس بن زياد بن مالك بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن غنم بن قُتيبة الباهلي ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ .


ذكره ابونعيم الأصفهاني ( معرفة الصحابة ) (5/342) والطبراني في ( الكبير ) (11/112) وابن عبدالبر في ( الاستيعاب ) (2/411) وابن الأثير ( أسد الغاب ) ( 3/1649) وغيرهم .


2ـ هرماس بن حبيب العنبري .


قال الرازي في ( الجرح والتعديل ) (11/118) : ( هرماس بن حبيب العنبري روى عن أبيه عن جده ولجده صحبة ...).



باب 3ـ ( من أسمه هرماس من شيوخ القبائل العربية  ) .



هناك بطن من طيء يدعى ( بني هرماس ) ومساكنهم الداروم ، والداروم هي التي تسمى اليوم ( دير البلح ) في جنوب فلسطين  .


قال القلقشندي في ( قلائد الجمان ) ( 24) : ( ومن بني غوث : بنو بهي ، وبنو خولة ، وبنو هرماس ، وبنو عيسى ، وبنو سهيل ، وأرضهم الداروم ) .

قلت : وهذه البطون لها بقية إلى اليوم في تلك البلاد .


وممن أسمه هرماس من شيوخ القبائل العربية .


1ـ هرماس بن مسعود الوحيدي   .


قلت : وهو شيخ قبائل بني عطية ، وكان ولده يستلم الصرة العثمانية ، قال الجزيري في ( الدرر الفرائد ) (2/114) : ( فإني رأيت في يد الشيخ شاهين بن حسين بن نجيعة بن هرماس بن مسعود شيخ بني عطية الوحيدات مربعة قديمة من الملوك السالفة .. ) .


وينسب إليه بئر ابن هرماس الذي في تبوك ، وقد بين ذلك مؤرخ الجزيرة النسابة حمد الجاسر ـ رحمه الله ـ كما في ( مجلة العرب ) ، لا سيما أن الوحيدات لهم هناك معالم باقية إلى اليوم ، تجد التفصيل في هذا في رسالتي ( نسب الترابين وسبب التسمية ) المنشورة على صحيفة الوطن الأردنية .


وقبائل بني عطية القديمة خرجت من تبوك وما حولها وأنتشرت في سيناء وجنوب فلسطين وهم ( الوحيدات ، الترابين ، الرتيمات ، السواركة ، المساعيد ، الأحيوات ، الحويطات ... ) .


وقد ذكر النسابة عبدالقادر الجزيري أهم بطون بني عطية وأبرزهم ، فقال كما في ( الدرر الفرائد ) ( 2/114 ) : وينقسم درك النقب المذكور على أربعة أقسام لأربع بدنات من بني عطية ، فيكون أرباعاً :

الربع الأول : لمشايخ الوحيدات .

والقسم الثاني : لطائفة المساعيد من بني عطية .

والقسم الثالث : لطائفة الرتيمات من بني عطية .

والقسم الرابع : لطائفة الترابين من بني عطية أيضاً ... ) .


ثم ذكر النسابة الجزيري بطون بني عطية الأهم كما في ( 2 / 116 ) : ( وأما بنو عطية فهم طوائف كثيرة ونذكر ما تيسر منهم :  منهم العمارين ..... وإلى أن قال : ومنهم الترابين ...... الخ ) .


فهذه القبائل من أهم بطون بني عطية كـ ( الوحيدات ، الترابين ، الرتيمات ، المساعيد ، العمارين .... الخ )


وقد قام بعض الجهال بالطعن في علم النسابة الجزيري وهذا من فقرهم وجهلهم ، فالنسابة الجزيري من أعلم الناس في هذه القبائل فقد عاشرهم وعرف شيوخهم وميز بين اللفوفة بينهم على مدى نصف قرن ، وقد عد مؤرخ الجزيرة حمد الجاسر ـ رحمه الله ـ الجزيري من أوثق من تكلم على هذه القبائل ، وللأستزادة في هذا ، أنظر رسالتي ( منهج النسابة عبدالقادر الجزيري والرد على جهالات المدعو راشد الأحيوي ) لا سيما أن الجزيري لم ينفرد بهذه المعلومات بل أرشفة ووثائق الدولة العثمانية تبين ذلك كما في دفتر أمير غزة وغيرها من الوثائق وقد ذكرنا جزء منها في ( نسب الترابين وسبب التسمية ) المنشورة على ( صحيفة الوطن )  .


أما قبيلة المعازة فهي فرع من فروع بني عطية ، وهم الذين الآن في تبوك ويعرفون بـ ( المعازة ) فرع من فروع قبيلة بني عطية الكبيرة ، وسوف نتكلم عليهم عند ( هرماس المعازة ) .


وبعض الجهال يظن أن هذه القبائل ( الترابين ، الوحيدات ..... الخ ) تنسب نفسها إلى المعازة !!! وهذه مصيبة كبرى مما يدل على جهلهم المفرط !

فالمعازة فرع من بني عطية القبيلة الأم كما أن هذه القبائل من فروع بني عطية .


وقبيلة الوحيدات شيوخ بني عطية وقد خرجوا مع أبناء عمومتهم الترابين وأنتشروا وتوسع نفوذهم حتى وصل إلى شمال الأردن لا سيما أن هناك ناحية تسمى بـ ( ناحية بني عطية ) وقد كان الشيخ حسن الوحيدي نفوذه واسع في هاتيك البلاد .


وقال الباحث راضي الخوالدة في ( تاريخ قبيلة بني حسن في العصر العثماني ) : (ومن الأحداث الموازية ، الاضمحلال الحاصل لقبيلة الوحيدات التي كانت تسكن حول سيل الزرقاء وإلى الشمال منه حيث تشير المعلومات إلى أن بني حسن حلوا مكانهم تدريجياً ... ) .


وقبيلة بني عطية قبيلة جذامية عريقة ، وهنا وجب التنبيه أن هذه النصوص تتعلق بـ ( وحيدات الترابين ) ولا تخص الوحيدات أبناء ( رباح بن أحمد بن سالم بن بكر الوحيدي الدايمي ) فهم من بني هرماس من طيء ولا يمتوا بصلة إلى وحيدات بني عطية وأبناء عمومتهم الترابين ، وقد بينت هذا في رسالتي ( إثبات الفرق بين وحيدات الترابين و وحيدات الجبارات من حيث النسب ) فأنظرها للفائدة ، ولا يعتمد على تشابه الأسماء في ربط الأنساب .


2ـ هرماس المعازة .

وهو الشيخ هرماس المعازة من شيوخ المعازة من فروع بني عطية .

وقد جاء ذكر ولده ( خليل و سلامة ) في وثيقة ( صرة قلعة جغيمان ) سنة 1190 هـ .

والمعازة هم فرع من بني عطية أنتشروا في مصر وبقي بعضهم في تبوك وشرقي الأردن ويعرفون بـ ( معازة بني عطية ) وهم فرع من القبيلة الأم بني عطية .

وقد كانت أيضاً صرة قلعة جغيمان من بعد ولد هرماس المعازة ، في يد السواركة بني عطية لشيخهم ( صقر بن رفيع ) سنة 1199 هـ ، كما ذكر ذلك الباحث إسماعيل السلامات .


وبعض من يفتقر للمنهج العلمي ويتبع الأوهام ينسب المعازة إحدى فروع بني عطية إلى معاز بن أسد !!! وهذا صدقاً من الغرائب والعجائب ، فلا يوجد من أبناء أسد بن ربيعة ما يسمى ( معاز ) ولا حتى من بطون عنزة أبداً ،  وهذا معروف عند أهل النسب والتاريخ ، وإنما هم معازة فرع من بني عطية الجذامية .

ومن أغرب ما سمعت أن البعض ينسبهم إلى ( عطية العوفي ) المدلس والذي قد جرحه علماء الحديث ولا يقبلوا حديثه إلا إذا صرح لكثرة تدليسه ، وهناك أيضاً بعض الجهال ينسبون الترابين إلى عطية العوفي أيضاً .

وهذا من الجهل المدقع عند البعض من هؤلاء  ، فالعوفي مدلس ولا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالتحديث .

قال يحي بن معين عن عطية العوفي كما في ( سؤلات ابن الجنيد ) ( 20) : ( كان ضعيف في القضاء ، ضعيفاً في الحديث ) .
وذكر العقيلي في ( الضعفاء ) ( 166) : ( قال سالم المرادي : كان عطية العوفي يتشيع ) .

قال الإمام أحمد بن حنبل عن عطية العوفي ( هو ضعيف الحديث ) كما ذكر ذلك العسقلاني في ( التهذيب ) ( 7/201) ..

لا سيما لو سلمنا جدلاً لقولهم ، فإن العوفي كوفي وعقبه هناك ، وليس لهم في بلاد الشام والحجاز حوش ، وأيضاً فمن المحال أن يخرج منه قبائل عاربة كبيرة جاء ذكرها قبل القرن التاسع .

ولهذا فإن تلك الأقوال لا يلتفت إليها أهل العلم إنما هي أقوال على منهج ( أكلوني البراغيث )  فإن المعازة هم فرع من بني عطية من جذام ، وقبيلة بني عطية الأم خرج منها بطون كثيرة من أشهرها وأبرزها ( الوحيدات ، الترابين ، المساعيد ، الرتيمات .. وغيرم ) .


3ـ هرماس بن عشيش الترباني .


من شيوخ الترابين في القرن الحادي عشر للهجرة ، جاء ذكره في ( وثائق دير سانت كترين ) وقد قام بتحقيق جزء من هذه الوثائق التي تتعلق بقبيلة الترابين الأخ أبو تركي شريف الترباني .

جاء في ( وثائق الدير ) ( ص 102 ) : ( حضر إلى مصر البدوي هرماس بن عشيش الترباني ، وأخذ غفرته من يد الراهب يونس قبض فضة عشرين وأخذ قصبتين مصري وشاش غزاوي وطاقية وذلك عن سنة ألف وثمانين شهر ذي الحجة ، شهد زايد بن لامي ، شهد سلامة بن جهامة ، شهد عطية بن سويلم ) .

قلت : هرماس بن عشيش من قبيلة الترابين من بني عطية من جذام ، ومن نسله الشاعر عنيز أبو سالم الترباني كما بين ذلك الأخ أبوتركي شريف الترباني ، حيث قال الشاعر عنيز :

واختم قصيدي قايل لكم ترى أنا

سُكانة القردود من عقب هرماس


وحتى أن الشاعر عنيز قد سمى ابنه ( عشيش ) وفاء لاجداده ، كما قال يوصي ابنه عشيش :

يا عشيش لك عندي وصاة مقيمة

وصية اللي جرب المر يا عشيش


وأما الأسماء التي جاء ذكرها في الوثيقة ( زايد ابن لامي وسلامة بن جهامة )  فابن لامي من الحسابلة الترابين وهو زايد بن لامي بن مطاوع بن سالم أبو زوير ، وأما سلامة بن جهامة فهو من الجهامات من بطون النبعات أبناء نبع .


وقبيلة الترابين كما بينا آنفاً هم من أهم بطون بني عطية ، لا سيما أنهم يعرفون عند كل القبائل بأبناء ( عطية ) وفيه يقول شاعر سيناء :

على الشرف خلن عطية

والنعام واللي تلاه

والشرف هي اللتي تعرف بشرفة بني عطية ، وهذا مما يجعل المرء يجزم بأن قبيلة الترابين عطوية جذامية  ، لا سيما أن أرشفة الدولة العثمانية تذكرهم من بطون بني عطية كما في دفتر أمير غزة وغيرها من الوثائق التي ذكرنا جزء منها في رسالتي ( نسب الترابين وسبب التسمية ) وتسمية الترابين جاءت نسبة إلى ( وادي تربان ) بالقرب من العقبة كما ذكر ذلك الأب مرمركي الدومنكي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد