الأردنيون يعيشون أجواء الحرب

mainThumb

16-06-2025 01:41 AM

فجأة وجد الأردنيون أنفسهم في قلب النيران المتبادلة بين قوّتين عسكريتين كبيرتين في المنطقة، وباتوا يلامسون شَرَر النيران بأعينهم تارة وبأيديهم تارة أخرى، بل إن شظاياها دخلت غرف نوم بعضهم دون استئذان محضرة معها الرعب والخوف.

الحرب الإيرانية الإسرائيلية الموعودة والمؤجّلة والتي لطالما كانت شعارات لقادة «الدولتين» خلال خمسين عاماً مضت، ولم ننسَ تصريحات الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد الذي انتهت فترة حكمه وهو يتعهد بمحو إسرائيل عن الوجود، ها هي اليوم تقع وبكل قوة، ولا ندري من سيمحو الآخر..؟؟!!

من خلال متابعتنا عبر الشاشات، وبأم العين كبقية الأردنيين للقصف الإسرائيلي على المدن الإيرانية والصواريخ الإيرانية المتجهة إلى تل أبيب وحيفا وبقية مدن فلسطين المحتلة، وهي تعبر سماء الاردن، نلحظ التفوق العسكري الإسرائيلي، الذي يعمل على مدار 24 ساعة في قصف الأهداف الإيرانية، فيما الأخرى تنتظر الليل لتبدأ رشقاتها الصاروخية التي تُسقط أغلبها المضادات الإسرائيلية.

لست هنا بصدد التحليل العسكري للحرب فهو ليس اختصاصي، ولكن من خلال التجارب العالمية فإنّ الصمود والثبات في المعركة أساس الانتصار، ولا أعتقد هنا أن تسمح الولايات المتحدة لإيران بتحقيق النصر، وواضح أن «إسرائيل» دخلت الحرب، لتحقيق الأهداف التي لطالما خططت لها وحلمت بها على رأسها تدمير البرنامج النووي الإيراني، وإسقاط النظام وإشاعة الفوضى من خلال إذكاء حرب أهلية طاحنة، واستحضار النموذج العراقي إبّان الاحتلال الأميركي..!!.

نعود إلى الداخل الأردني، حيث بدأت الأجهزة المختصة باتخاذ إجراءات عاجلة ترقى إلى مستوى الحدث، من خلال تفعيل صافرات الإنذار التي تنبه المواطنين بعبور رشقات صاروخية في سماء المملكة، وضرورة بقاء المواطنين بعيدين عن مصادر الخطر، لكن للأسف، كثير من المواطنين يتعاملون مع الحدث وكأنه «فيلم أكشن"؛ فتجد بعضهم يصعد للأسطح ويخرج إلى الشوارع لمتابعة الحدث بأم العين، والتقاط مقاطع الفيديو والصور التي توثق الحدث الذي قد لا يتكرر مرة أخرى في حياة كل واحد منهم، فهي الحرب الأولى التي تقع بين إيران والكيان الصهيوني.

إضافة إلى أن حركة الطيران قد تأثرت بشكل ملحوظ بسبب إغلاقات الأجواء كلما دعت الحاجة إلى ذلك بسبب الاعتداء على الأجواء الاردنية، وخرقها بشكل واضح مما وضع البلاد «بين نارين»، ويعرض حياة الأردنيين للخطر، وهو ما أكّد عليه جلالة الملك خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن القومي بأن «الأردن لن يكون ساحة حرب لأي صراع».

ولتوضيح الموقف الأردني مما يجري، فإن الهجوم الإسرائيلي يعد مخالفاً للقانون الدولي، ويعتبر عدواناً على سيادة إيران، وبالتالي سيؤجّج التوتر وينشر عدم الاستقرار في المنطقة، ويتبع الأردن نهج الدبلوماسية والمفاوضات واحترام القانون الدولي لتحقيق الأمن والسلام في الإقليم، وإن الأردن يسعى لتحقيق ذلك بكافة السبل الممكنة.

ما يجري اليوم صراع نفوذ بين القوى الإقليمية، يرافقها مطامع توسعية إسرائيلية، قد لا تنتهي بانتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية، فالمفاجآت قد تكون كبيرة والجميع سيتأثر بها، والمطلوب اليوم التعامل مع الحدث بأعلى درجات المسؤولية، والتماسك داخلياً والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد