مثال للتفاني في خدمة المجتمع

mainThumb

01-11-2013 05:50 PM

مما تجود به الذاكرة لأناس لهم بصمات في مجتمعاتهم معلما ومربيا في إحدى مدارس الوطن وهو الأستاذ الفاضل ماهر المومني رحمه الله تعالى كان مخلصا في عمله, مثالا للتفاني في الخدمة المجتمعية, لا يتوانى في صنع الخير وإعانة المحتاج, ذا فزعة وشهامة لكل عمل طيب.

كان رحمه الله سباقا للخير فذات يوم كان يسير في طرقات بلدته وإذا بسياج بستان من بساتين بلدته قد انهارت حجارته على طريق الناس فما كان منه إلا ان استعان بمجموعة من طلبة مدرسته واستنفرهم لفعل الخير فأقام السياج بهمة عالية لا يقصد من ذلك سوى وجه الله .

لقد طبق هذا المعلم الفاضل الدين سلوكا لا قولا, وتطبيقا عمليا على أرض الواقع  رحمه الله رحمة واسعة .

مما لا شك فيه أن العمل التطوعي يعتبر ركيزة هامة من ركائز نمو المجتمعات وتطورها,بل إن الاهتمام بالعمل التطوعي وتفعيل أنشطته المختلفة يدل على المستوى الثقافي المتقدم لأي أمة من الأمم؛ لذلك فإن من واجب المجتمع علينا توضيح هذا المفهوم وتفعيله على أرض الواقع للنهوض بالمجتمع وتشجيع  أفراده على  الانخراط في المشاريع التطوعية المختلفة .

     ويأخذ العمل التطوعي أشكالاً وصوراً مختلفة, فكل عمل  غير ربحي يقدم فيه المرء عملاً أو إرشاداً أو نصيحةً أو مالاً يعتبر عملاً تطوعياً، والمسلم أولى الناس بهذا العمل لأن ديننا الحنيف يحث كثيراً على ذلك والقارئ لكتاب الله تعالى يرى كم بسط القرآن الكريم من  آياتٍ كريمةٍ رفعة لشأن المتطوع ووعداً له بالخير قال تعالى :ومن تطوع خيراً فإن الله شاكرٌ عليم  .

     ويحفل القرآن الكريم والسنة المطهرة بالآيات والأحاديث الشريفة التي تحث على العمل التطوعي والانخراط في مشاريع الخير لتكون صدقة جاريه لفاعلها يثاب عليها عند الله تعالى.

     ولا يقتصر العمل التطوعي على جنس دون آخر فالرجال والنساء على حد سواء يقوم كل طرف منهم بما يناسبه من عملٍ تطوعي على أن لا يفهم العمل التطوعي على أنه فرصة لتجاوز الحدود الشرعية من اختلاط فاحش أو انخراط بمعسكرات كشفية قد يصاحبها الخروج عن غايات وأهداف العمل التطوعي.
     لقد لعب العمل التطوعي عبر التاريخ أدواراً هامه لا تحصى, فكم من كارثة طبيعية كان العمل التطوعي الشعبي سباقاً للوقوف بقوة أمام آثارها, وكم من مشروع استفاد منه آلاف الأيتام والأرامل وكان سبباً في منع ضياع آلاف الأسر .

     وللعمل التطوعي دوراً عظيماً في تنمية قدرات الأفراد ومهاراتهم الشخصية ,العلمية والعملية ويؤدي إلى التعرف على جوانب القصور والثغرات التي يعاني منها النظام الاجتماعي والمؤسسي في المجتمع .

     ويعمل كذلك على إتاحة الفرصة للأفراد للتعبير عن أرائهم وأفكارهم التي تفيد المجتمع وتوفر لأفراده  فرصة التدرب على مهارة اتخاذ القرارات المهمة .

     لذلك لا بد من زيادة الوعي المجتمعي بأهمية العمل التطوعي واعتباره حاجة ملحة لا ترفاً, مع ضرورة تدريب الكوادر البشرية المؤهلة للقيام بما يخدم المجتمع بأسره .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد