الأزمة السورية في عامها الرابع

mainThumb

17-03-2014 05:46 PM

تدخل الأزمة السورية، هذه الأيام، عامها الرابع دون أن تجد حلاً سياسياً لها  ينهي الصراع المحتدم بين الجيش السوري النظامي وبين قوى المعارضة والمجاميع الإرهابية المسلحة ، التي لا تخرج ولا تحيد عن الفكر البهيمي الوحشي.

وكانت الآمال معقودة على مؤتمر جنيف (2) الذي عقد وانتهى دون أن يحقق شيئاً، وانتهت هذه الآمال بانتهائه . ورغم شراسة وحدة الهجمة على سورية ، إلا أنها لم تفلح في كسر صمود الجيش العربي السوري في ساحات الوغى وميادين القتال ، في القصير وحلب وكل المناطق التي تتواجد فيها العصابات الإرهابية .

ويصادف هذا الدخول مع الانتصارات الرائعة التي يحققها الجيش السوري في يبرود ونجاحه في إسقاطها واستعادتها من أيدي المعارضة ، التي كانت استولت وسيطرت عليها قبل حوالي العامين .

لقد بانت الحقائق وتوضحت أهداف الحرب الكونية على سورية ، وأخذت تتمزق كل الأقنعة عن طابعها العدواني الإرهابي ، وتكشفت خيوط المؤامرة عليها برعاية قطر والسعودية وجميع عملاء أمريكا في المنطقة ، وأصبح واضحاً الدور التآمري التركي في تنفيذ المخطط الأمريكي الرامي إلى تفكيك سورية وتدميرها وتمزيقها وإسقاطها ، والنيل من مكانتها ووحدتها ، وضرب قوى المقاومة في العالم العربي .

ولم يعد خافياً أن المتآمرين على سورية يجمعهم هدف واحد مشترك هو إسقاط الدولة السورية ومحاصرة الوعي القومي وثقافة المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية .

إن الحرب الإرهابية على سورية تشارف على الانتهاء بعد سقوط يبرود ، وذلك بفعل انتصارات الجيش السوري على الأرض وتماسكه ، وصمود القيادة السورية الحكيمة والتفاف جماهير الشعب السوري حول قائدها الصامد الثابت والباقي في عرينه ،  بشار الأسد . وكل هذا يشكل أسباب الهزيمة لجميع القوى المتآمرة على الدولة السورية التي بدأت تعيد حساباتها من جديد .

إن صمود سورية أكثر من ثلاث سنوات بوجه المؤامرة الإرهابية العالمية ، دون أن يسقط النظام ، هو انتصار عظيم لها ولشعبها وجيشها وقيادتها ، وانتصار للكرامة العربية المفقودة ، وبمثابة انهيار للمشروع الاسقاطي التفتيتي في المنطقة ، الذي تشارك فيه السعودية وقطر وتركيا وبعض الأطراف اللبنانية .

لا شك أن الدمار والخراب في سورية كبير وهائل ، والدماء التي سالت وسفكت لا تضاهى بثمن ، ولكن انتصارها سيعيد كتابة التاريخ  ويرسم خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط . وهي قادرة ، بوعي شعبها وقيادتها الحكيمة ، على النهوض من بين الركام ، وبناء سورية المستقبل ، سورية الغد ، سورية الجديدة المتجددة ، التي لن تقوى عليها قوى الشر والظلام والعدوان .

عاشت سورية العزة والكرامة والصمود والشموخ ، وشاء من شاء ، وأبى من أبى ، والنصر قريب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد