هند وعرفات .. قضية سياسية بإمتياز

mainThumb

02-12-2013 03:47 PM

بعد عودة الحجيج من المسلمين الذين إنصهروا معا ، في رحاب المقدسات الإسلامية، وأدوا فريضة الحج ،لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، وهللوا وكبروا وسعوا ووقفوا على جبل عرفات ،وسعوا في الصفا والمروة وحول الكعبة معا ، صدمنا بقضية  سرقت الأضوار من أم القضايا ..القضية الفلسطينية ،أو حتى العبث الذي نراه في سوريا ومحاولات تفجير مصر من قبل الإنقلابيين ومن يدعمهم.

هذه القضية التي ما كان يجب أن تتفجر بهذه الطريقة، هي قضية اليمني الشاب عرفات والصبية السعودية  ،وملخصها أن هذين الشابين إشتبكا بحب عذري ،وتعاهدا  والله شاهدهما ألا يمس أحد منهما الآخر إلا بالحلال ،وكأنهما ليسا من شباب هذه الأيام.

الشاب اليمني عرفات الذي ينتمي لأصل العرب  الشعب اليمني الأصيل ،الذي نسيناه جميعا في محنته،ذهب لبيت هند طالبا يدها من والدها على سنة الله ورسوله،ولكن الصد كان رفيقه في الإياب ،ليس لشيء، إلا لأنه يمني ،مع أنه ليس فقيرا ولا غريبا ،بل يعيش في السعودية ويعمل في محل مجوهرات .

القصة لم تعد حبيسة أذهان هند  وأهلها وعرفات،بل نقلتها هند إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ،وباتت قصتهما حديث الإعلام  ،وتطورت الأمور لتصبح قضية رأي عام عالمي .

لم تتحمل هند التي أحبت عرفات عذريا وصدقت مع نفسها ،أن تكون نهاية هذا الحب بغير الطريقة التي كانت تحلم بها ،ولم تقتنع بالحاجز الوهمي الذي نسجه والدها ليمنع إرتباطها بالشاب الصادق عرفات الذي صدق معها ومع نفسه ومع الله أولا وقبل كل شيء.

إتخذت هند قرارا تفجيريا لأنها تعي أن الجلوس خلف الأبواب والإكتفاء بالبكاء لن يحل مشكلة ولن يعيد حبيبا مرفوضا من قبل الأهل الذين حرموا ما احل الله ،وحللوا ما حرم جل في علاه "كلكم لآدم وآدم من تراب"،و"خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".

كان قرارها مؤلما لمن لا بصر ولا بصيرة عنده ،لكنه عند الحصيفين من الناس هو القرار السليم الذي لا بد منه ،فقد هاجرت إلى اليمن بلد المحبوب وقالت له أنها في بلده وعليه أن يلحق بها ليتزوجا على سنة الله ورسوله  وطلبت اللجوء الإنساني إلى اليمن، وأروع ما في هذه الهجرة أنها لم تنسق مع عرفات لأنها تعي جيدا خوفه عليها وعلى سمعة اهلها ،ولم يكن ليوافق على خطوتها تلك.

لماذا هذه القضية  أصبحت قضية سياسية بإمتياز؟لأنها أصبحت بين بلدين ،وربما تعيدنا إلى حرب داحس والغبراء،أو  حرب البسوس، كما أنها إتخذت الطابع الطبقي ..غني وفقر، وأصبحت حديث وسائل الإعلام ناهيك عن وسائل التواصل الإجتماعي وفي مقدمتها الفيسبوك وقد إنقسم الرأي العام اليمني قسمين بين مؤيد لهما ومعارض ،ورأينا التبرعات والتعهدات ،واتمنى ان يفس أصحاب التعهدات بتعهداتهم ،لا كمن نسمع من بعض الأثرياء الذين يتبرعون على الأثير  فقط.

وأبعد من ذلك رأينا المفوضية العليا السامية لشؤون اللاجئين التابعة للمم المتحدة ،تدخل على الخط ،والحمد لله أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا "لم تتدخل وهذا يعني جدية المجتمع الدولي في إيجاد حل لهذه القضية.

نعم إنها سياسية بإمتياز لأنها أصبحت قضية حق تقرير مصير كل من عرفات وهند، وفي هذه الحالة فإن القضية ستحظى بإهتمام صناع القرار في العالم ليضغطوا على أصحاب الشأن  ،من أجل تسهيل إرتباط هند بعرفات ،فهذه قضية ربيع عربي جديد سيثمر حبا إنشاء الله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد