صحيفة السوسنة الأردنية

ايها الوطنيون العرب يا من تحلمون بحرية ونهضة وحضارة وطن ان الاكتفاء بلعن الاستعمار والشركات المتعددة الجنسيات والامبريالية "لا يطعم خبز " .

فقد اصبحت هيمنة الشركات الـ 500 الكبرى في العالم واقعا يمكنكم وصفه باي عبارات تشاءون ولكنها ستظل واقعا مهيمنا ومسيطرا الى امد ليس قصيرا  لذا فإن كفاحكم ونضالكم يمكن ان يؤدي الى خطوات كبرى الى الامام اذا تمكنتم من اختيار الشعار والهدف المناسب في الوقت المناسب .

واعتقد ان من اكثر الشعارات و الأهداف الراهنة مناسبة هو إجبار الشركات المتعددة الجنسية ووكلائها في بلادكم على تحمل مسؤولياتها الإجتماعية،حيث قرأت بإهتمام شديد الحوارات حول مدى دقة عبارة "النهب الإستعماري للثروات" واعرف جيدا الخلفية الثقافية لهذا المصطلح  الذي قيل وكان صحيحا في عصر الإستعمار الأوروبي المباشر لأجزاء كثيرة من بلدان العالم الثالث .

لكن ذاك الواقع تغير فبدلا من الدبابة والمدفع والبارود اصبح العالم الثالث محتلا من شركات الإنتاج الكبرى ذات الماركات العالمية وبإختصار اصبح العالم محتل من الشركات المتعددة الجنسية او باسم آخر العابرة للقارات ببضائعها ومنتجاتها وابتكاراتها وابداعها وجبروتها المالي ومراكز ابحاثها وخبرتها رفيعة المستوى في مجال الادارة والتسويق والاعلام والعلاقات العامة ،ولذا فان المصطلح المناسب لوصف الواقع هو "الهيمنة الإستعمارية على الإنتاج" .

فالدول الصناعية الكبرى "الإستعمارية" في حياتنا المعاصرة لا تنهب النحاس من المكسيك ولا تنهب النفط من السعودية ولا تنهب الكاكاو من البرازيل او من نيجيريا ولا تنهب الذهب والألماس من جنوب افريقيا ولا تنهب المطاط من اندونيسيا ولا تنهب الحديد من الصين ولا تنهب القهوة من البرازيل ولا تنهب الشاي من الهند او سيريلانكا . ففي عالم اليوم يوجد للموارد الطبيعية بورصات عالمية يتم فيها سعر المواد الأولية بناء على العرض والطلب وليس بناء على سلطة قهرية من هذا البلد او ذاك .

فهناك بورصة لندن للنفط ومؤشر خام نفط برنت  وأيضا في لندن بورصة للذهب  وفي شيكاغو في الولايات المتحدة بورصة المواد الغذائية ،حيث يتم فيها تسعير السلع الامريكية وجميع اسعار السلع في العالم .

وتتضمن اكثر من 150 سلعة استراتيجية مثل القطن والقمح والنحاس والحديد والزنك والكبريت والسماد والرصاص والعدس والذرة والسكر والبن والكاكاو وغيرها من السلع .

وهناك بورصات للعملات وأخرى للأسهم كما هو معروف وفي هذه البورصات تتحدد اسعار السلع الاساسية او الموارد الطبيعية الاساسية.

فالدول الإستعمارية لم تعد بحاجة الى نهب الثروات حتى تسيطر على العالم ولا الى جيوش ولا الى احتلال، أصبح لديها قوى اكثر جبروتا من كل القنابل النووية والجيوش والطائرات والغواصات وهو جيش الشركات العابرة للقارات وانتاجها الغزير رخيص التكلفة القادر على تدمير المنافسين في الدول الفقيرة .

وهذا الامر يتطلب تطوير المعارف الاقتصادية للمناضلين والنشطاء السياسين الوطنيين الطامحين لحرية بلادهم والنهوض بمستوى معيشة شعوبهم .

ما هي الشركات المساهمة والبورصة والأسواق المالية :

فالشركات المتعددة الجنسيات أو الشركات عبر الوطنية هي الجهات الرئيسية المستثمرة في البلدان النامية وهي الاستثمار الأجنبي المباشر ، الذي يؤدي تدفقه الى البلدان النامية إلى الإسهام بشكل كبير في تطوير الاقتصادات المحلية من خلال إيجاد فرص عمل ، وبناء القدرات ونقل المعرفة .

وتحقق الحكومات إيرادات كبيرة من هذه الأعمال التجارية عن طريق الضرائب المفروضة على الشركات، ورسوم الإنتاج، وضريبة القيمة المضافة وضريبة المسقفات. وهذه الإيرادات الكبيرة تمكن الحكومات من إنفاق المزيد من الأموال على الخدمات العامة .

اذا تمكنتم من اجبار هذه الشركات على تحمل المسؤولية الاجتماعية في برامج تساعد على توفير التنمية الاجتماعية المطلوبة والتي تجد الحكومات صعوبة في توفيرها، حيث تترك أثراً كبيراً من النواحي الاجتماعية والبيئية والاقتصادية على اﻟﻤﺠتمعات المحلية التي تعمل فيها .

حققوا خطوة كبرى الى الامام

حيث تستغلوا أهمية "التأثير الإيجابي" في الأسواق المعاصرة التي تتسم بالتنافس الشديد وهذه نقطة جوهرية بالنسبة لسمعة الشركة ولنجاح الأعمال التجارية على حد سواء.

وعليكم بالكفاح لاجبار حكوماتكم على ان تفرض على الشركات المتعددة الجنسية وضع برامج تنموية للمساهمة بمعالجة المشاكل في المجالات لأساسية مثل التعليم والخدمات الصحية، والمياه الصالحة للشرب، ومواجهة الفقر .

حيث انه من الصعوبة بمكان ان تتمكن الحكومات من توفير فرص عمل للعاطلين في ظل تدني النمو الاقتصادي. ومن أجل التصدي للفقر والبطالة وتحسين مستوى المعيشة، يجب على الشركات المتعددة الجنسيات ان تقوم بالمسؤولية الاجتماعية في اﻟﻤﺠالات مثل :
 حماية البيئة ، مثل خفض انبعاث الغازات وكمية النفايات، وإعادة تدوير المواد وبرامج إعادة تشجير الغابات.الأعمال الخيرية، مثل التبرع للمؤسسات الخيرية.المشاركة في القضايا الاجتماعية، مثل التوعية بحقوق الإنسان والتثقيف بشأن مكافحة الأمراض و الآفات. تنمية المناطق الحضرية من خلال الشراكة مع الحكومة المحلية لإنعاش مؤسسات الأعمال التجارية الصغيرة وتحسين البيئة في المدن الداخلية.

و الاستثمار في مؤسسات الأعمال التجارية المحلية من خلال إقامة شراكات مع المنظمات غير الحكومية في مجال التخفيف من وطأة الفقر وبرامج التنمية الاجتماعية، والأندية الاجتماعية.

مشاريع تدريب وتطوير الموظفين وفرص التوظيف المتساوية.

البرامج الكفاحية لا حصر لها ولا عدد .. المهم ادراك طبيعة الصراع وجوهر المعركة الخاصة بتطوير البلاد .