شالوم كيري

mainThumb

20-07-2013 10:28 PM

 بداية لا بد من التأكيد على أن كلمة سلام أو "شالوم "غير موجودة في القاموس العبري إن صح التعبير ،بمعنى أنها كلمة زائدة لكنها ضرورية  للتداول الإعلامي و"لخم" المسؤولين  الأمريكيين على وجه الخصوص بها ،لإجبارهم ولا أقول لإقناعهم أن إسرائيل تريد السلام مع العرب.

 
لقد شهدنا هذه الأيام مكوكا أمريكيا آخر بعد المكوك " العزيز " هنري كيسنجر، يجوب المنطقة العربية يوما بعد يوم ليملي على مسؤوليها  صفحة السلام الإسرائيلية التي تتصف بوصف واحد فقط وهو الإستسلام لشروط ورغبات إسرائيل النووية ،ولنا أن نتصور حال العرب وليس حال الفلسطينيين فقط وهم لا يمتلكون من أسباب القوة شيئا ،ومع ذلك مطلوب منهم الإستسلام لإسرائيل النووية ،فأي سلام هذا بل أي إستسلام يفوق حد الإنسحاق ؟وما نزال نقول :أمجاد يا عرب أمجاد!
 
 ما جاء به السيناتور جون كيري غير المرغوب به إسرائيليا كوزير للخارجية الأمريكي ،ليس حلا سياسيا ،يعيد أبسط الحقوق لأصحابها ،بل  يرغب بتقديم خبز مسموم وبلا كرامة للشعب الفلسطيني ،فيما يطلق عليه "مجازا" السلام الإقتصادي،تاركا إسرائيل تنعم بالدعم الأمريكي وتتسلح نوويا وتجهز نفسها لضرب إيران ،بينما يبقى العرب قاطبة سلاحهم البعير بلا حتى لجام.
 
التاريخ يعيد نفسه ،هذا وصف لمجريات الأمور هذه الأيام ،وهو الدليل الساطع على أن بقاء إسرائيل قوية حتى يومنا هذا لا يعتمد على قوتها الذاتية بل على حماية الآخرين لها ،والذين هبوا زرافات ووحدانا لنجدتها بعد أن كرر الإتحاد الأوروبي مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية ،بما يعني مواصلة دعوات المقاطعة الغربية لإسرائيل ثقافيا وأكاديميا وفنيا ومحاكمة قادتها السياسيين والعسكريين.
 
 يبدو أن هناك حقيقة غائبة عن بال المسؤولين العرب ،الذين إما صدقوا أن إسرائيل راغبة بالسلام - وهنا يجب علينا التخاطب بلغة أخرى معهم لأن التجربة مع إسرائيل إمتدت لخمس وستين سنة هي عمر النكبة- أو أنهم يكابرون على حساب الشعب الفلسطيني ومصالحه ومثيره ،أو يغامرون عالمين بدورهم وهنا تكمن المأساة.
 
عموما فإن السلام غير المغلف بالقوة ،إنما هو تفريط بالحقوق وهو إستسلام ،وأن الله لا يحب من يفرط بحقوقه ويستسلم لعدوه وهو قادر على مواجهته وسحقه،بل يحب الله المؤمن القوي العزيز الذي لا يسمح لأحد بالتعدي عليه أو حتى على أي مسلم آخر ولنا في قصة "وامعتصماه " خير دليل ،فالخليفة المعتصم وجه إلى عمورية جيشا له  أول وليس له إلى آخر لنجدة إمرأة مسلمة أهانها علج رومي ،فإستنجدت وصرخت :وامعتصماه !مع أن من روى له القصة تاجر عراقي ،ولم يتحقق من الرواية ولم يطلب عقد قمة إسلامية.
 
 نظريا يجوز لإسرائيل السعي نحو السلام لأنها قوية نووية ،لكن العرب لا يحق لهم التفريط بالحقوق الفلسطينية لأن الوطن العربي في أوهن حالاته،كما يجوز لإيران بعد أن تعلن نفسها رسميا أنها دولة نووية أن تتحدث عن السلام من يناصبونها العداء،أما العرب بوضعهم الحالي فلا يحق لهم التحدث عن السلام ،وإن أجبروا على ذلك فليقولوا أنهم يريدون الإستسلام.
 
أما ما يتوجب قوله للقيادة الفلسطينية ،فإن المطلوب من السيد محمود عباس أن يسدي خدمة للشعب الفلسطيني ،وسيكون بطلا بلا منازع وهي إعلان حل السلطة الفلسطينية وإستقالته من رئاستها ،وتسليم كافة سفراء وقناصل العالم الذين يمثلون بلادهم  لدى السلطة، وبلغاتهم  بيانا  رسميا يؤكد أن السلام وإسرائيل لا يتفقان .
 
عندها سيهب المجتمع الدولي بأسره لفعل شيء ما وربما يتم الضغط على إسرائيل ،كما أن أمريكا ستجد نفسها في ورطة تتطلب منها التحرك الجاد والنظرة لإسرائيل على أنها دولة تحت القانون.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد