وزارة التربية تشن حربا على الغش

mainThumb

03-04-2014 06:41 PM

نشرت الجريدة الرسمية تعليمات جديدة لوزارة التربية والتعليم لمحاربة الغش في امتحان الثانوية العامة, وهي عبارة عن حرمان يتراوح ما بين عامين للطلبة النظاميين, وأربعة أعوام لطلبة الدراسة الخاص ممن يمارسون الغش خلال امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة.

ولم تنفك وزارة التربية والتعليم, إيجاد أنواعا جديدة من العقوبات الرادعة للغش في امتحان "التوجيهي", من خلال تركيب أجهزة تشويش داخل قاعات الامتحان لمنع الاتصال أبدا, ولجان مراقبة مكثفة من الوزارة داخل تلك القاعات,وحرمان مباحث لمجموعات واسعة في قاعة الامتحان الواحدة.وغيرها, وغيرها من العقوبات.

ألم يدرك المشرفون على تنسيق هذه الأنظمة والعقوبات أن الطلبة في قاعة الامتحان قادرون على إيجاد وسائل جديدة للغش؟! وأن أي محاولات أخرى لمنعهم عنه ما هي إلا رادع يمكن اختراقه في بعض الأحيان قد تكون في لحظة عدم انتباه من المراقب, أو تعطل أجهزة التشويش بما يسمح لاستقبال الإجابات عن طريق برامج التواصل الهاتفية, أو عن طريق قصاصات أوراق الغش الطائرة بين الطلبة في القاعة.

إن الطالب هو ثمرة التدريب والتأهيل من خلال المناهج الدراسية, والدورات التربوية, وبرامج الكشافة والرحلات العلمية, فإن كان هنالك خطأ في مكنون هذه الثمرة, فلا بد من العودة إلى تلك الأسس التربوية وإعادة دراستها من جديد.

وإن كانت تلك الأسس صحيحة, وفاعلة, فلماذا ظهر الغش وانتشر إلى درجة أن وزارة التربية والتعليم استعملت كافة الأساليب الممكنة لردع مروجيه من الطلبة؟؟! واحتفلت بعد أن توقعت بأنها استطاعت النجاح في  تقليصه؟!

قضية غش بعض الطلبة في امتحان الثانوية لم تنتهي, ولن تضع أوزارها في ظل هذه التعليمات التي تركز على العقوبات, وتغفل مكنون الطالب الفكري الذي يمكن مخاطبته من خلال الأسس التربوية المتعارف عليها, والتي بحاجة إلى تفعيل حقيقي على أرض الواقع لتقوم بواجبها اتجاه الطلبة ومساعدتهم.  

على وزارة التربية والتعليم إنقاذ الموقف, من خلال إعداد مسودة قوانين فكرية تنقذ الطلبة من التحايل, والسرقة الفكرية, والخداع,الذي يمارسونه خلال كل محاولة غش في أحد الامتحانات, والذي سيكون أسلوبا ناجحا -بالنسبة إليهم-لاستكمال مسيرة حياته, وبذلك نكون قد ساهمنا في إيذاء المجتمع وأجياله المستقبيلة.

لقد أعد طلبة "التوجيهي" امتحانا صعبا لوزارة التربية والتعليم, يهدف إلى اكتشاف قدراتها على مواجهة التحديات التربوية بما فيها قضية الغش التي بدأت تؤرقنا جميعا.

فهل ستنجح؟؟!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد