السؤال الآن : ماذا بعد جنيف (2) .. ؟!

mainThumb

24-02-2014 02:21 PM

من نافلة القول في البداية أن مؤتمر جنيف فرِض على الأطراف السورية المتنازعة ، وذلك نتيجة الأوضاع والتوازنات الدولية والإقليمية ، وشكل خطوة ونقلة نوعية هامة  في المواقف العالمية بتبني الحل السلمي للأزمة السورية لعدم جدوى الخيار العسكري . وقد كان الهدف الرئيسي من عقد هذا المؤتمر ومن المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة من الائتلاف السوري هو التوصل لتسوية سياسية تنهي الصراع الدامي الدائر في سورية ، الذي أصبح أقرب إلى صراع اجتماعي وفكري متشابك الأبعاد . ولعل الانجاز الوحيد الذي حققه المؤتمر هو انطلاق الحوار وجولات التفاوض المباشر ، التي تتم للمرة الأولى بين أقطاب النظام والمعارضة منذ بدء الحرب في سورية .


 كشف مؤتمر جنيف (2) حالة التخبط والهشاشة التي تعيشها المعارضة السورية ، التي لم تتمثل جميع قواها ومسمياتها فيه ، وأثبتت خلال المؤتمر عدم جديتها بالتوصل لحل سياسي للازمة ، وإنها ضد مصلحة الوطن والشعب السوري ، لعدم إقرارها واعترافها بإرهاب القوى التكفيرية والجماعات الجهادية المتطرفة مثل النصرة وداعش والجبهة الإسلامية ولواء الإسلام السعودي . وبذلك وضعت نفسها في خانة هذه القوى الشريرة التي لا تريد الخير لسوريا ولا لمستقبلها ، وتسعى لتأسيس دولة دينية متطرفة وفق مبادئ القاعدة ، تعيد الشعب السوري إلى كهوف الجاهلية ودياجير الظلام .


وفي المقابل أبدى وفد النظام السوري بقيادة وليد المعلم شجاعة وبراعة وحنكة دبلوماسية وسياسية فائقة ، ونجح في سحب البساط من تحت وفد المعارضة عندما وافق على مناقشة بنود وثيقة جنيف بنداً بنداً ، وأصر على مكافحة العنف والإرهاب قبل بدء أي خطوة عملية ، ولم يقبل إطلاقاً نقل صلاحيات أو عن هيئة انتقالية أو عن تنحي الأسد .


لقد تعثرت المفاوضات الشائكة والمعقدة بين وفدي النظام والمعارضة في سورية وانتهت إلى "اللاشيء" ، دون الخروج  بأي تقدم ملموس وحل سياسي ، وهذا الأمر أكده المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي ، حين صرح وأعلن فشل الجولة الثانية من المفاوضات في مؤتمر جنيف ( 2) .


إن مصلحة سوريا ومستقبل شعبها مرتبطان بلا شك بالحل السياسي والسلمي ، الذي لا يمكن تحقيقه خلال جولة أو جولتين من المفاوضات بعد 3 سنوات من القتال الضاري والصراع العنيف ، ومن المتوقع أن يمتد على المدى المنظور . ولذلك  هناك حاجة أكثر اليوم إلى بناء جسور الثقة والقيام بمبادرات عملية لوقف النزيف والعنف والإرهاب وإنهاء التدخل الخارجي في الشأن الداخلي السوري . فالأزمة معقدة ، والطريق طويل ، ولكن الحوار انطلق ، وهذا هو الأهم ، وكلنا ثقة أن سوريا الأبية عصية على الكسر ، وستنتصر على الإرهاب والتطرف والدمار ، ولن تنجح قوى الشر والبغي والظلام والعدوان على تهميدها وإخضاعها وزلزلتها . ولتتواصل الجهود لوضع حد لمأساة ومعاناة الشعب السوري ، الذي لم ولن يتخلى عن قيادته ونظامه القومي الممانع ، ويقف إلى جانب دولته في مواجهة المؤامرة الكونية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

المومني: علينا رفض جميع محاولات التشكيك

تكريم طالب لوقوفه احترامًا للسلام الملكي خارج أسوار المدرسة

وزير الأوقاف يتفقد الحجاج في مكة المكرمة

ترفيع 6 متصرفين إلى رتبة محافظ وإحالتهم للتقاعد .. أسماء

منتخب السيدات لكرة القدم يلتقي نظيره البنغالي الثلاثاء

وثائق سرية تكشف احتجاز الصحافي الأميركي تايس في سوريا

القوات المسلحة تحبط تهريب مخدرات بطائرتين مسيرتين

‎ملحق لمذكرة التفاهم بين مؤسسة الغذاء والدواء وبلدية الكرك 

مؤسسة الغذاء والدواء تحتفي بعيد الاستقلال التاسع والسبعين

بلدية إربد الكبرى تحدد دوام سوق الخضار المركزي خلال عطلة العيد

226 ألف متر مياه مستعادة بإزالة اعتداءات قناة الملك عبدالله

الهاشمية تستحدث 5 برامج جديدة في شهادة الاختصاص العالي في الطب

ضعف الإقبال على الأضاحي رغم وفرتها في الأسواق بسبب ارتفاع الأسعار

أسعار النفط ترتفع أكثر من دولار بعد قرار أوبك+

أوتشا: الاحتلال الإسرائيلي يخنق مدنيي غزة في 18% من القطاع