هل جاء دور الجيش المصري بعد الجيش العراقي والجيش السوري ؟ ( 3 – 5 )

mainThumb

29-08-2013 02:54 PM

الجزء الثالث :


الجيش العراقي :-


حرب الخليج الأولى 1980/1988 :-


حرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية الإيرانية  أطلق عليها العراقيون  اسم "قادسية صدام " بينما أطلق عليها الإيرانيون  "الدفاع المقدس"  ولقد استمرت هذه الحرب بين الدولتين المسلمتين  من شهر أيلول 1980 حتى الشهر الثامن أغسطس من عام 1988 وخلفت هذه الحرب أكثر من مليون قتيل وخسائر مالية تجاوزت 400 مليار دولار أمريكي  ولقد استمرت الحرب ثماني سنوات لتكون أطول نزاع عسكري  في القرن العشرين  وواحدة من أكثر الصراعات  العسكرية دموية  ومن المؤلم أن تقع هذه الحرب بين الجارين المسلمين مما أدى إلى تعميق الفجوة بين المعسكر الشيعي والمعسكر السني .
حرب الخليج الثانية 1990 :-

 


بتاريخ 4/10/1963 اعترف العراق رسميا بإستقلال الكويت  وبالحدود العراقية الكويتية  ومن خلال الحرب العراقية الإيرانية   قامت الكويت بدعم العراق  اقتصاديا وماديا بحيث بلغت  المساعدات الكويتية إلى ما يقارب 14  مليار دولار  بينما بلغ حجم الدعم السعودي 17 مليار مساعدات عسكرية و18 مليار دولار مساعدات نقدية . وكان العراق يأمل بتسديد   هذه الديون عن طريق  رفع أسعار النفط  . في عام 1990  اتهم العراق الكويت  بسرقة النفط من الحقول المشتركة  وأن الكويت قد قامت بأعمال تنقيب غير مرخصة  عن النفط في الجانب العراقي من حقل الرميلة النفطي ويطلق عليه في الكويت  حقل الرتقة وغضب الرئيس صدام من الطريقة التي اتبعتها الحكومة الكويتية بمطالبته بالديون المالية الكويتية والتي كان صدام حسب وجهة نظره قد أنفقها في حربه ضد إيران وفي دفاعه عن العالم العربي ضد إيران وفشلت كل المحاولات لرأب الصدع كان آخرها الإجتماع الذي تم عقده في نهاية شهر يوليو عام 1990  في مدينة جدة  بين وفد كويتي يرأسه الشيخ  سعد سالم الصباح ولي العد الكويتي  ووفد عراقي برئاسة  عزة الدوري برعاية الملك فهد بن عبد العزيز الذي أعرب  عن استعداده للتبرع بمبلغ عشرة مليارات دولار من أجل دعم العراق مقابل موافقة العراق بترسيم الحدود الكويتية العراقية . ولقد سبق هذا الإجتماع في شهر يونيو 1990 لقاء صدام حسين  بالسفيرة الأمريكية  في العراق " أبريل غلاسبي "


وفي صبيحة 2/8/1990  شن الجيش العراقي هجومه على الكويت  واستمرت العملية لمدة يومين  انتهت بإستيلاء  القوات العراقية  على الكويت  بتاريخ 4/8/1990  وتم تشكيل  حكومة صورية برئاسة العقيد علاء حسين   استمرت لمدة أربعة أيام  تحت مسمى جمهورية الكويت . ثم أعلنت الحكومة العراقية  يوم 9/8/1990  عن ضم الكويت إلى العراق بإعتبارها  المحافظة 19 للعراق . وبعد احتلال استمر  سبعة أشهر . بدأت حرب الخليج الثانية  بتاريخ 17/1/1991  التي شنتها قوات التحالف المكونة من 35 دولة بقيادة الولايات المتحدة  منها 9 دول عربية  بعد الحصول على موافقة الأمم المتحدة  حيث تركز الهجوم البري والجوي  على الكويت والعراق    وأجزاء من المناطق الحدودية   مع السعودية   وقامت القوات العراقية  بالرد عن طريق إطلاق عدد من الصواريخ على إسرائيل والعاصمة السعودية الرياض وبتاريخ 26 /2/1991 بدأ الجيش العراقي  بالإنسحاب بعد أن أشعل النار في حقول النفط الكويتية  وتشكل خط طويل من الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود  على طول المعبر الرئيسي بين العراق والكويت   وقامت قوات التحالف بقصف القطعات العسكرية العراقية المنسحبة   من الكويت مما أدى إلى تدمير  ما يزيد على 1500 عربة عسكرية . وبتاريخ 27/2/1991 أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عن تحرير  الكويت وعن هزيمة الجيش العراقي وبتاريخ 28/2/1991 تم الإعلان عن وقف الحرب . 


لقد بلغت الخسائر العراقية في هذه الحرب  ما بين 70 ألف إلى 100 ألف قتيل و30 ألف أسير  بالإضافة إلى تدمير 4000 دبابة  و3100 قطعة مدفعية  و1856 عربة لنقل القوات  كما تم تدمير حوالي 240 طائرة و لاتوجد معلومات مؤكدة حول أعداد القتلى من المدنيين.


بعيدا عن جريمة قيام العراق بإحتلال دولة الكويت فإن هناك جرائم ارتكبت تحت ستار القانون راح ضحيتها  أكثر من مليون ونصف طفل عراقي نتيجة قرار الحصار الدولي على العراق رقم 661 والذي صدر  بتاريخ 6/8/1990  هذا الحصار الذي استمر قرابة 13 عاما  حيث انتهى بسقوط  نظام حزب البعث العربي الإشتراكي عام 2003  وبشهادة دينيس هاليداي الرئيس السابق  لبرنامج النفط  مقابل الغذاء  التابع للأمم المتحدة  وحسب ما قررته  منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية التابعتان للأمم المتحدة  أن العراق كان يفقد شهريا ما بين 5 إلى 6 آلاف طفل نتيجة الحصار. لقد عانى العراقيون الأمرين  نتيجة هذه العقوبات والحصار وتسببت في  حرمانهم من الغذاء والدواء  وكل وسائل التقدم التكنولوجي  مما اضطر  الكثيرين من  العراقيين الى الهجرة إلى دول الجوار والمهجر  بحثا عن فرص الحياة  لقد عانى العراق خلال سنوات الحصار  من عزلة شديدة  من معظم دول العالم سياسيا  ودبلوماسيا واقتصاديا  وأصبح العراق بعدها  أكثر الدول تأخراً  وخاصة بعد السنوات التي تلت حرب الخليج الثالثة   حيث تم تدمير البنية التحتية  من مصانع ومصافي ومحطات توليد ومحطات المياه والمجاري ولا بد هنا من الإشادة بموقف الأردن الإنساني طوال فترة سنوات الحصار المؤلمة  حيث كان ميناء العقبة الأردني هو الرئة التي كان يتنفس منها العراق . 


حرب الخليج الثالثة 2003 :-


حرب الخليج الثالثة وتعرف باسم الغزو الأمريكي للعراق  أو حرب العراق أو حرب تحرير العراق كما تم تسميتها بحرب بوش  حيث بدأت عملية غزو العراق بتاريخ  20/3/203 من قبل قوات الإئتلاف   بقيادة الولايات المتحدة    وكان هذا الإئتلاف ( إئتلاف الراغبين ) يختلف إختلافا كليا  عن الإئتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية  لأنه كان إئتلافا صعب التشكيل واعتمد على وجود جبهات داخلية   في العراق  بين الشيعة في الجنوب وبين الأكراد في الشمال  كما رفضت الكثير من الدول الغربية المشاركة في هذه الحرب حيث كانت 98% من القوات العسكرية  هي قوات أمريكية  وبريطانية  ووصل العدد الإجمالي  لجنود الإئتلاف  300884 موزعين على الشكل التالي  250 ألف من الولايات المتحدة  و45 ألف من بريطانيا  و3500 من كوريا الجنوبية   و2000 من أوستراليا   و200 من الدنمارك  و184 من بولندا  كما ساهمت 10 دول أخرى بأعداد صغيرة  من قوى غير قتالية . كما أعلنت السعودية بأنها لن تسمح بإستخدام  قواعدها للهجوم  على العراق  ورفض البرلمان التركي نفس الشيء  وأعربت جامعة الدول العربية  ودول الإتحاد الإفريقي معارضتها لغزو العراق . ولقد تسببت هذه الحرب في وقوع أكبر 


خسائر بشرية  بين المدنيين في تاريخ العراق  وتاريخ الجيش الأمريكي في عدة عقود .  ولقد استخدمت الولايات المتحدة الكثير من التبريرات لتبرير إحتلال العراق  من بينها  امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل   بالرغم من   تصريح كبير مفتشي الأسلحة  في العراق  هانز بليكس أن فريقه لم يعثر  على أسلحة نووية   . وأن الشيء الوحيد الذي عثر عليه  هو مجموعة من الصواريخ  تفوق في مداها  المدى المقرر حسب قرار الأمم المتحدة  رقم 687 الذي تم اتخاذه عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية  وكان العراق أطلق على هذه الصواريخ  اسم صواريخ الصمود ولقد وافق صدام حسين  في محاولة منه لتفادي الصراع بتدميرها من قبل فرق التفتيش التابع للأمم المتحدة  برئاسة هانز بليكس . كما جرت عدة محاولات فاشلة من أجل ربط اسم الرئيس العراقي بإبن لادن والقاعدة. والواقع أن الهدف الرئيس في احتلال العراق هو السيطرة على ثاني أكبر مخزون من النفط في العالم وتدمير الجيش العراقي الذي كان يشكل عمقا استراتيجيا هاما في الصراع العربي الإسرائيلي بالإضافة إلى إعادة التعامل بالدولار الأمريكي في  دفع أثمان النفط والقضاء على نظام الرئيس صدام حسين ووقف الدعم المادي الذي كان يقدمه صدام حسين إلى عائلات الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية بالإضافة إلى زيادة الدور الإستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في منطقة الخليج العربي  عن طريق  فرض وجود عسكري قوي . وبالتالي إلى استنزاف دول الخليج ومطالبتها بتغطية نفقات الحروب العربية العربية التي تجاوزت تكاليفها مئات المليارات بالإضافة إلى التمهيد للمرحلة المقبلة في حرب الولايات المتحدة على الإرهاب  بعد حادث 9/11/2001 . ولقد انتهت الحرب رسميا بإنزال العلم الأمريكي  في بغداد بتاريخ 15/12/2011. 


إن من أخطر نتائج الغزو الأمريكي للعراق يتمثل في العنف الطائفي   وما  صاحبه من عمليات قتل جماعي وتفجيرات واغتيالات تستهدف التجمعات السكانية المدنية  مثل الأسواق وألأحياء السكنية  المدنية  والجوامع  في مناطق ذات غالبيات سنية أو شيعية  بهدف الإنتقام أو التصفية الطائفية بناء على خلفيات مذهبية . ومن المؤلم أنه لا نهاية لهذا النفق المظلم الذي صاحبه زيادة في المنظمات والأحزاب لكل من الشيعة والأكراد والسنة  وينطوي تحت المنظمات والأحزاب الشيعية في العراق كل من التيار الصدري وجيش المهدي والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية  وعصائب أهل الحق وحزب الدعوة الإسلامية وحركة الدعوة الإسلامية ومجموعة الفضلاء ومنظمة العمل الإسلامي وحزب الطليعة الإسلامي  بالإضافة إلى تشكيل العديد من التنظيمات السياسية الإسلامية  والتي يطلق عليها قوى الإنتفاضة الشعبانية  التي ينضوي تحت لوائها  كل من حركة الإنتفاضة الشعبانية وحركة الإنتفاضة الديمقراطية  والحركة الوطنية لثوار الإنتفاضة .


كما أن هناك ميليشيات مسلحة شيعية أهمها جيش المهدي وفيلق بدر وعصائب أهل الحق.


أما الجماعات السنية  فينضوي تحتها  كل من  قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ودولة العراق الإسلامية  وجيش أنصار السنة  وأنصار الإسلام وجيش المجاهدين  والجيش الإسلامي في العراق  وجيش الطائفة المنلف وسعد بن أبي وقاص  وفصائل المقاومة الجهادية وجيش محمد والجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية وكتائب ثورة العشرين .


بينما لا يوجد  غير ميليشيا  كردية واحدة هي قوة البشمركة للحزبين الكرديين شمال البلاد.


من المؤلم حقا أن ضحايا العنف الطائفي قد تجاوز ضحايا العراق في كل حروبه ومن المؤلم حقا أن دولة تملك في مقدراتها أغنى الثروات النفطية .


والمالية والزراعية والمائية أصبحت ضحية للفساد والتفرقة ومن المؤلم أكثر أن الدولة العربية الأقوى عسكريا  البوابة الشرقية للأمة العربية قد سقطت في الهاوية والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا قامت الولايات المتحدة فعلا بغزو العراق ولماذا قامت الولايات المتحدة بتقديم العراق على طبق من ذهب إلى إيران ؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد