طعام لا ألغام - رندة العُمري الشبول

طعام لا ألغام - رندة العُمري الشبول

24-12-2013 12:15 PM

اكتست المملكة الأردنية بأجمل ثوب تحلم كل فتاة أن ترتديه في حياتها، أبيض نقيّ غطّت فيه كل البذور الخيّرة التي ستتفتّح من جديد في ربيع قادم ليس كأي ربيع تنتظره الدول من حولها، ربيع يثبت للعالم عامًا بعد عام، أنّ البذور المدفونة تحت ترابه هي بذور مصطفويّة هاشميّة، لا يمكن أن تكون إلّا آمنة مستقرّة تتراقص مع خيوط الشمس الربيعيّة الدّافئة، لا يعكّر صفو براعمها أنسام إشعاعات كيماويّة أو تفجيرات غازيّة.

جاءت هذه العاصفة الثلجيّة الشديدة البرودة على وطننا الدافئ بقيادته، لتعطي فرصة لكل من يحاول أن يراهن على صدق مشاعر القائد واتباع أوامره من أجهزته الأمنيّة والمدنيّة، أن يتراجع عن قوله "الأردن جايه الدور"، ولكل من جهّز وسائل التواصل الاجتماعي والكاميرات والمراسلين ليُعدّ مادّة إعلاميّة ينتجها ويحشوها بالأكاذيب والصور المدبلجة عن مظاهرات باردة هنا وهناك، لتتكلم المشاهد على أرض الواقع وترُدّ عليه، ليجد نفسه كطفلٍ ابتاع "فُتّيشة" وحاول جاهدًا إشعالها إلّا أنّها لم تشتعل لأنّ البرودة التي بداخلها لن تشعلها حتّى لو استعمل كُل الوسائل لذلك مهما كانت مُتطوّرة.

نحن جميعًا لا يخفى علينا أنّ الأردن يمتلك أحدث الأسلحة المتطوّرة والطّائرات وغيرها، وأنّ رجال "أبو حسين" هم أسود لا ترحم الأعداء، ولكن الأجمل من ذلك أن نعرف أنّ جلالة سيّدنا وهو القائد الأعلى لهذه القوّات التي ورثت الولاء والانتماء للأسرة الهاشميّة ولم تسجّل أي حالة انشقاق منذ تأسيس إمارة شرق الأردن حتّى يومنا هذا، يستطيع بإشارة واحدة أن يعطي أوامره لهؤلاء البواسل وهو على يقين تام أنّهم سيلبّوا مهما كان نوع الأمر.

ولكن مما يجب على التاريخ أن يسطره، أنّ قائدًا رحيمًا حريصًا على شعبه كما هو الأب حريص على أبنائه، قد أعطى أوامره للأجهزة الأمنيّة والمدنيّة لتأمين المواطنين بما يحتاجونه في ظل هذه الظروف الطبيعيّة القاسية، وبإشارة واحدة هبّ الجميع لتلبية النداء، ولم تكن الأوامر بحمل اسطوانات الغاز لتفريق المتظاهرين، ولم تكن الأواملر بصبّ النفط على الحقول والبيوت وحرقها، ولم تكن الملابس صدقات تمتد لها يد أردنيّة في مخيّم، ولم تكن وجبات الطعام ألغام تُقذف من طائرات، ولم تكن البطانيّات رصاصات تُمطر على رؤوس النساء والأطفال، ولم تكن هبّة رجال الدفاع المدني للمساعدة في فتح الطرق وإسعاف المرضى للمستشفيات هي إخلاء للمصابين والشهداء من قنابل عنقوديّة، ولم تكن هبّة الشباب النشامى لتقديم الخدمة هي نقل العائلات إلى الملاجئ، ... لم تكن ... لم تكن ... لم تكن ......

مهما حاولنا جاهدين أن نملي على التاريخ من سطور ليسطرها في تاريخ الهاشميين لن تتسع لدفئ مشاعرهم، لأنّ العواطف لم تجئ يومًا في طُرود وتوزّع على النّاس، بل تُجبل منذ اللحظات الأولى للإخصاب في رحم أمٍّ أردنيّة تحمل جنينها في رحمها، يسمع دقّات قلبها قبل أن يسمع صوتها وهي تدعو في باطن قلبها أن يديم الله نعمة الأمن والأمان على أردننا الغالي، وأن يديم القيادة الهاشميّة الدافئة المشاعر على أبنائها، وأن تعود وتعود العواصف الطبيعيّة مهما كانت من الله عزّ وجل، لتُثبت عامًا بعد عام، أنّ القائد الهاشميّ الذي ترجّل من سيّارته وساعد في إنقاذ المواطنين، لن يكون يومًا إلّا قدوة ومنارة يهتدي بها كل الصالحين والأوفياء لهذه العروس البيضاء النقيّة التي لا تبخل علينا كلّ عام بأجمل حُلّة ربيعيّة ملوّنة من صنع الخالق عزّ وجل، تتباهى بمروجها وجمالها أمام شقيقاتها العربيّات بصمودها وعُذريّتها وكبريائها المصطفويّ الهاشميّ.
 
أردنيّة من رحم أردنيّة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد