اردوغان والدرس الكبير

mainThumb

01-04-2014 11:33 AM

لا اخفي اعجابي الكبير كغيري من ابناء الاردن الحبيب  بالقائد  اردوغان وانجازاته الوطنية الرائعة ونموذ جه القيادي الفذ وفرحي العارم بنجاح حزب العدالة والتنمية بالانتخابات البلدية في تركيا التي جرت بداية هذا الاسبوع  .

ولكنني ارى  كثيرا  من ردود الافعال والتعليقات  التي اطلقها كثير من الاردنيين خاصة  القياديون في مجتمعنا  ومؤسساته المدنية لم تكن  مناسبة ولم تلامس حقيقة ما يجري في تركيا  بقدر ما تحاول اسقاط تفكيرنا وسمتنا  ونظرتنا على الحالة التركية .

فاغلب التعليقات والتصريحات  تمجد الفرد والزعيم  وهذا سمتنا   وما درجنا عليه ندور بفلك الاشخاص والاسماء ونقدسها  اكثر من البرامج والافكار   علما ان اردوغان الزعيم يشد الناس الى برنامجه والى وطنه ويبعدهم عن الولاء للاشخاص والافراد وما فتىء طوال سني حكمه وتصدره للمشهد السياسي من تكريس الفكرة قبل الشخص والوطنية قبل المنفعة والمبدا قبل المصلحة و العام قبل الخاص والهدف الاوسع والاشمل قبل الاهداف الفردية والضيقة والمستقبل البعيد قبل اللحظة الحاضرة وبناء مؤسسات حكم المجتمع ووادارته  قبل التصدر لحكمه وقيادته  وتربية القيادات وتاهيلها قبل الزج بها بالميدان  وضحى بالصغير من الامور مقابل عظيمها .

والبعض يريد قدوم اردوغان لرئاسة اقطار  عربية  لانقاذها والنهوض بها    علما انه من الاولى ان تسير هذه القيادات على منهجية مشابهة لما فعله اردوغان  وان نكف عن التعلق بافراد نريدهم شبه الهة يحققون لنا كل شيء ونحن نائمون خاملون نتغنى بامجاد الاخرين .

اردوغان حاول ان يقدم لنا بعضا من منهجيته وخبرته فرفضنا وكانت عاقبتنا وخيمة
والان نتغنى بفوز حزب العدالة والتنمية الذي يقوده اردوغان وكاننا جزءا منه ونتخاذل عن السعي لتحقيق انجاز وطني  لنا  وبناء نموذجنا الوطني الصالح المرتكز على حق الشعب في صناعة قراراته وانتخاب قيادته وادارة مواردة الوطنية ومحاسبة العابثين بها المعتدين عليها ضمن تلازم المسؤولية مع المسائلة والمواطنة مع الواجبات والحقوق وتقديم الاهلية والكفاءة والانتماء الوطني علحقيقي على المصالح الفردية والولاء السياسي والولاءات الضيقة المفرقة للامة والمفتتة للوطن .

اردوغان استاذ  قدم لنا درسا كبيرا  فهل نتقن التعلم وتلقف من درسه ما يلائم قيادة نهضة جديدة لامتنا ومجتمعاتنا مستفيدين من التجربة التركية الثرية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد