رسائل داغان المسمومة

mainThumb

01-08-2013 11:18 AM

لن يهدأ لهم بال،أو تستكين لهم نفس مضطربة،إلا إذا رأوا النيران تشتعل في الأردن،عندها سيفرحون ويقولون :ألم نقل لكم ان الملك عبد الله الثاني هو آخر الملوك الهاشميين؟

يا لنكران جميلهم ،ويا لعقليتهم التي تتمنى الشر للقريب قبل البعيد،فهم لا ذمة لهم ولا عهد ،ويا لسوء عاقبة من يرتبط معهم بعهد ،إذ لن يعطوه ولو شروى نقير.

الإسرائيليون معنيون منذ بداية الحراكات العربية بتوجيه الأنظار بين كل حدث وحدث ،إلى الأردن ،ولسان حالهم يقول : متى ستهب النيران في البيدر الأردني لتحرق كل قمحه؟

سمعنا عبارة : أن الملك عبد الله سيكون آخر الملوك الهاشميين في الأردن،وقبلها قالوها عن الراحل الملك حسين،وبعد الحراكات العربية أصبح الأردن في عين العاصفة الإسرائيلية،و"بشر "  نتنياهو في شهر نيسان الماضي مجلس أمنه  المصغر بأن "الأردن سيدخل الفوضى قريبا "،وهذه حالة تشف مقدما ،تنم عن نفسية مريضة مسكونة بالأذى والشر،وبعدها أوحي لعرافة  إسرائيلية أن تقول :أن "الأردن سيدخل في الفوضى في شهر أيار الماضي ،وهنا تكمن حرب الأعصاب او الحرب النفسية كما تسمى في العصر الحديث.

لكن الله سلم ونجا الأردن من الشرور التي عششت في رؤوس الإسرائيليين من نواب ووزراء وكبيرهم الذي علمهم السحر نتنياهو،وها هو شهر أيار ينقضي ويتبعه شهر حزيران إلى الزوال وكذلك شهر تموز ،ونحن ندخل في توقيت شهر آب اللهاب ،وما يزال البيدر الأردني بخيره رغم الصعاب والتعليمات بحجب المساعدات عنه  لكن الأمور بدأت تنفرج.

مآل الحال الأردني وعدم القدرة على زج الأردن في أتون الحرب الأهلية ،أزعج الإسرائيليين كثيرا ،لأنه أثبت وعلى أرض الواقع أن تنبؤاتهم الشريرة ليست واردة التحقيق ،لأنها أضغاث احلام وتخرصات ،وأجزم أنهم كانوا يزودون الأردن بتقارير وهمية عن سوء الأوضاع المرتقبة ويحثون على الضرب بيد من حديد ،حتى لا ينجح الشعب في  إحداث تغيير ،فالنوايا المبيتة كما هي عقلية يهود تحريض الحاكم على المحكوم  ،وتحريض المحكوم على الحاكم ،ليكون لهم موطيء قدم ويقولون أنهم قادرون على توفير الحماية.

بالأمس خرج المسؤولون الإسرائيليون علينا بتحذير الأردن من الجهاديين الإسلاميين في سوريا ،ومن خطر الفلسطينيين في الأردن والقبائل الأردنية على النظام ،ناسين أو متناسين أن الفلسطينيين في الأردن هم أردنيون حريصون على أمن وإستقرار البلد ،وأن القبائل الأردنية هي درع النظام  في الأردن ،وأن المطالبة بالإصلاح لا تعني شطب النظام كما يحلو لإسرائيل أن تتهيأ.

وبالأمس  أيضا خرج علينا رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق/ الضيف شبه الدائم على العديد من العواصم العربية المؤثرة ،والتي كان يتصل بأصدقائه من المطار ليأخذوه حسب ما صرح ذات يوم وهو مائير داغان،خرج علينا بمجموعة رسائل وبطبيعة الحال كان للأردن نصيب الغضنفر منها وأولها أن  الأردن مستقر وسيبقى إلى حد بعيد مستقرا ،لأن الهاشميين  أحكموا السيطرة على البلد.

كلام ظاهره الطيب لكن باطنه السم الزعاف،وهذه رسالة مسمومة ومفخخة  للحراكات الأردنية التي ما تزال تطالب بالإصلاح  الذي لا يرفضه جلالة الملك عبد  الله الثاني شخصيا ،لكن الحرس القديم يضع العصي في الدواليب.

داغان في هذه الرسالة يمثل اليهودي العتيق الذي يسعى لإشعال النار ولو بنظرة من عينية ،فلغة العيون لها مفعولها ، وها هو داغان الذي يحفظ كافة ملفاتنا عن ظهر قلب يحرض الأردن على نفسه ،فأي عقلية هذه؟

الرسالة  المسمومة الثانية  وردت على شكل مفخخة جاءت في توقيتها الصحيح وهي أنه يرفض المفاوضات الفلسطينية –الإسرائيلية المباشرة التي يحتضنها الصهيو-أمريكي مارتن إنديك في واشنطن ،وطالب بمفاوضات سرية عربية –إسرائيلية تحت مظلة جامعة الدول العربية للضغط على الفلسطينيين ،كما أنه يتهم الدول العربية بمعاداة إسرائيل،وأنه من الول تشذيب الواقع العربي حسب السكين الإسرائيلية ،مع انه يعرف واقع الحال  العربي تجاه إسرائيل اكثر من غيره من المسؤولين الإسرائيليين،والغريب في الأمر انه ركز على دور كل من الأردن والعربية السعودية في الضغط على الفلسطينيين ،واصفا الأردن والسعودية بالمهرة في هذا المجال .

عقلية شريرة  لم يكتب عنها أحد جراء الخوف من الإنتقام حد الهلع ،فهو لم يترك غموضا ولو ضيقا في رسالته إذ يقول أن المفاوضات العربية –الإسرائيلية ستقصر الطريق أمام إسرائيل .

بعد ذلك ينتقل داغان إلى المشهد المصري وفي هذا الوقت الحرج الحساس،فيقول أن الحكم العسكري في مصر جيد جدا لإسرائيل،ولعل ذلك يفوق المهارة في إظهار وتوليف الخبثن، فمصر لا تنقصها أدوات داغان.

وفي نهاية المطاف حذر الموسادي الإسرائيلي السابق الأول من خطر صعود الإسلاميين إلى الحكم ،وكذلك من دور إيران،ومن ضعف السلطة الفلسطينية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد