أكاديمي : الجامعات روح الدول وقوة ومصير للدولة الاردنية، فأين الحكومة عن حالها؟

mainThumb

29-12-2013 02:42 PM

عمان – السوسنة – قال الاكاديمي الأستاذ المشارك الدكتور محمد الفرجات المفوض السابق للتنمية المحلية والبيئة في مفوضية البترا، بأن الجامعات وخلال الخمسة سنوات الماضية، قد تحولت من بيوت علم ومعرفة وارتقاء بالوطن، الى ساحات حروب شوارع، ورافق ذلك انتكاس البحث العلمي نوعا وكما، والذي صار لغايات الترقية فقط، مما ساهم بأننا قد تحولنا مع مضي الوقت من شعب منتج الى شعب مستهلك، مبينا أنه في الوقت الذي تتقدم فيه الامم الأخرى بجامعاتها وعلمائها ومخرجات أبحاثهم التطبيقية، وبمبتكراتها واختراعاتها ومنتجاتها، نتسابق نحن اليوم عليها في المولات التي قضت على صغار التجار وموارد رزق الناس، متجهين الى تنمية شبه مفروضة علينا ولا تعرف الاستدامة، بل الهدم، وأننا ضربنا تيها في شراء التكنولوجيا المستوردة أكثر من منتجيها، وأصبحنا سوقا استهلاكيا حولنا الى كسالى قسرا لا طوعا، ننتظر مساعدات الدول وبرامج صندوق النقد التصحيحية.

وبين الفرجات في حديث لـ " السوسنة " بأن الجامعات هي روح الدول، ومحركاتها التنموية الفعلية، وأن الارتقاء بالجامعات وتفعيل دورها في البحث العلمي، الذي ينتج عنه اختراعت وابتكارات في مجالات صناعية وزراعية وخدمية، تحسن جودة المنتجات ومنافسيتها، أمرا ينعكس ايجابا على انعاش الاقتصاد الوطني، مما يحد من مشاكل الفقر والبطالة، ويرفع مؤشر الرفاه الاجتماعي للدولة على مستوى العالم (من رواتب وخدمات وبنية تحتية)، فضلا عن الارتقاء بجودة الخريجين، الأمر الذي ينعكس على جودة التعليم الاساسي في مدارسنا لاستمرار وزيادة ونمو عطاء الأجيال تصاعديا لا تنازليا، وأداء الموارد البشرية من حملة الشهادات المختلفة في مختلف مؤسسات القطاع العام والخاص، بالاضافة الى تفعيل خدمة المجتمع، وتفعيل برامج التطوير لمختلف مؤسسات القطاعين العام والخاص، بالتدريب ونقل المعرفة، مبينا كذلك أهمية الارتقاء بدور الجامعات المحلي والعالمي بتفعيل المؤتمرات العلمية العالمية والمحلية وورشات العمل، وبرامج التبادل العلمي الثقافي والاكاديمي والمعرفي، وترويج الوطن وطاقات شبابه.  
 
وبين الفرجات  سوء الموازنات المالية للجامعات بارتفاع النفقات الجارية فيها، بأن هنالك أمورا كثيرة ساهمت في تدهور التعليم العالي وذلك لغياب الاسترتيجيات المدروسة، وما نتج عنها كظهور البرامج الربحية كالموازي والدولي والمسائي ومنح الدرجات العليا، وفتح الابواب للجامعات للتركيز على النواحي الاقتصادية اكثر من نوعية التعليم، وتدني معدلات القبول، وارتفاع اعداد الطلاب فوق الطاقة الاستيعابية لمختلف التخصصات، وعشوائية التخصصات والتوسع الافقي والعمودي غير المدروس أمام حاجات السوق والمنطقة، فضلا عن عشوائية التعيينات في المواقع الاكاديمية التدريسية (بلا تفصيل)، وما رافقها من هجرة الكفاءات، فضلا عن الحاجة الملحة لصقل شخصية الطالب في المدرسة قبل وصوله الجامعة، باعطاء حيز للمدارس والهيئات التدريسية فيها بتحديد مستوى ونتيجة الطالب التي تؤهله للجامعة فيما بعد.

وشدد الفرجات على التهميش المتعمد والذي يعانيه الاكاديميون من الحكومة، وظهور صناع قرار حكومي في الحكومات المتعاقبة بمواقع حساسة من منظرين وفلاسفة وهواة ومصطنعين في الاقتصاد والسياسة من أحضان الذوات والواسطات، ندفع اليوم ثمن أخطائهم بميزانية عاجزة تعيش على الأمل بالمساعدات وعلى جيب المواطن، كما وشدد على الحاجة الملحة للنهوض بالجامعات كقوة ومصير للدولة الاردنية، مبينا أنها طريق الوطن للاستدامة والاستمرار وتحسين الاداء المؤسسي، والنهوض بالواقع الاقتصادي والتربوي والاجتماعي، مما ينعكس عنه قوة الدولة وقراراتها، وأن الجامعات وسياسة التعليم العالي في المملكة بحاجة الى وقفة طويلة ومراجعة شاملة، وبحاجة لطروحات جريئة.
 
كما وأشار الى البحث العلمي التطبيقي الذي يجب أن يفصل عن وزارة التعليم العالي (اليوم قبل الغد على حد قوله) في وزارة مستقلة، على أن تقوم هذه الوزارة بالتعاون مع القطاع الخاص ووزارات الصناعة والزراعة والمياه والتعليم العالي والطاقة والسياحة وغيرها، بمخرجاتها البحثية التطبيقية من نواتج البحث العلمي التطبيقي، نحو التطوير والابتكار وتحسين جودة المنتج الوطني وزيادة منافسيته على المستوى المحلي والعالمي. 

ويذكر بأن للدكتور الفرجات والذي أوجد جائزة البترا للبحث العلمي 30 بحث علمي منشور محليا وعالميا، وقد أشرف على المخطط الشمولي الاستراتيجي للبترا، والذي فاز بجائزة دولية بالمرتبة الاولى في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2012م.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد