حزب الله .. قرار إسرائيلي بقلم أوروبي

mainThumb

25-07-2013 02:54 PM

لسنا بحاجة لإئتلاف سحري يهودي مغربي هندي ، لمعرفة  خفايا ونوايا الإتحاد الأوروبي بدوله الثماني والعشرين ،وقراره القاضي بإعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية ،لمشاركته في القتال الدائر في سوريا دعما للنظام السوري الذي يعد الرئة التي يتنفس منها حزب الله.


جانب الصواب الإتحاد الأوروبي بكامل أعضائه عندما إتخذوا هذا القرار وبالإجماع مع أنها سابقة لأن قرارات الإتحاد الأوروبي لم تشهد إجماعا بهذا الشكل،لكن الأمر عندما تعلق بحزب  الله صار الإجماع لزاما وهنا مربط الفرس.


عندما  نجد انفسنا امام حدث مثل هذا ،علينا تسليط الأضواء الإسرائيلية عليه،وتكثيف الأسئلة المنطقية أولها وأهمها :لماذا هذا القرار وما مصلحة إسرائيل فيه؟


الجواب الذي يقفز دون إستئذان هو أن إسرائيل هي صاحبة المصلحة الأولى والأخيرة في مثل هذا القرار ،ولعل من المفيد أن نتذكر ما حدث قبل أيام وكيف قام رئيس وزراء مستعمرة إسرائيل بيبي نتنياهو بتعنيف زعماء الإتحاد الأوروبي ،الأمر الذي جعلهم يسرعون في إتخاذ قرار جماعي بإدانة الإتحاد الأوروبي  لحزب الله ،ولعل قراره الأخير حول مقاطعة منتجات المستعمرات الإسرائيلية كان ذرا للرماد في العيون.


 ما قام به الإتحاد الأوروبي مغاير للواقع والمنطق وناموس الطبيعة ،إذ أن سوريا اليوم تشهد حربا كونية  ،تشارك فيها كل قوى الظلام العالمية بغض النظرعن اللغة التي يتكلمون فيها،وكان من الأجدر أن يعلن الإتحاد الأوروبي مقاطعة أي دولة ترسل دعما عسكريا ومقاتلين إلى سوريا ،وأن يسعى جاهدا إلى وقف إطلاق النار في سوريا .


الإتحاد الأوروبي ذاته وهو المساهم الكبر في حلف الناتو  تدخل عسكريا في ليبيا للتخلص من القذافي الذي كان ذنبه الوحيد أنه طالب بأموال ليبيا المخزنة في بنوك الغرب.


ما تقشعر له الأبدان  هو أن  هذا التدخل أسند إلى طلب من الجامعة العربية "يرحمها الله" التي باتت تستحق لقب"جامعة الإستسلام العربية"، وبموافقة الأمم المتحدة ،التي خلقت لإلحاق الأذى والضرر بالمستضعفين في الأرض ،وعليها مراجعة ملف مستعمرة إسرائيل  منذ قرار التقسيم حتى يومنا هذا مرورا بقرار  مجلس الأمن رقم 194 التي تعهدت  إسرائيل بعودة اللاجئين الفلسطينيين دون قيد أو شرط ،مقابل قبولها عضوا في الأمم المتحدة.


قرار الإتحاد الأوروبي بحق حزب الله باطل ،لأن وقوف حزب الله إلى جانب النظام في سوريا فرض وواجب وهو دفاع عن الحزب ذاته وعن لبنان  وعن المقاومة التي تحايل عليها الجميع ووضعوها في الثلاجة.


النطق بالحكم الذي يدين الإتحاد الأوروبي في هذا القرار ،هو إنحياز ه إلى الباطل ولو أنه قرر محاسبة ومقاطعة الدول التي تمد سوريا بالمقاتلين والسلاح لقلنا أن الإتحاد الأوروبي عادل ولرفعنا له القبعات إحتراما،لكن ما حدث هو أنه إستهدف حزب الله .


رب ضارة نافعة ،فلعل هذا القرار يرفع الغشاوة عن الذين لا يقرأون الملف السوري على حقيقته ،ولماذا هذا الإستكلاب على سوريا؟


أخطأ حزب الله في تقدير الموقف ،وإكتفى  بالنصر المؤزر الذي حققه على مستعمرة إسرائيل صيف العام 2006 ،وجعل من المقاومة فعل ماض وربما ناقص ،مع أن فعل المقاومة شريف وكامل ومقدس.


أما الجانب الآخر فقد درس تلك  المواجهة التي أبدع فيها حزب الله ،وأعاد خارطة التحالف المقدس الثلاثي بين إيران وسوريا وحزب الله ،وخطط وقدر وكانت النتيجة ما نراه على ارض الواقع في سوريا .


لو ان النظام في سوريا ساوم على علاقته مع حزب الله وإيران ،لوجد من يثبت وجوده في سوريا حتى لو قتل ألف سوري في اليوم ،ولتم منحه لبنان والأردن على طبق من برونز ،لكنه أصر على ثبات هذا التحالف وهذه تحسب له.


لكن الأمور بعد رفض النظام فك عرى التحالف مع إيران وحزب الله جعلت الآخر المتحالف مع الشيطان الرجيم يشعل النار في سوريا التي تحترق أمام أعيننا ونحن نسهم في وهجها وبات حتى سلفيو الأردن القريبون من القدس ،يسافرون إلى تركيا للدخول إلى سوريا للمشاركة في "الجهاد".


أصابع الإتهام  لا نوجهها للإتحاد الأوروبي فقط ،بل هناك جهات ظلامية عربية   تحالفت مع سرائيل وناصبت العداء لكل طرف يتحدث عن المقاومة.


لست فيلسوفا ولا منظرا ،ولكني أقول أكلت يوم اكل الثور الأبيض،وقد تكررت معنا هذه الحكاية كثيرا منذ أن "ثرنا "في وجه العثمانيين وأخرجناهم من ديارنا لنفتح الأبواب أمام بريطانيا وفرنسا اللتان زرعتا مستعمرة إسرائيل في فلسطين وباتت تهيمن على الوطن العربي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد