كيف خدعتهم جميعا؟ .. اليكم القصة بالتفاصيل

mainThumb

24-12-2013 08:11 PM

معارك برلمانية / الحلقة 49 / حصري السوسنة / بقلم المفكر والمؤرخ: د. احمد عويدي العبادي

مداخلة قبل الحلقة

 بعد نشر الحلقات الاخيرة من مذكراتنا وجدنا تسابقا، بل تهافتا وتهافت التهافت بين عناصر دوائر الحكم والتحكم على استخدام مصطلحاتنا (الثورة البيضاء، الوطنية والمواطنة، الفكر والمفكر، الميثاق الوطني الاردني، الحكم الرشيد والنزاهة) ولكن في غير مساقها وهم يدعون مصطلحاتنا وتعريفنا لها لأنفسهم، ولكن في غير مساقها. ولا شك ان ذلك وان دل على متابعتهم بدقة ما ننشر، فانه نمط من انماط بخس الناس اشياءهم، وضرب من الفساد، وكما يقال: فان شر اللصوص هم من يسرقون افكار وجهود الاخرين وهي جريمة اخلاقية وتستنكرها سائر الشرائع العالمية.

فمثلا بعد نشر حلقة الثورة البيضاء، والفارق بين الوطنية والمواطنة واهمية الفكر والمفكر، نجد جهات في مواقع القرار صارت تتداول هذه الاصطلاحات على انها من اختراعها وفلسفتها وعبقريتها، بدون ان تنسبها الينا ونحن اصحاب السبق والحق فيها. فلا احترموا ال 800000 شخص ويزيد الذين يقرأون مذكراتي في كل حلقة، ولا احترموا أنفسهم ومصداقيتهم، الى درجة ان من اراد تقليدنا في موضوع الوطنية والمواطنة عجز عن وضع تعريف وتوضيح لهما وساوى بينهما. ونقول له باختصار ان الوطنية هي شرعية التراب والتاريخ والجذور والهوية والقضية، واما المواطنة فتاتي وتذهب بقرار سياسي، وهي الجنسية، وبالتالي فالفرق بينهما كالفرق بين الثابت والمتحرك، والقراري والفراري، والاصيل والدخيل والزبد الذي يذهب جفاء والماء الذي يمكث في الارض وينفع الناس.



واما استخدام مصطلح الثورة البيضاء الذي تحدثنا عنه في هذه المذكرات فقد انفلت عقال فلاسفة (؟؟؟)  الجهات الرسمية وصاروا يتحدثون عنها على انها من فلسفتهم وأنها خطتهم وبرنامجهم، وذلك لإجهاضها مرة اخرى كما كان حال اجهاضها عام 1996.  ونحن اول من تحدث عنها منذ عام 1989 كما قلنا في حلقات سابقة.

وقد يكون من المناسب ان نستعير من فيكتور هوغو فلسفته في الثورة دون ان ندعيها لأنفسنا كما يدعي البعض جهودنا وفكرنا انه من بنات افكارهم وعبقريتهم، اذ يقول هوغو: ((حين تعيق مجرى الدم في الشريان تكون السكتة / او الجلطة، وحين تعيق مجرى المد في النهر يكون الفيضان، وحين تعيق مستقبل شعب تكون الثورة)). وهل هناك اعاقة لمستقبل شعبنا أكثر مما نحن فيه من اعاقات ومعوقات واهانات؟

***

الحرب خدعة وقصة المخادعة والكولسة الخفية جدا قبل القاء خطاب 1998  

وكجزء من التذكير والذاكرة، فقد قمت بعمليات استشهادية سياسية إن جاز لي هذا التعبير، في مواقف مفصلية من تاريخ الأردن، داخل وخارج القبة، وادعاها الكثيرون من السياسيين المزيفين والمدعين انهم مفكرون , نذكر هنا من مواقفي مثلا لا حصرا ، ما كان تحت القبّة، كان أوّلها خطابي التاريخي عند مناقشة الثقة بأول حكومة زمن الديموقراطية المؤقتة، او ديموقراطية حسبوها علينا، عام 1989، ثم ندموا عليها ونسفوها، وبعدها البرقية التي أرسلتها لراس العنوان عندما كلف أحد الشخصيات المقرّبة منه لتشكيل الحكومة بالأردن في حينه 1991.

 وكذلك كشفي لخطر الماسونية عام 1991 وتعريتي لها والمطالبة الخطية بحظرها بالأردن، وصدور قانون بذلك الأمر فيما بعد، الذي أوجد لي المتاعب والمصاعب والإشانة والطعن وتفشيلي في انتخابات عام 1993(وكنت ناجحا) وما بعد ذلك في عام 2003 (وكنت ناجحا)، حيث لم يجرؤ أحد بتاريخ الأردن كله من مجابهة الماسونية علنا قبلي.


 وبعد ذلك هذا الخطاب الهام عام 1998، والذي ضاعف مصدر الإزعاج والبلاء على رأسي ورأس أولادي وأسرتي ولا زلنا نعاني منه. ولهذا الخطاب الذي يأتي ضمن الحرب المستعرة وصراع البقاء بيني من جهة، وبين أعضاء مثلث الغم، ومدير المخابرات في حينه من جهة اخرى، أقول له قصة طريفة جديرة بالذكر هنا حيث وجدتها مفصلة في ملحوظاتي اليومية انشرها كما وجدتها، وهي التالية:

. فعند البدء بالمناقشات غادر رئيس مجلس النواب في حينه في مهمة برلمانية خارج الأردن بعد أن خدعته أنني سأكون أخر المتحدثين وذلك يعني أن دوري سيكون في أخر اليوم الرابع أو الخامس من المناقشة، يكون خلالها قد عاد من أسوان في مصر حيث ذهب للمشاركة في مؤتمر برلماني هناك.

 وتولى رئاسة المجلس النائب الأول للرئيس وهو المعروف بأدبه الجم، وترفعه على المناكفات الصغيرة، لأنه من عائلة نبيلة لا تنزل إلى الصغائر. وقد استغل الزملاء هذه النقطة عنده وبدأوا يتهربون من نصاب الجلسة، مما أغضبه، بل واخرجه عن طوره عدة مرات، كما كان هناك بعض النواب الذين لا يريدونه أن يترأس الجلسة، ربما حسداً من عند أنفسهم أو لأسباب لا أعرفها.

 وفي هذا الجو المشحون من تهريب نصاب الجلسة وغضب الرئيس بالوكالة. التقينا في المساء، لقاء محدوداً أنا وإياه وعدد قليل من النواب، وكانت جلستنا إلى جانب بعضنا بعضاً، فشكا لي من تهريب النصاب. وهنا وجدتها فرصة للإدلاء بدلوي قبل عودة رئيس المجلس إلى عمان،

قلت له: اسمع يا سعادة الزميل أعطني الكلام غداً، وأنا أعيدهم إليك، وأحقق النصاب إن طار، ما رأيك؟

 قال: هل جهّزت خطابك؟

قلت: نعم، ومنذ أيام قبل بدء النقاش، ولا يغرنّك تظاهري أنني لم أكتب كلمة منه بعد. فنحن العبابيد يحمل واحدنا حجرين دائما. واحدا في عبه لا يراه الناس، واخر في يده يخيف به العدو، والاخطر هو الحجر الذي في العب / الجيب

الرئيس بالوكالة العبابيد اولاد عمنا ابا عن جد

قلت: صدقت فكلنا جذام، ونحن تاريخيا حلفاء وابناء عم عشائريا، ولكن دعنا نعود إلى حديثي يا بيك في قضية الاردن.

الرئيس: تفضل (قالها وهو مهموم وحائر ويدخن بنهم على سيجارته)

قلت: لا تهتم ولا تحتار

قال: لكنك سبق وقلت أنك لن تلقي خطابا. اليس كذلك؟

قلت: نعم ولكنها الحرب خدعة. فقد قررت خداعهم وتظاهرت انني لن ألقى خطابا او أن القاء الخطاب سيكون بوجود الرئيس الغائب في مصر الان.

الرئيس: وهل تريد تأخير خطابك إلى أن يعود الرئيس؟

قلت: انت اهم عندي من الرئيس، وإذا اخرته إلى أن يأتي فعلي اعداد نفسي لمعركة حامية الوطيس معه (وكنت اعددت نفسي لها بالوثائق) وحينها سأتحدث بما سيخلق ازمة سياسية كبيرة ربما أكبر من التي سيشملها خطابي هذا (قلت ذلك وأنا اعرف المودة بين رئيس المجلس المسافر ومدير المخابرات الذي سأهاجمه، وحنانهم على بعضهم يتعلق بما هو خارج حدود الوطن)

قال: ما فهمت عليك

قلت: لا تنسى انني خبير بالأصول والعشائر وحركاتها، وبالأشخاص وتاريخهم وتاريخ ابائهم

قال: (اه الان فهمت) اذن لا تريد التأجيل، (قالها وهو يمج سيجارته ويكاد يبتلعها فرحا)

قلت: أريد تسجيلها لكم للتاريخ، وليس للرئيس لأنه من القدرة بحيث يعرقل خطابي، وحينها فإنني مضطر لخوض معكرة معه ومع من أريد الحديث عنه، وقد اعددت نفسي للمعركة معه. ()

قال ومن هو الذي ستتناوله (مين بدك تقص الله يعينه / أي من ستهاجم في خطابك)

قلت: (تظاهرت بان الامر بسيط ولا يخيف) ابدا ولا شيء، الله لا يعينه، ولكن الامر هين ولا تخاف، ماهي الا انتقادات عادية جدا ليس فيها ما يزعج، ولكن مثلث الغم من الغرباء والمرتزقة والمقاطيع يحسبون كل صيحة عليهم ويتحسسون من كل كلمة تصدر عني، ولكن حط بالخرج، وستسمع التفاصيل التي تسرك بإذن الله

 قال: ماذا ستتكلم؟ قلت: سأقول كلاماً يشفي غليل الأردنيين، وأنت من عائلة معروفة بتاريخها الوطني وسوف يسرك ما تسمعه. ولكن أريده أن يكون بثاً حيّاً ومباشراً على الهواء.

قال: كيف ترى؟ وكيف نتوكد من بثه؟

قلت: انت الان رئيس المجلس، وتستطيع أن تكلم وزير الاعلام وتطلب اليه رسميا أن يكون البث حيا ومباشرا. وطالما أنهم يعرفون أن د. احمد عويدي العبادي لن يتحدث الا بعد عودة الرئيس، كما اعلنت من قبل مخادعا لهم، فانهم يبثون الجلسة مباشرة. بدون تردد ولا حرج

قال: صدقت لأنهم لا يخافون الا من كلامك وخطابك

قلت: أرجوكم التوكيد من البث المباشر غداً. قال: سأجري اتصالاتي الليلة مع وزير الاعلام، بصفتي رئيس المجلس بالوكالة، لأتوكد من الأمور، وإن الإعلام سيغطي الجلسة مباشرة على الهواء.

قلت: عندما يفلت النصاب غدا، ارفع يدي، وأقول: أعطني الحديث وأنا أعيدهم جميعاً إلى القبّة الآن، قال: على بركة الله. قلت: تكتم الأمر؟ قال: نعم، لا يعلمه إلا الله وأنت. قلت: على بركة الله.

وهنا تدخل النواب الحضور وهم يسألون عن سر المناجاة بيني وبين الرئيس بالوكالة، فأسرعت بالإجابة قائلا: نتحدث في موضوع خطبة عروس ونريد الرئيس بالوكالة يكون ريس الجاهة. فقالوا من العريس ومن العروس. قلت عبابيد ببعضنا لا تعرفوهم. واريد من سعادته ان يطلب العروس عني. فقال الزميل الرئيس بالوكالة: نعم صحيح. فصدقوا الخدعة

 وعندما غادرنا منزل المعازيب في أم السماق بعمان الغربية. تواعدنا عند السيارة وأكدت له العهد والمكتومية، وأكد لي الالتزام، وفعلاً كان كتوماً مثلما كنت كذلك.

وفي الصباح، بدأت الجلسة ويجب أن تبدأ بالثلثين 54 من 80 وعند إعلان اكتمال النصاب، يمكن أن ينزل إلى 41 من 80. رفعت يدي، وسألت: هل الجلسة على الهواء مباشرة؟ فقال: نعم، وأكد ذلك وزير الاعلام في الحكومة، ولكن أحداً لا يدري لماذا سألت هذا السؤال ولا يدري لماذا أجابني الزميل رئيس المجلس بالوكالة هكذا (وهو الوحيد الذي يعرف)، لأنني أريد إجراء محاكمة سياسية للفاسدين وللباشا على الهواء مباشرة، وليكن بعدها ما يكون، أريد أن يسمع الأردنيون والعالم، وليكن بعدها الطوفان السياسي، وكنت وضعت في حسباني ان يتم اغتيالي، وكذلك كانت طوفانات وليس طوفاناً.

 كان رئيس الوزراء غائباً عن الجلسة، وكان أحد نوابه المقرّب جداً منه في ندوة في الجامعة، وعدد الوزراء الحضور لا يتجاوز أربعة وزراء من أصل ستة أو ثمانية وعشرين وزيرا وكان الاستهتار بالجلسة قد بلغ شأوا من قبل الحكومة والعديد من النواب.

 وأخيراً حدث ما كنت أتوقعه، وكانت أوراقي ووثائقي جاهزة، وشعر الرئيس بالوكالة أن نبله وأدبه، قد سمح للبعض من النواب أن يمارس ما لا يتفق مع النبل والأدب، وطار النصاب، وهنا غضب الرئيس بالوكالة وخرج عن طوره، عندما لم يستمع إليه أحد في البقاء.

 نظرت وإذا الأمور شوربة. فرفعت يدي بهدوء الواثق من نفسه لقد جاءت الخطة حسب السيناريو المتوقع والحمد لله:

 وقلت: معالي الرئيس، أعطني الكلام الآن وسوف أعيد لك النواب والحكومة إلى القبة، بعون الله (قلت ذلك خارج التسجيل مباشرة بدون سماعة).

 وهنا وجدها الرئيس فرصة لضرب هؤلاء الذين لم يلتزموا بالنبل الذي يتمتع به.

 فقال: وكان النصاب قد هبط إلى 35 أو 36 نائباً: الكلمة الآن لسعادة الزميل د. أحمد عويدي العبادي فليتفضل. وهنا نهضت ببطء في لحظة ضياع نصاب الجلسة معطياً الفرصة لوصول الخبر إلى النواب الجالسين في قاعة التشريفات المجاورة المشغولين باللغو البرلماني والسياسي، وما أن وصلت المنصة وفتحت أوراقي حتى كان العدد قد تجاوز الـ 45 نائباً. ثم قفز بسرعة وخلال دقائق إلى أكثر من ذلك اذ عاد سائر النواب الموجودين في دهاليز المجلس.

 وتأنيت ببطء الواثق من نفسه في فتح الأوراق والملفات وبدأ النواب يتوافدون من الردهات الجانبية، وبدأ الوزراء يعودون من غرفة الوزراء في المجلس، وتنفس الرئيس بالوكالة الصعداء وشرعت في الخطاب، وألقيت ما في جعبتي

 وعلى مدى ساعة ونيف من الخطاب، على البث المباشر، وعلى الهواء مباشرة، قلت ما سوف نقرأه في هذا الكتاب (ج2).

 وعندما كان نائب رئيس الوزراء المقرب منه في الندوة بالجامعة، تلقى مكالمة هاتفية على الخلوي من مصادر تعلوه يسأله: أين أنت الآن؟ لماذا لا أراك في جلسة المجلس؟ قال إنني في ندوة في الجامعة، قال المصدر المهم: الله يخرب بيتك: هذا الدكتور العويدي نازل فيك على الهواء مباشرة الآن. قال الوزير: إن العويدي، حسب المعلومات عندي، لن يخطب، وإذا خطب فسيكون أخر المتحدثين. قال له: ضحك عليكم، أترك شغلك والتحق بالقبّة، إنه على الهواء، فركض الوزير إلى السيارة الحكومية يسمع الخطاب من الإذاعة حتى وصل القبة ليسمع بقيته مباشرة.

 وقد علمت فيما بعد أن رئيس وزراء سابق كان يريد الخروج من منزله لمواعيد هامة جداً، فجلس يسمع الخطاب، وأوعز لمرافقيه أن يتصلوا بالأطراف التي تنتظره على موعد معهم ليروا خطابي معه، لكي يتذاكروا في أمره فيما بعد (أي أمر خطابي).

 أما أحد الوزراء الذي كان في زيارة إلى أمريكا، فقد تم الاتصال به من وزارته يطلب إليه مشاهدة خطابي على الفضائية، وما أبرزته من وثائق حول فساد ذلك الوزير. أما رئيس المجلس المسافر حينها، فقد قطع زيارته إلى مصر وعاد فوراً على أول طائرة، ليترأس المجلس في اليوم التالي.

 وهكذا، وبمكتوميه كاملة، وتمويه عسكري وأمني. لم يطلع أحد من الناس على خطابي قبل إلقائه ولا يعرف أقرب المقربين إليّ ماذا سأقول وزاد من خداعي لعم: إعلاني أنني هذه المرة لا أريد الخطابة والمناقشة وانني إن تحدثت فسأكون آخر المتحدثين. نجحت في التسلل والقيام بضربتي القاصمة للباشا الذي فقد صوابه، وبخاصة ان مصادره عجزت عن اختراقي رغم محاولاتهم وتوددهم لي لمعرفة ما في جعبتي.

 وفعلاً، أكل الجميع هذا الطعم، والمقلب ووضعت اسمي على القائمة لأكون أخر المتحدثين احتياطاً، وليس توكيداً وقد لا أتحدث، وحتى رئيس المجلس على ما كان عليه من فراسة وذكاء، قد انطلت عليه حيلتي هذه، وذهب يرأس وفداً إلى مؤتمر في مصر وحتى الحكومة انطلت عليها الحيلة. بل وحتى مدير المخابرات في حينه انطلت عليه الحيلة أنني لن أتحدث هذه المرة، وبالتالي كان الجميع في راحة واسترخاء عندما فجرت هذا البركان.

 لم يندم الرئيس بالوكالة على ما فعله، ولم يتحدث ولم أتحدث لأحد حول الترتيب المسبق، وهذه المرة الأولى التي أكشف بها هذا السرّ واكتشفت أن الرئيس بالوكالة كتوم جدير بالثقة على الأسرار. أما أنا فلست نادماً أبداً، رغم المعاناة والأذى، والتشهير الكاذب والشرشحات التي تعرضت إليها، ولكن الله سبحانه أنقذني والحمد لله رب العالمين، ودمّر المتآمرين جميعاً

وان الفقرة التالية هي التي اشعلت النيران ضدي وادخلتني في نفق لا زلت واسرتي نعاني منه، ولست نادما لأنني اديت مهمة تاريخية وطنية من اجل بلدي واهلي وهويتي. وجاء نص الفقرة على النحو التالي:

معالي الرئيس. الأخوة الزملاء،

 ((من المؤسف المحزن أن الترهل والفساد قد تسلسل حثيثاً إلى الدائرة الأمنية الحساسة في الدولة، وهي دائرة المخابرات، التي اعتدناها مؤسسة وطنية عادلة عاقلة زمن إدارتها السابقة وكانت ولا زالت لها في قلوبنا المحبة والاحترام لأنها بنيت بدماء الأردنيين. ولكن عطوفة قمة هرمها الحالي قد نحا بها من العقلانية والواقعية والمصداقية إلى الارتجال والثارات والرعونة. ومن ممارسة الواجبات الوطنية الموكولة إليه إلى العمل الدؤوب للتفريق بين القيادة والشعب، وملاحقة ومضايقة الأردنيين في الداخل والخارج دون الاهتمام بالمخاطر الحقيقية ضد الوطن.

ومن الإيثار والتضحيات إلى التهام المكاسب الشخصية، ونشر المعلومات المضللة، وتوسيع دوائر الاحتقان الشعبي، فضلاً عن تقيد عطوفته الواضح بتعليمات الحكومة السابقة، وتصفية الحسابات الشخصية، وتحويل كل من تسول له نفسه بانتقادها أو انتقاد حكومته المفضلة الراحلة إلى محكمة أمن الدولة بجريمة إطالة اللسان لأنه نصب من نفسه مقامات عليا)).

 

(انتهت الحلقة رقم49)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد